خبراء أمنيون: ما حدث في مومباي قد يحصل في أوروبا وأميركا

قالوا إن استعداد المسلحين للموت في أي لحظة جعل من مهمة الشرطة صعبة للغاية

TT

قال خبراء في مجال الأمن، انه أيا كانت الجماعة التي تقف وراء هجمات مومباي، فان ما حصل في هذه المدينة الهندية يمكن أن يحصل في أي مدينة أخرى، اذا وجدت مجموعة من الرجال المسلحين تسليحا كافيا والمستعدين للفداء بأرواحهم.

وبدلا من خطف طائرات مثل هجمات 11 سبتمبر (ايلول) او تهريب سيارات ملغومة الى المدينة، اختار مسلحو مومباي أسلوبا ينطوي على مواجهة ويعتمد على الهجوم المسلح وسبب حالة من الذعر في المدينة المزدهرة البالغ عدد سكانها 13 مليون نسمة.

ويقول خبراء أمنيون ان الهجوم على الارجح جرى التخطيط له على مدار عدة أشهر وتم تنفيذه بدقة شديدة فيما يبدو، لكنه اعتمد في النهاية على ما يقدر بنحو 25 مسلحا يحملون أسلحة خفيفة مثل البنادق والقنابل اليدوية، وقدرتهم على التجول ومواصلة الهجوم. ورأوا أن استعداد المهاجمين لأن يقتلوا في أي وقت خلال تنفيذهم للاعتداءات، جعل من ايقافهم أمرا صعبا للغاية.

وقال ساجان جوهيل المحلل في مؤسسة اسيا باسيفيك: «من المستحيل فعليا منع 20 مسلحا من شن هجوم في اي مكان بالعالم اذا كانوا على استعداد لان يقتلوا». وأضاف: «هذا هو لب استراتيجية الفدائيين». وأضاف لوكالة رويترز: «هذا اكثر فعالية من مهمة انتحارية. ففي المهمة الانتحارية يطلقون المتفجرات وينتهي أمرهم اما في هجمات الفدائيين هم يحاولون الاستمرار لأطول فترة ممكنة وقتل اكبر عدد من الاشخاص».

ورأى هنري ولكنسون كبير المحللين بمؤسسة جانوسيان لادارة المخاطر الامنية، أن المسلحين بامكانهم أن يلحقوا الخراب وأن يحافظوا على استمرار الوضع لفترة أطول كثيرا، اذا كانوا يحملون أسلحة اوتوماتيكية». وأضاف لوكالة رويترز: «سواء كان هذا مقصودا ام لا، فانه يخلق دراما ممتدة اكثر اثارة للرعب بكثير».

ونظرا لجرأة الهجوم ومستوى التخطيط العالي وحقيقة أن الاجانب استهدفوا على وجه الخصوص، يعتقد متخصصون أن من المرجح أن يكونوا قد استلهموا الهجوم بدرجة ما من جماعات خارجية متحالفة مع القاعدة مثل جماعة عسكر طيبة، ومقرها باكستان، او أن يكونوا على صلة بها. ويشيرون الى أن التكتيكات مختلفة عن الهجمات الاكثر شيوعا التي وقعت بعد 11 سبتمبر (أيلول) التي شهدها العراق وافغانستان، لكنها مازالت تحمل نفس العلامات المميزة.

وقال ولكنسون إنه من المثير للاهتمام أن المسلحين «لم يلجأوا الى استخدام سيارات ملغومة فقد كان هجوما مسلحا مباشرا على مدينة». وأضاف: «يعيد هذا للاذهان الهجمات التي وقعت في السعودية عام 2003 حين تجول مسلحون محاولين العثور على غربيين وقتلهم».

وركز ولكنسون على مسألة أن مسلحي مومباي يبدو انهم استخدموا البنادق والقنابل اليدوية فحسب، ما منحهم المزيد من القدرة على التحرك والتفرغ لاحتجاز الرهائن. وأضاف: «أتصور أن استخدام البنادق والقنابل اليدوية كان اختيارا متعمدا... مستوى التخطيط والتدريب الذي يجب أن يكون قد تم الخضوع له لتنفيذ هجوم من هذا النوع مثير للاعجاب».