إيران تحتج على إدراج علمها إلى جانب إسرائيل في إعلان فلسطيني يؤيد المبادرة العربية

عبد ربه يؤكد أن منظمة المؤتمر الإسلامي تبنت المبادرة في مؤتمر طهران 2003

TT

احتجت السفارة الايرانية في لندن امس على اعلان فلسطيني مدفوع الاجر، للترويج لمبادرة السلام العربية، يدرج علم ايران الى جانب اعلام الدول الاعضاء الـ57 في منظمة المؤتمر الاسلامي الى جانب العلم الاسرائيلي، نشرته «الشرق الاوسط» في عددها الصادر امس. وبعثت السفارة بهذا الخصوص برسالة تنشرها «الشرق الاوسط» تؤكد فيها عدم اعتراف طهران «بالنظام الإسرائيلي غير الشرعي والمُخْتَلَق، وذلك منذ انتصار الثورة الإسلامية في فبراير (شباط) 1979».

غير أن ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وهو احد الشخصيات الرئيسية التي تقف وراء نشر هذا الإعلان في العديد من الصحف العربية وحتى صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية، قال ان قرار تبني المبادرة العربية للسلام اتخذ في مؤتمر وزراء خارجية الدول الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي، الذي عقد في العاصمة الايرانية طهران في الفترة ما بين 23ـ30 مايو (أيار) 2003. ورفض عبد ربه ان يكون وضع علم ايران من ضمن اعلام بقية الدول العربية اقحاما مؤكدا ان مؤتمر طهران لعام 2003 تبنى المبادرة.

وينص البند الثالث من قرارات مؤتمر طهران بالنسبة لـ«الوضع الحالي لعملية السلام في الشرق الأوسط» على:

«يؤكد المؤتمر تبنيه لمبادرة السلام العربية لحل قضية فلسطين والشرق الأوسط التي أقرها مؤتمر القمة العربي الرابع عشر الذي انعقد في بيروت بالجمهورية اللبنانية بتاريخ 28 مارس 2002، ويقرر العمل بكل الوسائل والطرق من أجل توضيح هذه المبادرة وشرح أبعادها وكسب التأييد الدولي لتنفيذها».

ويؤكد البند الرابع من القرارات «تمسكه (المؤتمر) بالسلام العادل والشامل في الشرق الأوسط القائم على تنفيذ إسرائيل لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة خاصة قرارات مجلس الأمن 242 و338 و425 التي تضمن انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة بما فيها القدس الشريف والجولان السوري إلى خط الرابع من حزيران (يونيو) 1967 ومن الأراضي اللبنانية التي ما تزال محتلة إلى الحدود المعترف بها دولياً وتمكين الشعب الفلسطيني من تحقيق حقوقه الوطنية الثابتة بما فيها حقه في العودة إلى دياره وممتلكاته وفق قرار الجمعية العامة 194 وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف.دعمه الكامل لعملية السلام في الشرق الأوسط وتمسكه بأسس ومرجعية عملية الســلام ويطالب إسرائيل باحترام وتنفيذ التزاماتها وتعهداتها واتفاقياتها التي تم التوصل إليها بموجب هذه العملية ووفق الأسس التي انطلقت على أساسها في مؤتمر مدريد وذلك طبقاً لقرارات الأمم المتحدة وخــاصة قرارات مجلس الأمــن 242 و 338 و 425 وصيغــة الأرض مقابل السلام والتي تضمن انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي الفلسطينية بما في ذلك القدس الشريف والجولان السوري المحتلين إلى  خط الرابع من حزيران / يونيو 1967م والبدء فوراً بترسيم هذا الخط، وجنوب لبنان وبقاعه الغربي المحتلين إلى  الحدود المعترف بها دولياً.

وتلقت «الشرق الأوسط» رسالة من السفارة الإيرانية بهذا الخصوص هذا نصها:

«بخصوص الإعلان عن مبادرة السلام العربية الذي نُشر في صحيفتكم يوم الخميس الموافق 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2008، العدد رقم 10927، أودّ توضيح الآتي للرأي العام:

لم تعترف الجمهورية الإسلامية الإيرانية قط بالنظام الإسرائيلي غير الشرعي والمُخْتَلَق، وذلك منذ انتصار الثورة الإسلامية في فبراير (شباط) 1979، ودائمًا ما تعبّر وتؤكّد على «تحفظها» بهذا الصدد في كل المؤتمرات المحلية والدولية، بما في ذلك اجتماع وزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي في طهران عام 2003. وبوضع هذه الحقيقة في عين الاعتبار، فإن إدراج علم الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الإعلان الذي نشر اليوم في صحيفتكم والإشارة إلى مؤتمر طهران ليس له أي أساس قانوني أو شرعي البتّة، ولا توافق عليه الجمهورية الإسلامية الإيرانية. مرة أخرى، أودّ التأكيد على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية دائمًا ما تعبّر عن «تحفظها» ورفضها لأي تحرك أو إجراء تقوم به بعض الدول العربية للحث على الاعتراف بالنظام الصهيوني المحتل بأي شكل، بما في ذلك المؤتمرات الإسلامية. وإذ تعرب سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لندن عن احتجاجها بأشد صوره على استخدام الإعلان المشار إليه آنفا علمنا الوطني بصورة غير مناسبة، فإننا نطلب من الصحيفة أن تنشر هذا الخطاب على أساس حرية التعبير في عددها المقبل لمنع أي التباس على الرأي العام بخصوص موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية من القضية».

الى ذلك احتجت منظمة المؤتمر الاسلامي على وضع شعارها على الاعلان لانه يمثل 57 دولة بعضها يتحفظ على المبادرة العربية. وقال الدكتور عصام الشطي المتحدث الإعلامي باسم رئيس المنظمة لـ«الشرق الاوسط» «لقد وضعوا شعار المنظمة إلى جانب العلم الإسرائيلي من دون استشارتنا. وهذا لا يجوز». وتساءل «كيف لجهة ان تستعمل شيئا ليس ملكها دون الرجوع إلى الادارة المختصة». وقال «نحاول ان نجري الاتصالات مع الجانب الفلسطيني ونحاول جمع المعلومات الدقيقة عن هذا الموضوع لتقصي الحقائق». غير ان عبد ربه رفض التعليق على ما قاله الشطي.