مصدر مواكب: سليمان سيؤكد ضرورة استمرار التنسيق السعودي ـ الإيراني في المنطقة

الرئيس اللبناني إلى طهران اليوم على رأس وفد وزاري

TT

يتوجه اليوم الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان الى ايران، المحطة الاقليمية الرابعة الابرز في سلسلة زياراته الخارجية بعد سورية والمملكة العربية السعودية ومصر. ويرافقه وفد وزاري ما يشير الى تعدد الملفات التي ستتناولها مباحثاته. وهو سيلتقي المسؤولين الايرانيين الكبار وعلى رأسهم مرشد الجمهورية الاسلامية السيد علي خامنئي ورئيس الجمهورية محمود أحمدي نجاد ورئيس مجلس الشورى علي لاريجاني.

وقال مصدر مواكب لـ«الشرق الأوسط» إن «الملفات على اختلافها ستحضر خلال مباحثات سليمان مع المسؤولين الايرانيين. فعلى الصعيد الثنائي سيتم البحث في أوجه التعاون المشترك ولا سيما الاقتصادي والاستثماري منه. وسيغتنمها الرئيس اللبناني مناسبة لشكر إيران على دعمها لبنان لا سيما بعد حرب تموز (يوليو) 2006 ومسارعتها الى مد يد العون للشعب اللبناني لاعادة بناء ما تهدم. كما سيكون للوضع الاقليمي وتالياً الدولي نصيب مهم من المباحثات إنطلاقاً من الحضور الايراني على صعيد المنطقة والحوار القائم مع دول الجوار والذي يجب أن يستمر، وخصوصاً العلاقات الودية والتشاور المستمر بين طهران والرياض والذي تكون له انعكاسات ايجابية لجهة حل الكثير من العوائق والازمات التي تنشأ. وسيؤكد سليمان على ضرورة استمرار التنسيق الايراني ـ السعودي لما فيه خير شعوب المنطقة ودولها، لأن التحديات التي تواجه الجميع تفترض أكثر من تنسيق إنما تعاون بناء يضع الاساس المتين والصلب لمنع أي إرتدادات لأي أزمة تحصل إقليمياً أو عالمياً». وأضاف: «إن الحضور المسيحي في الشرق ستكون له حصة في المباحثات إنطلاقاً من التنوع في المجتمع الايراني ولموقع إيران الاستراتيجي ووجود حدود مشتركة بينها وبين العراق. وهذا يجعل من ايران دولة مؤثرة في الملف العراقي الذي يتعرض فيه المسيحيون لحملة تهجير منظمة». ورأى المصدر «إن رحلات رئيس الجمهورية الى الخارج، لا سيما الى عواصم القرار والدول الاساسية في المنطقة، كرست الحضور اللبناني وأعادت الاعتبار الى موقع لبنان الذي تعرض للتهميش والغياب خلال السنوات الثلاث الماضية جراء الازمة السياسية وتداعياتها الامنية التي عصفت به. وهو بذلك يعيد الامل للبنانيين في الخارج ويوصل رسالة واضحة الى الدول التي يقيمون فيها بأن لبنان إستعاد عافيته وأصبح لدولته رأس يمثلها في كل المحافل الدولية والاقليمية وينطق بإسمها إنطلاقاً من التوافق وإجماع اللبنانيين على طي صفحة الخلاف والبدء ببناء الثقة على أساس المصالحات والحوار الوطني الذي يقوده رئيس البلاد الذي هو موضع إحترام جميع الافرقاء اللبنانيين. وهو بذلك يكرّس مرجعية الدولة بمؤسساتها الدستورية على أنها المرجع لكل الدول في التعاطي مع لبنان من دولة الى دولة، بعيداً عن أي حسابات».

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول في الرئاسة ان المباحثات سوف تتناول مشكلة سلاح حزب الله الشائكة التي تثير انقساما داخل الطبقة السياسية اللبنانية. وقال المسؤول ان «الاستراتيجية الدفاعية مسألة داخلية لبنانية ومع هذا فان الجانبين سوف يتحدثان فيها نظرا لاننا بصدد صياغة استراتيجية دفاعية وطنية تعزز سلطة الدولة وتبقي على قدرات المقاومة» في مواجهة إسرائيل. وزار وفد من حزب الله الرئيس سليمان أمس. وقال رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد تعليقاً على زيارة رئيس الجمهورية الى ايران: «نعتقد أن هذه الزيارة ستكون مميزة في الشكل والمضمون. ان ايران قوة اقليمية لها دور مميز. وقد لعبت دوراً ايجابياً جداً في تعزيز السلم الاهلي بلبنان وفي دعم التوافقات اللبنانية، وكذلك بالمساهمة في انجاز ما تم التوصل اليه في الدوحة».