العراق وإيران يتبادلان رفات 241 جنديا اليوم.. بعضها مجهول الهوية

الجيش العراقي يعثر على 30 جثة في قبور غير عميقة بديالى

عراقيون يحفرون بحثا عن جثث في مقبرة جماعية عثر عليها الجيش العراقي بالقرب من مدينة بعقوبة امس (أ.ف.ب)
TT

من المقرر ان تجري اليوم في منطقة الشلامجة الحدودية شرق البصرة مراسيم تبادل رفات 241 جنديا من ضحايا الحرب العراقية ـ الايرانية التي مضى على انتهائها اكثر من عشرين عاما، تكبد فيها كل طرف ما يقارب المليون جندي وآلاف المليارات من الدولارات.

وقال مهدي التميمي، ممثل وزارة حقوق الانسان في محافظات الجنوب، لـ«الشرق الاوسط»، «ستجري مراسيم جنائزية مهيبة يتم خلالها تشييع رفات 200 جندي عراقي بعد تسلمها من الجانب الايراني وتسليم رفات 41 جنديا ايرانيا»، مشيرا الى اشتراك كبار المسؤولين من عدد من الوزارات والدوائر في المحافظة اضافة الى ممثلين عن الاحزاب والتيارات السياسية ومنظمات المجتمع المدني. ويعد هذا التبادل الأول من نوعه منذ الإطاحة بالنظام العراقي السابق، إذ جرى تبادل الرفات آنذاك عشرات المرات.

فيما كشف مصدر عسكري عن اسماء 24 جنديا عراقيا من بين رفات الجنود العراقيين الذين سيجرى تبادل رفاتهم لمجهولية هوية الآخرين، داعيا ذويهم الى مراجعة مركز تسليم الشهداء في البصرة لاستلامها.

من جهته، قال هشام حسن، ممثل اللجنة الدولية للصليب الاحمر، انه «كبادرة حسن نية قررت الحكومتان الإيرانية والعراقية إعادة رفات الجنود العراقيين لدى إيران، والإيرانيين لدى العراق، حيث تعيد الحكومة الإيرانية رفات 200 جندي عراقي، وتعيد الحكومة العراقية رفات 40 جنديا إيرانيا، والمشكلة الأساسية هي أنه ليس جميع الجثث معروفة، وبالتالي لن تستطيع جميع العائلات التعرف على رفات أبنائها وأخذها ودفنها، وهذه الجثث سوف تحفظ في أماكن تعود إلى السلطات المختصة في العراق وإيران». وأشار حسن إلى أن «إعادة رفات الضحايا برعاية اللجنة الدولية للصليب الأحمر لا يعني إيقاف الجهود الرامية إلى الكشف عن مصير المفقودين»، وأضاف «لا نستطيع الجزم بأن هذا الملف أغلق، لكن نستطيع القول إن هناك بوادر حسن نية بين العراق وإيران من أجل حسم هذه المشكلة»، مؤكدا على ان «هذه أول مرة توقع فيها اتفاقية بين البلدين برعاية اللجنة الدولية للصليب الأحمر».

من جانبه، أوضح العميد جميل حافظ، ضابط متقاعد، لـ«الشرق الاوسط»، ان ضواحي محافظة البصرة الشرقية تعد من اكثر مناطق العراق الحاوية على رفات جنود عراقيين وايرانيين لكثرة المعارك وأشدها التي شهدتها المنطقة على امتداد سنوات الحرب الثمانية بين العراق وإيران. وأضاف حافظ «كانت عملية دفن الجنود الايرانيين من قبل القوات العراقية منظمة في السنوات الاولى من الحرب، إذ تجري وفق المواثيق والأعراف الدولية، حيث يجري دفن القتلى وفق الشريعة الاسلامية وتدفن مع كل جثة قنينة محكمة الاقفال حاوية على وثائق كل ضحية خشية من تعرضها للتلف، كما يتم تأشير المقبرة بعلامات دالة تسهل معرفتها عند اجراء عمليات تبادل الرفات، وتوثيق احداثياتها في خرائط خاصة».

غير ان العميد حافظ أضاف قائلا «لكن في بعض المعارك العنيفة التي تتداخل فيها الخنادق جرت عمليات دفن الضحايا الايرانيين بشكل عشوائي ومنها وضع اعداد منهم في حفرة واحدة ودفنها بواسطة الشفلات، ويبدو ان تلك العملية اتبعها الجانب الايراني ايضا لهذا كثر عدد الرفات المجهول الهوية بين اعداد كبيرة من رفات الجنود التي يجري تبادلها بين البلدين».   الى ذلك، قال الجيش العراق، أمس، انه استخرج 30 جثة متحللة في عدد من المقابر غير العميقة في محافظة ديالى شمال بغداد والتي تشهد اضطرابات.

وعثر على الجثث على مدى ثلاثة أيام في قرية البو طعمة ذات الاغلبية الشيعية شمال بغداد. وقال ضابط في الجيش في الموقع لوكالة رويترز بعدما طلب عدم الافصاح عن اسمه لأنه غير مفوض في الحديث «نعلم أن هذه القرية تضم كثيرا من المقابر. وربما نعثر على مزيد من الجثث في المستقبل».

وعادة ما تكتشف قوات الأمن العراقية مقابر جماعية معظمها خلفها الصراع الطائفي الذي استمر في عامي 2006 و2007 والذي دفع العراق الى شفا حرب أهلية.

وعثرت الشرطة على 23 جثة في قبر جماعي بالقرب من مدينة سامراء الشمالية الاربعاء الماضي.