القوات الهندية تعلن تصفية آخر مسلحي مومباي

مقتل 197 شخصا.. والمهاجمون سعوا إلى تدمير فندق «تاج محل» على غرار «ماريوت إسلام أباد»

مسلمو الهند يطلقون الحمام تعبيرا عن تنديدهم بالإرهاب الذي ضرب مومباي العاصمة الاقتصادية لبلادهم (أ.ب)
TT

* 8 مهاجمين تسللوا قبل شهر من الهجمات للاستطلاع وشعارهم «اقتلوا حتى النفس الأخير» > كانوا يعرفون خفايا المدينة أفضل من رجال الأمن وخزنوا الأسلحة والفواكه المجففة في الفنادق

* أعلن مسؤول حكومي هندي امس، أنّ حصيلة قتلى الهجمات المنسّقة التي هزّت مومباي، بلغت 197. وأضاف المسؤول في مكتب إدارة الكوارث الهندي، أنّ الهجمات أسفرت أيضا عن إصابة 300 آخرين بجروح، من ضمنهم 23 أجنبيا. غير أنه من المتوقع أن ترتفع الحصيلة، بعد 60 ساعة من حصار الارهابيين لعدة مواقع في مومباي. يذكر أنّ من ضمن القتلى 18 أجنبيا، زيادة على 11 من قوات الأمن الهندية، ولا تتضمن الحصيلة الـ11 قتيلا من المهاجمين.

وقتلت قوات الكوماندوز الهندية اخر المسلحين الاسلاميين المتحصنين في فندق تاج محل بمدينة مومباي امس، منهية هجمات استمرت ثلاثة أيام في العاصمة المالية للهند. وقال حسن غفور قائد شرطة مومباي، ان فندق: «تاج محل تحت سيطرتنا»، بعد وقت قصير من اطلاق كثيف للنيران في المبنى وتصاعد ألسنة اللهب من النوافذ. وأعلن جيوتي كريشنا دوت قائد قوة الكوماندوز الهندية، في مؤتمر صحافي، أن ثلاثة متشددين على الاقل وأحد الجنود قتلوا.

غير أنّ المسؤول الهندي أوضح أنه قد يكون ممكنا وجود إرهابيين آخرين داخل الفندق، داعيا المقيمين فيه، والذين كانوا مختفين داخل غرفهم منذ بدء الهجمات الأربعاء، إلى فتح ستائر النوافذ للإشارة إلى وجودهم لقوات الأمن. وأضاف أنّ ذلك يساعد القناصة من رجال الشرطة على تحديد ما إذا كان المقيم هو في حقيقة الأمر إرهابيا مسلحا أم لا. وقال دوت إنّ أحد أعضاء فرقة الكوماندوز لقي مصرعه في تبادل للرصاص مع أحد المسلحين. وكان الإرهابيون الذي هاجموا مدينة مومباي الهندية يسعون إلى تنفيذ هجوم شبيه بالهجوم الذي نُفذ في الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، حيث قال إرهابي ألقي القبض عليه، خلال الهجمات، في تحقيق أجرته معه السلطات الهندية، إنهم كانوا يخططون لتفجير فندق تاج محل على غرار ماريوت اسلام اباد، الذي سووه بالارض قبل شهرين، وكان لدى الإرهابيين المتفجرات الكافية للقيام بذلك. وقالت مصادر تحقق مع الإرهابي إنهم كانون يسعون إلى تسوية الفندق، الذي يعد رمزا للقوة المالية للهند، بالتراب. وكان عاظم أمير كاساف، الذي يبلغ من العمر 21 عاما، وقد جاء من فاريدكوت بباكستان، قد ألقي القبض عليه ليلة 26 نوفمبر (تشرين الثاني)، بعد أن فتح النيران مع مهاجم مرافق له في محطة القطار بمدينة مومباي، ثم أخذ يطلق النيران من دون توقف في شوارع المدينة. وحسب ما أفادت به بعض المصادر، لم يبد الإرهابي أي ندم على ما قام به، وقال إنه كان على صواب، وكان يتحدث الإنجليزية بطلاقة. وتضيف المصادر أن الإرهابي أعطى المحققين معلومات مهمة، من بينها كيف أن المخطط الرئيس للمؤامرة الإرهابية في مومباي كان قد أتى إلى المدينة قبل شهر، والتقط صورا فوتوغرافية ومشاهد فيديو للأماكن ودرب المجموعة، وأنه كان يقول لهم «اقتلوا حتى النفس الأخير». وتقول بعض المصادر إن التحقيقات مع المهاجم كشفت أنهم حجزوا غرفا في الفندقين كطلاب قادمين من موريشيوس، وأنه كانت معهم بطاقات هوية من موريشيوس. وعثر مع مهاجم المعتقل على أسطوانة مدمجة تحتوي على وصف لداخل الفندق وخرائط للعديد من الأماكن في مدينة مومباي.

وتقول مصادر استخباراتية إن الإرهابيين لم يحصلوا على كل الذخيرة في يوم الهجوم، حيث خزنت الذخيرة في الفندق مسبقا، بالاضافة الى اللوز وفواكه مجففة، واكتشف رجال الكوماندوز جوالين مملوءين بالمتفجرات في فندق «تاج محل» بجوارهما العديد من القنابل اليدوية والأسلحة الرشاشة والمسدسات. وتحقق الأجهزة الاستخباراتية الهندية في فرضية أن أحد الإرهابيين حصل على وظيفة في الفندقين قبل أشهر، ولذا كانوا على معرفة بكل المداخل والمخارج في الفندقين، بالإضافة إلى المعلومات الأخرى المهمة، وتشير تقارير إعلامية الى أن أحد الطهاة المقيمين في فندق «تاج محل» اتصل بعائلته قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة قائلا إن زميله قد أطلق الرصاص عليه. وقالت المعلومات المتوفرة لدى قناة «سي ان ان يو بي ان»، أن الشرطة الهندية عثرت على هواتف وأجهزة لتحديد المواقع على متن قارب مهجور كان يطوف قبالة سواحل مومباي، وأكدت القناة وجود اتصالات على الهواتف على أرقام في مدينة جلال أباد الباكستانية. وقالت أجهزة الأمن الهندية إن القارب تعرض للاختطاف، حيث ما يزال بحارته الأربعة في عداد المفقودين، في حين وجد ربانه مقتولاً على متنه. واقتيدت كلاب مدربة الى الفندق الذي شيد قبل 105 أعوام، ووصلت عربات اسعاف الى المكان. وتفقد بعض أفراد قوات الكوماندوز غرف الفندق مرة أخرى، في حين ركب اخرون حافلات وبدا عليهم الارهاق. ووصل راتان تاتا رئيس مجموعة تاتا المالكة للفندق عند المبنى صباح امس وربما يصدم مما سيجده عندما يدخل المبنى. وقال مانيش موندرا، وهو متطوع ينقل الطعام لقوات الأمن وكان داخل المبنى، ان صالة الاستقبال في فوضى تامة... الاثاث محطم والمياه في كل مكان. لن يتمكنوا من استخدام هذه الاشياء ثانية». وتغطي طبقات من السخام الاسود واجهة الفندق بأحجاره الرمادية اللون وشرفاته البيضاء والسطوح. وكان فندق تاج محل اخر ساحة قتال بعد ثلاثة أيام من القتال العنيف في مناطق مختلفة من المدينة، التي يقطنها 18 مليون نسمة. وذكر العديد من الصحف أن بعض المتشددين نزلوا بفندق تاج محل قبل أيام أو أسابيع من الهجمات، في حين أشارت صحيفة «تايمز أوف انديا» الى أنهم استأجروا شقة سكنية في المدينة قبل بضعة شهور متظاهرين بأنهم طلبة. وصرح جنرال بالجيش أمس بأن المسلحين يعرفون تفاصيل المبنى بشكل أفضل من رجاله، مضيفا أنهم مدربون بشكل جيد للغاية. وقال أحد أفراد قوات الكوماندوز لصحيفة «هندوستان تايمز»: «أحيانا كانوا يضاهوننا في القتال والحركة... هم اما جنود نظاميون بالجيش أو أمضوا فترة طويلة في التدريبات الخاصة». وفيما اعلن مسؤول كبير في اجهزة الامن الهندية امس ان فرق القوات الخاصة الهندية انقذت 610 اشخاص في الاجمال في الفندقين الكبيرين والمركز اليهودي المتشدد، التي هاجمها واحتلها اسلاميون مسلحون في مومباي غرب الهند، كشفت مصادر استخباراتية ان ثمانية من الاسلاميين المتطرفين الذين شنوا سلسلة هجمات منسقة تسللوا الى مومباي قبل شهر من ذلك. وقالت هذه المصادر ان الناشطين الاسلاميين الذين عرفوا عن انفسهم بانهم طلاب قاموا «بمهمات استطلاعية تمهيدا للهجمات». وقال مصدر من اجهزة الاستخبارات، طالبا عدم كشف هويته، «ان الرجال الثمانية استأجروا منزلا بصفتهم طلبة من موريشيوس». فيما قام اخرون على ما يبدو بتخزين اسلحة وذخيرة، خصوصا في احد الفنادق الفخمة التي استهدفتها الهجمات. وهذا الفريق الاول انضمت اليه مساء الاربعاء مجموعة ثانية وصلت الى مومباي عن طريق البحر بحسب هذه المصادر. من جهة اخرى، أعلنت مؤسسة «شاباد ـ لوبافيتش» الدولية في الولايات المتحدة أنّ حاخامين يحملان الجنسية الأميركية من ضمن القتلى الذين لقوا مصرعهم في بيت شاباد اليهودي الذي يعرف باسم ناريمان هاوس، في مومباي. وقال الحاخام سلمان شموتكين، المتحدث باسم المؤسسة، إنّ الحاخام جابرييل نواخ هولتسبيرغ، الذي يحمل الجنسيتين الأميركية والإسرائيلية ـ وزوجته الإسرائيلية ريفكا، ضمن القتلى. كما أعلن مكتب رئيس بلدية نيويورك أنّه تمّ العثور على جثة أميركي آخر، هو الحاخام ليبيش تيتلباوم. وكان متحدث إسرائيلي قد أعلن قبل ذلك عن وجود 8 جثث بالمركز. وأنحت الهند باللائمة على عناصر من باكستان لتزيد بذلك من حدة التوتر بين البلدين اللذين يتمتعان بقدرة نووية. وقالت باكستان ان البلدين يواجهان عدوا مشتركا وانها سترسل ممثلا لجهاز المخابرات الباكستاني لاقتسام معلومات المخابرات بشأن الهجمات. وضرب ما قام به المتشددون قلب مدينة مومباي وهي المحرك لازدهار اقتصادي جعل الهند سوقا ناشئة مفضلة. ومومباي أيضا مقر صناعة السينما الهندية بوليوود مثال السحر في بلد ما زال الفقر ينهكه.