سعودي عائد من مومباي: سددت باب الغرفة بكنبة وشاهدت إرهابيا يختطف امرأة غربية

«الشرق الأوسط» تنشر تفاصيل إجلاء آخر سعوديين علقا في الطبقة 12 وبقيا 14 ساعة تحت الحصار

لقطة لعبد الرحمن العيسى أحد السعوديين الناجين من تفجيرات مومباي يتلقى التهاني من أحد أبنائه (تصوير: أحمد يسري)
TT

من وسط الغرفة رقم 1201 في الطبقة الثانية عشرة لفندق تاج محل الشهير، تم إجلاء السعوديين عبد الرحمن العيسى ومحمد العيسى، كآخر السعوديين الذين تم إخلاؤهم من الفندق، بعد حصار دام 14 ساعة، فرضته طلقات الرصاص وأصوات التفجيرات التي كانت تحيط بالفندق مسرح المواجهة الدامية، التي جرت نهاية الأسبوع الماضي بين إرهابيين وقوات أمن هندية في مومباي.

ووصل ابنا العيسى، أمس، إلى العاصمة السعودية الرياض، بعد أن سهلت السفارة السعودية في نيودلهي وقنصليتها في مومباي، أمور عشرات السعوديين الراغبين في العودة إلى بلادهم، خوفا من تجدد المواجهات في المدينة الهندية التجارية.

ويروي عبد الرحمن العيسى، لـ«الشرق الأوسط»، أدق اللحظات التي أحاطت بعملية احتجازه في الغرفة التي احتمى فيها وابن عمه محمد، والكيفية التي تعاملت فيها القوات الهندية معهما قبل وبعد التثبت من هويتيهما.

ويتحدث السعودي العيسى، عن أنه في بداية المواجهات، سمع صراخ مواطنة غربية كانت تسكن في غرفة مقابلة لغرفته، بعد أن خطفها إرهابيون، واقتادوها معهم.

وقال «بعد أن سمعت نداءات مواطنة يبدو أنها غربية، حاولت أن استرق النظر من خلال (العين السحرية) لباب الغرفة، ووجدت أن الإرهابيين، الذين يقترب زيهم من الزي الذي كان يرتديه الكوماندوز، قد اختطفوها».

ويشير المواطن السعودي، إلى اللحظات الصعبة التي مرت عليهم خلال فترة الحصار، وكيف أنهم اضطروا إلى شرب الماء من حمام الغرفة، وذلك بعد أن استنفدوا مياه الشرب التي كانت بحوزتهم.

وكانت لحظات الرعب، تزداد شيئا فشيئا، كلما تجدد إطلاق الرصاص، وتبعه صوت التفجيرات، طبقا للعيسى، الذي قال إن لحظات الخوف تصل ذروتها مع كل مرة يدق فيها باب غرفته، التي تحمل الرقم 1201. ويضيف «حينما كان يدق باب الغرفة، لم يكن هناك أحد يتحدث في الجانب الآخر. حاولت أن أتعرف مرارا على هوية الطارق، لكن الزي المشابه لقوات الكوماندوز الذي كان يرتديه الإرهابيون صعبت من مهمة التثبت من هوية طارقي الباب».

ويصف اللحظات التي عاشها وابن عمه، داخل الغرفة الموجودة في الطابق الـ12 من المبنى الحديث لفندق تاج محل، حيث قال «لقد قمت بالاستعانة بكنبة طويلة كانت في الغرفة لسد الباب، ومحاولة صد أي ارتدادات ممكن أن تحدث نتيجة للتفجيرات».

ولم تخل مشاعر الرعب، من لحظات إنسانية تجلت للسعوديين الأخيرين الذين تم إجلاؤهما من الفندق. يقول عبد الرحمن، وهو والد لـ5 أولاد وفتاتين «كنت أتخيل أبنائي 50 مرة في كل لحظة. زوجتي وأختي أيضا. جميعهم لم يغيبوا عن مخيلتي طيلة الفترة التي قضيتها محاصرا».

وقد تعاملت قوات الكوماندوز مع مسألة تحرير ابني العيسى. يقول عبد الرحمن «في بداية الأمر تم تفجير باب الغرفة بواسطة قنبلة، وبعدها بـ7 دقائق تم تفجير قنبلة مسيلة للدموع في وسط الغرفة». وفي هذه الأثناء، طبقا للعيسى «قررنا أن نخرج كيلا تتم مباغتتنا بالرصاص أو ما شابه، وصحت بالجنود باللغة الإنجليزية (نحن سعوديان)».

وأضاف «بعد أن تأكدت قوات الكوماندوز من هويتينا، تم إخلاؤنا إلى بهو الفندق بواسطة السلالم، حيث أن المصاعد الكهربائية لم تكن تعمل، وفي طريقنا إلى الأسفل، كنا نسير وسط نهر من الدماء والأشلاء.