إسلام آباد ولندن تلتزمان الصمت حيال مقتل رؤوف.. وجثته مفقودة

TT

تلتزم الحكومتان الباكستانية والبريطانية الصمت حيال مقتل رشيد رؤوف المشتبه بانتمائه الى تنظيم «القاعدة» والذي تم الاعلان عن مقتله في هجوم صاروخي اميركي يوم السبت الماضي. وامتنعت الخارجية البريطانية امس عن التعليق الرسمي عن مصير رؤوف، وقال الناطق باسمها لـ«الشرق الأوسط» ان القضية مازالت قيد الدراسة. ويذكر ان رؤوف، المشتبه بأنه خطط لتفجير طائرات تقوم برحلات عبر المحيط الاطلسي عام 2006، بريطاني من اصل باكستاني، وقد طالب برلمانيون بريطانيون بتقديم جهاز المخابرات الخارجية البريطانية تقريراً للبرلمان حول اذا كانت الحكومة البريطانية على علم باستهداف رؤوف. وقال ناطق باسم الخارجية البريطانية امس انه «لا يمكن تأكيد هذا الخبر بعد»، في وقت تحرص بريطانيا على التحقق من المعلومات حول الهجمة الصاروخية المثيرة للجدل. وقال محامي رؤوف امس، حشمت حبيب، ان الحكومة الباكستانية اعلمت عائلة رؤوف بأن عناصر من طالبان نقلوا جثمانه من موقع التفجير لدفنه في مكان مجهول. وقال حبيب: «من جهة (الحكومة) تقل ان رشيد رؤوف قتل في الهجوم على شمال وزيرستان، ومن جهة يقولون ان طالبان اخذت جثمانه». وقدم حبيب بالنيابة على زوجة رؤوف طلباً رسمياً لتسلم جثمانه ولكنه قال «لا احد من طرف الحكومة مستعد للرد على مطالبنا». ويسود الغموض حول الهجمة الصاروخية في الاوساط السياسية البريطانية والباكستانية، اذ لم يؤكد مسؤول المعلومات التي تسربت لوسائل الاعلام. ويذكر ان صحيفة «التايمز» البريطانية نشرت خبراً امس يؤكد ان الهدف من هجوم يوم السبت الماضي كان ابوزبير المصري، الذي تواردت انباء عن ارتباطه بـ«القاعدة» في العراق. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين امنيين بريطانيين لم تذكر هويتهم ان العملية كانت اميركية باحتة ومبنية على معلومات من المخابرات الباكستانية. ولكن عدم اشراك لندن في العملية واعلام اجهزة المخابرات البريطانية مسبقاً حول تفاصيلها يحرج الحكومة. ومن المتوقع ان تقدم المخابرات الخارجية «ام أي 6» تقريراً للجنة الامن في البرلمان البريطاني خلال ايام لشرح موقفها من الهجوم. يذكر ان القانون البريطاني يمنع المخابرات من الخوض في عمليات اغتيال، وفي حال ثبت مقتل رؤوف، ستكون المرة الاولى التي يقتل فيها مواطن بريطاني بالهجمات الاميركية على الحدود الباكستانية ـ الافغانية. وقد اثارت الهجمات الصاروخية استياء الباكستانيين اذ تصاعدت في الفترة الاخيرة ضمن جهود اميركية لاستهداف عناصر «القاعدة» على الحدود الباكستانية ـ الافغانية. وصرح وزير الدفاع الباكستاني احمد مختار بأن البرلمان الباكستاني سيعقد جلسة الاسبوع المقبل لبحث الهجمات الصاروخية الاميركية على اهداف للمسلحين شمال غرب البلاد.