أميركا: إدانة 5 فلسطينيين بتهمة جمع تبرعات لحماس

إدارة بوش: الحكم انتصار ضد الإرهاب * الدفاع: أدينوا بسبب صلات قرابة

TT

قضت محكمة أميركية في دالاس، بإدانة خمسة فلسطينيين كانوا يعملون ضمن جمعية خيرية إسلامية، بجمع تبرعات لحركة حماس. وفيما اعتبرت إدارة الرئيس جورج بوش، الحكم بأنه «انتصار ضد الإرهابيين»، قال دفاع المتهمين إن إدانتهم كانت بسبب صلات قرابة مع قادة الحركة الفلسطينية.

وقال باتريك روان مساعد المدعي العام للامن الوطني في بيان أصدره بعد صدور الحكم «هذه الاحكام اليوم تشكل محطة مهمة جدا في جهود الولايات المتحدة ضد الذين يمولون الارهاب»، واضاف البيان «هذه المحاكمة تظهر عزمنا على ان نضمن عدم استخدام جهود الاغاثة الانسانية كآلية للتستر على دعم مجموعات ارهابية وتوفير دعم لها» وتعتبر جمعية الارض المقدسة للاغاثة والتنمية أكبر جمعية اسلامية خيرية في الولايات المتحدة. وتزامنت احكام دالاس مع اصدار محكمة اخرى في نيويورك ضد ثلاثة اشخاص متورطين في مؤامرة لتفجير سفارتي اميركا في العاصمة الكينية نيروبي والتانزانية دار السلام عام 1998. وكانت السلطات القضائية الاميركية قد اتهمت جمعية «الارض المقدسة للاغاثة والتنمية» بانها جمعت مبلغ 12 مليون دولار لحركة حماس من تبرعات تمت في عدة ولايات اميركية. وقال دفاع المتهمين إن الاموال جمعت من اجل بناء ودعم المدارس والمستشفيات في الاراضي الفلسطينية. وقال محامو الدفاع ايضاً إن السبب الرئيسي لمحاكمة موكليهم هي روابطهم الأسرية، وفي هذا السياق يرتبط خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والمقيم في دمشق بصلة قرابة مع المتهم مفيد عبد القادر وهو عضو في فرقة موسيقية كانت تقيم حفلات لجمع التبرعات للجمعية الخيرية، ويرتبط موسى ابومرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في سورية بصلة قرابة مع المتهم محمد المزين احد مؤسسي «جمعية الارض المقدسة» المتزوج من قريبة شقيقة المتهم غسان العشي رئيس مجلس ادارة المؤسسة سابقا، وشقيق المتهم شكري ابوبكر هو جمال عيسى ممثل حركة حماس في السودان وممثلها في اليمن حالياً والمتهم الخامس هو عبد الرحمن عودة ممثل الجمعية في نيوجرسي.

وكان المدعون قد استعانوا في جلسات محكمة دالاس بعدد اقل من الشهود ، حيث اعيد متابعة المتهمين بعد ان لم تتوصل هيئة المحلفين العام الماضي حول قرار بشأن إدانة او عدم إدانة المتهمين. وقال المدعون ان المؤسسة جمعت اكثر من 12 مليون دولار لحساب حركة حماس التي تعتبر منظمة ارهابية، ولم يتهم الادعاء الاشخاص الخمسة بتمويل الارهاب او التورط في عمليات ارهابية، لكنهم قالوا إن المساعدات الانسانية استخدمت للترويج لافكار حركة حماس وتخصيص اموالها لأنشطة قتالية. وبعد ان قرأ القاضي خورخي سوليس قرار الادانة أمر باعتقال الرجال خشية الفرار من البلاد قبل اصدار احكام السجن ضدهم. ويواجه المزين عقوبة بالسجن قد تصل الى 15 عاما بينما يواجه العشي الذي يمضي حاليا عقوبة في السجن مدتها ست سنوات ونصف السنة بتهمة انتهاك قانون الصادرات، واحتمال الحكم عليه بالسجن مدى الحياة. ويواجه ابوبكر عقوبة بالسجن مدى الحياة كذلك. اما عودة فيواجه عقوبة بالسجن قد تصل الى 55 عاما. واعتبر اعضاء هيئة المحلفين ان المتهمين يجب ان يسددوا للحكومة مبلغ يصل الى ازيد من 12 مليون دولار. ووجهت للمتهمين 108 تهم تشمل تقديم دعم مالي لارهابيين وغسيل أموال والتهرب من دفع الضرائب، وفور الاعلان عن إدانة المتهمين انخرطت عائلاتهم في البكاء والنحيب، وصرخت إحدى النسوة قائلة «والدي ليس مجرماً». وكانت الادارة الاميركية الحالية قد أغلقت عدة جمعيات ومنظمات اسلامية بعد هجمات 11 سبتمبر عام 2001 من بينها جمعية الارض المقدسة، وذلك على اعتبار ان هذه الجمعيات تجمع اموالاً لتمويل «ارهابيين واسلاميين متطرفين خارج الولايات المتحدة». وتعهدت وزارة العدل الاميركية في اكتوبر (تشرين الأول) عام 2007 باعادة محاكمة المسؤولين الخمسة في جمعية الارض المقدسة بعدما تعذر على اعضاء هيئة المحلفين الاتفاق للتوصل الى احكام بشأن حوالي 200 تهمة، وتشكلت هيئة محلفين جديدة في منتصف سبتمبر (ايلول) الماضي. وفي الشهرين الاخيرين عرضت الحكومة الاميركية الادلة نفسها تقريبا التي قدمتها في المحاكمة الاولى في محاولة لاثبات ان «جمعية الارض المقدسة» التي انشئت في اواخر ثمانينات القرن الماضي تجمع تبرعات من المسلمين الاميركيين الاثرياء لدعم حركة حماس. وادرجت حماس على اللائحة الاميركية للمنظمات الارهابية في 1995 وتركزت المحاكمة حول ما اذا كانت جمعية الارض المقدسة واصلت دعمها للحركة بعد هذا التاريخ.