خامنئي يشيد بمواقف سليمان ويدعو اللبنانيين إلى التوحد.. لمواجهة إسرائيل

الرئيس اللبناني يشكر لإيران دعمها ويعبر عن ثقته بأنها على طريق الاكتفاء الذاتي في التصنيع العسكري

خامنئي مستقبلا الرئيس اللبناني ميشال سليمان في طهران امس (أ.ف.ب)
TT

دعا المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي اللبنانيين إلى التوحد لمواجهة إسرائيل، مؤكدا أن بلاده ستقف دوما إلى جانب لبنان، في وقت عبّر له الرئيس اللبناني ميشال سليمان الذي زاره في طهران أمس، عن امتنانه «للدعم الذي قدمته وتقدمه إيران» وقدم شكره لها «حكومة وشعبا».

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن خامنئي قال لسليمان خلال لقائهما، أن «ايران ترى ان قدرات جميع الفصائل اللبنانية يجب ان توجه لخدمة قوة لبنان ووحدته لمواجهة خطر النظام الصهيوني». وقال خامنئي ان «وحدة المجموعات السياسية والاتنية في لبنان هي الطريق الوحيد لاحراز تقدم في البلاد»، مشيرا الى ان «الجمهورية الاسلامية تعتبر ان قدرات المجموعات اللبنانية يجب ان تستخدم من اجل تعزيز قوة لبنان ووحدته ومواجهة خطر النظام الصهيوني». وأضاف خامنئي أن «اجراء محادثات بين الجماعات اللبنانية المختلفة التي يقودها الان الرئيس أمر ايجابي لان مستقبل لبنان المشرق يعتمد على وحدته الوطنية». وقال خامنئي كذلك ان ايران ستكون دائما «الى جانب لبنان»، وأبدى أمله في أن تعزز محادثات سليمان خلال زيارته العلاقات بين البلدين. كما اشاد بمواقف سليمان «الداعمة للمقاومة الاسلامية وجهوده من اجل تعزيز الوحدة الوطنية والحفاظ على الطابع الوطني للجيش اللبناني».

وفي معرض الحديث عن حزب الله، أوضح خامنئي أن «المقاومة اللبنانية نجحت في صد إسرائيل إلى خارج الاراضي اللبنانية صيف عام 2006 وجعلت من لبنان رمزا للمقاومة والشجاعة في العالم الاسلامي».

ونقلت الوكالة أيضا عن رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني قوله لسليمان: «لبنان دولة صديقة في المنطقة وستتمتع دائما بالدعم المعنوي من جانب ايران». واختتم سليمان الذي وصل الى طهران يوم الاثنين على رأس وفد كبير، زيارته أمس بلقائه الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد بعد خامنئي. وأصبح سليمان بذلك ثالث رئيس لبناني يزور طهران منذ الثورة الاسلامية عام 1979 .

ووعد الرئيس اللبناني في المؤتمر الصحافي الذي عقده مع نظيره الايراني في ختام زيارته بـ«العمل على متابعة نتائج هذه الزيارة عبر اللقاءات بين الوزراء المعنيين لتعزيز كل الاتفاقات التي عقدت سابقا بين الدولة اللبنانية والجمهورية الايرانية». وقال ان «لهذه الزيارة مكاسب عديدة». وعبّر في الكلمة التي دوّنها بعد جولته في معرض للصناعات العسكرية الإيرانية في مقرّ وزارة الدفاع عن ازدياد ثقته «بأن الجمهورية الاسلامية الايرانية على طريق الاكتفاء الذاتي في التصنيع العسكري وتحقيق أمنها الوطني وقدراتها على صدّ اي اعتداء على أراضيها والوقوف بجانب أصدقائها عند تعرضهم لأي عدوان».

وقبيل مغادرته، قال سليمان للصحافيين ان المحادثات التي أجراها «مهمة جدا» وأن محادثاته مع الرئيس الايراني «تركزت على العلاقات الايرانية واللبنانية والسورية ودور الجيش اللبناني في المقاومة وقضايا قطاع غزة ومكافحة الارهاب وحق ايران المشروع في الحصول على التكنولوجيا النووية». وكان سليمان قد استهل جولته والوفد المرافق بزيارة ضريح الإمام الخميني حيث كان في استقباله وزير الاسكان الإيراني سعيدي كياه وعدد من المسؤولين الايرانيين. ثم زار خامنئي، في حضور نجاد. وشدد سليمان أمام خامنئي على ان وجود «حكومة قوية في لبنان يساهم في دعم المقاومة» مؤكدا ان «الجيش اللبناني هو رمز للوحدة الوطنية ويسعى الى دعم عزة لبنان وكرامته والمقاومة هي رمز هذه الكرامة والعزة».

وزار سليمان كذلك رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني، وشكر لإيران مساعدتها، فيما كرر لاريجاني وقوف بلاده «بجانب لبنان على كل المستويات وفي كل المجالات». وتوجه سليمان الى مقر وزارة الدفاع حيث كان في استقباله وزير الدفاع العميد محمد مصطفى نجار، وتناول الحديث حاجات الجيش اللبناني وما يمكن ان تقدمه ايران من مساعدات عسكرية للبنان.

وسليمان هو مسيحي ماروني، انتخبه البرلمان في مايو (أيار) الماضي بعد مواجهة استمرت 18 شهرا بين الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة والمعارضة بقيادة حزب الله.