مخاوف من نقل باكستان قواتها من الشريط القبلي إلى حدودها مع الهند

مع مزيد من تدهور العلاقات بين الجارتين النوويتين

TT

قال مسؤول امني باكستاني كبير ان بلاده قد تنقل قواتها من الشريط القبلي الى حدودها مع الهند، وبعيداً عن قتال عناصر «القاعدة» وطالبان، مع تصاعد التوتر في أعقاب الهجمات على مومباى التي توجه فيها اصابع الاتهام الى عناصر اصولية باكستانية. وقال مسؤول باكستاني آخر سيتم حسم كثير من الامور والعلاقات بين الجارتين النوويتين خلال اليومين المقبلين، بعد ان القت الهند باللوم على «عناصر» من باكستان لهجوم منسق على عاصمة المال والاقتصاد مومباي، اسفر عن مقتل اكثر 195 شخصا. وقال ضابط كبير في الشرطة للصحافيين «اذا تدهورت الأمور بين البلدين، فان الحرب على الارهاب لن تكون لها الاولوية». واضاف «سنأخذ كل شيء خارج الشريط الحدودي. ولن نترك أي شيء هناك». وهذا التحذير بمثابة انذار موجه الى الولايات المتحدة ودول التحالف الاخرى التي يوجد لديها قوات في أفغانستان. ويوجد لباكستان حاليا في المناطق الحدودية نحو 100الف جندي، وحيث مهمة الجيش الباكستاني الاولى مكافحة المتشددين الاصوليين في العديد من المناطق القبلية. من جهة اخرى، صرح مسؤولون عسكريون باكستانيون امس انه بعد هجمات مومباي، اتصل وزير الشؤون الخارجية الهندي براناب موخيري بمسؤولين باكستانيين بارزين، ووجه إليهم تهديدات. ونقلت قناة «جيو» التلفزيونية الاخبارية الباكستانية عن المسؤولين قولهم «ان الموقف يبدو كما لو كانت السلطات الهندية ترغب في تصعيد الوضع الهش بالفعل بين الهند وباكستان». وقال المسؤولون في لقاء مع صحافيين بارزين انه على ضوء خطورة الموقف، فإن باكستان اوضحت للولايات المتحدة وحلفائها فى اوروبا انه اذا واصلت الهند تحميل باكستان المسؤولية عن الهجمات التي تعرضت لها مدينة مومباي، فانه لن يكون أمام اسلام اباد أي خيار سوى سحب قواتها من الحدود الغربية وحشدها عن حدودها الشرقية. واضاف المسؤولون العسكريون ان الهند وضعت سلاحها الجوي في حالة تأهب. وذكرت «جيو» ان رئيس اركان الجيش الباكستاني ومدير عام اجهزة المخابرات اجتمعا امس لمناقشة الوضع القائم على خلفية الحوادث الاخيرة «الارهابية» التي وقعت في مومباي. ودعا الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري في مقابلة صحافية امس الهند الى عدم «الرد بطريقة مبالغ فيها» على اعتداءات مومباي، متعهدا بأقصى قدر من الشدة في حال ثبت تورط باكستاني فيها. واتهم مسؤولون هنديون «عناصر» متمركزة في باكستان بالوقوف خلف الاعتداءات التي اوقعت ما لا يقل عن 195 قتيلا. وقال زرداري «دعوني اؤكد لكم انه اذا ظهر اي دليل يشير الى اي فرد او مجموعة في هذا البلد من العالم (باكستان)، فسوف اتخذ اشد التدابير على ضوء هذا الدليل وأمام العالم بأسره». وحذر من ان اعتبار هجمات مومباي مجرد مشكلة هندية ـ باكستانية «سيأتي بنتيجة عكسية»، مشيرا الى «انه خطر عالمي، ولذلك يترتب علينا مواجهته معا» غير ان وسائل الاعلام سرعان ما اشارت بالاتهام الى جماعة «عسكر طيبة»، وهي جماعة متطرفة اسلامية تنشط ضد الحكم الهندي في كشمير، ومقرها في باكستان. وتتهم السلطات الهندية بانتظام اسلام اباد، وخصوصا اجهزة استخباراتها بدعم المجموعات المسلحة التي تنفذ اعتداءات على اراضيها.