سعد الحريري: الانتخابات النيابية اللبنانية ستجري في موعدها.. حتى لو كنت أحد الضحايا

قال إنه سيتقبل قرار المحكمة الدولية مهما كان.. وإذا كانوا أبرياء لمَ يعطلونها ؟

الرئيس المصري يستقبل الحريري في القاهرة (أ.ف.ب)
TT

أكد النائب سعد الحريري رئيس كتلة المستقبل اللبنانية البرلمانية أن الانتخابات النيابية في بلاده ستجرى في موعدها «حتى لو كنت شخصيا أحد الضحايا»، وقال «الأهم هو عقد الانتخابات في موعدها، لأن لبنان دولة ديمقراطية ولا ينبغي أن تتعطل الانتخابات مهما حدث». وأضاف الحريري في تصريحات له عقب لقائه الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة أمس «إن التهويل من جانب بعض الأصدقاء من حلف سورية في لبنان هو تهويل في جزء منه ولكن قد يتحول إلى حقيقة في جانب آخر لأنهم ينفذون وعودهم في هذا الشأن وهم يعرفون جيدا كيف يصنعون المنظمات مثل فتح الإسلام ويرسلون عناصرها إلى لبنان وكل هذا لن يعطل مسيرة الديمقراطية في لبنان وسوف تجرى الانتخابات في موعدها بإذن الله».

وأكد الحريري أن قوى «14 آذار» ستخوض الانتخابات موحدة ومتحالفة و»ستخوض المعركة الانتخابية في كل لبنان من أقصى شماله إلى أدنى جنوبه»، مبديا أسفه للاتهامات الموجهة إلى قوى 14 آذار بالوقوف خلف الدعوة بتأجيل الانتخابات والنتائج التي توصلت إليها لجنة التحقيق الخاصة بتنظيم فتح الإسلام، مؤكدا إصرار «14 آذار» على عقد الانتخابات في موعدها موضحا أن بداية الدعوة لعدم عقد الانتخابات في موعدها كان من جانب حزب الله. وقال الحريري «أعلن من مصر قلب العروبة أن قوى 14 آذار لا تريد تأجيل الانتخابات لأننا نعرف جيدا أننا مع الحق ونؤيد الاستقلال والعدالة وننظر إلى حق المواطن اللبناني على الدولة ولا نريد إطلاق الشعارات ونسعى لتحقيق أمن لبنان وندرك جيدا مسبقا نتيجة الانتخابات».

وردا على سؤال حول وجود أي مؤشرات لتحرك سوري خلال عقد الانتخابات اللبنانية في ضوء ما أعلنه وليد جنبلاط من عودة النفوذ السوري إلى لبنان في حال خسارة قوى 14 آذار للانتخابات، قال الحريري «إن هناك تخوفاً بالفعل من منظمة فتح الإسلام التي تتحرك من القيادة السورية ولكنني أود أن أطمئن اللبنانيين والمصريين أن قوى الحرية والاستقلال والاعتدال الإسلامي والمسيحي والانفتاح وأصدقاء وأحباء الشهيد رفيق الحريري سيخوضون الانتخابات بكل قوة ولدينا برنامج اقتصادي للمواطن اللبناني لأنه أهم من أي شعار سياسي أو تيار سياسي». وحول ما إذا كان قد تم التوصل لمبادرة صلح مع حزب الله، قال الحريري «تم عقد لقاء سابق مع السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله وهناك بالفعل خلاف سياسي مع حزب الله واتفقنا على ألا يمتد هذا الخلاف إلى الأرض وأن يقتصر الأمر على الخلاف السياسي فقط حتى لا نعرض لبنان إلى أزمات كانت تعرضت إليها في الشهور الماضية وأن يتم حل أي خلاف سياسي في داخل أروقة مجلس الوزراء أو البرلمان، لأن لبنان هو الذي سيدفع الثمن لأي مواجهة بين الفرقاء السياسيين وسيستفيد كل أعداء لبنان من تلك المواجهات وفى مقدمتهم إسرائيل».

وردا على سؤال عما إذا كان يؤيد وجود تعاون عسكري لبناني إيراني في ضوء النتائج التي أسفرت عنها زيارة الرئيس اللبناني ميشال سليمان لطهران مؤخرا، قال الحريري «إن هناك تعاونا عسكريا مع إيران ولكنه ليس مع الدولة اللبنانية بل مع حزب الله ونحن نقبل أي سلاح ودعم للجيش اللبناني يستفيد منه من جانب الدول الصديقة وبدلا من أن تعطي إيران دعما عسكريا لحزب بعينه عليها أن تقدم هذا التسليح للجيش اللبناني حتى يتمكن من صد أي عدوان إسرائيلي في حال وقوعه».

وحول ما أعلنه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من بدء المحاكمة الخاصة بالمتهمين في اغتيال رفيق الحريري في مارس المقبل، قال سعد الحريري «بعد اغتيال رفيق الحريري لجأنا إلى العدالة ولم نلجأ إلى الانتقام ولجأنا إلى المجتمع الدولي بدعم عربي من أجل محاكمة قتلة رفيق الحريري وكل شهداء ثورة الأرز ونحن نقبل أي نتيجة تعلنها المحكمة»، مضيفا «هناك أصوات تقول إن إسرائيل هي التي قتلت الحريري إذن فدعونا نساند عمل المحكمة لتكشف الحقيقة حتى لو كانت إدانة إسرائيل ولا أفهم لماذا يعطلون عمل المحكمة إذا كانوا أبرياء». من جانبه، نفى النائب اللبناني أكرم شهيب عضو كتلة اللقاء الديمقراطي وجود خلافات داخل فريق 14 آذار بالنسبة للقوائم التي سيخوضون بها الانتخابات النيابية. وقال، في تصريحات له عقب مباحثاته أمس في القاهرة مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، « فريق 14 آذار موحد وسيكون هناك قبل 14 فبراير (شباط) بيان سياسي موحد ولائحة ترشيحات واحدة لفريق 14 آذار نخوض بها الانتخابات النيابية على قاعدة لبنان الدولة أم لبنان اللا دولة.. ونحن نريد لبنان الدولة». وعما إذا كان لديهم كفريق 14 آذار من المؤشرات ما يضمن فوزهم في الانتخابات بأغلبية مريحة، قال شهيب «إننا نعمل جاهدين لننجح بالطبع حتى نحمى لبنان.. ولكن إذا لا سمح الله نجح فريق 8 آذار فمعنى ذلك أن النظام السوري سيحكم لبنان من دمشق».