أوباما يبدأ عهده بوقف تعذيب المعتقلين.. ووقف تسليم سجناء لأنظمة ذات سجل أسود

الرئيس الأميركي المنتخب يمضي آخر أيامه في شيكاغو قبل أن ينتقل إلى هاواي ومنها إلى البيت الأبيض

TT

بحث فريق من كبار مستشاري الرئيس المنتخب باراك اوباما، من بينهم وزير العدل المرشح اريك هولدر، مع 12 من كبار العسكريين المتقاعدين وضع حد لسياسات إدارة الرئيس الحالي جورج بوش، في ما يعرف باسم «الحرب ضد الارهاب»، ومن ذلك استعمال وسائل تعذيب اثناء استجواب المعتقلين. وكان اوباما قد انتقد بشدة مسألة تعذيب المعتقلين، كما وعد باغلاق معسكر غوانتانامو في كوبا، حيث يعتقل العشرات بتهمة الانتماء الى القاعدة وحركة طالبان. وشارك في الاجتماع، الذي أكده مصدر في الفريق الانتقالي، غريك كاريك الذي سيعمل مستشاراً مع الادارة الجديدة في البيت الابيض، وجنرال البحرية المتقاعد تشارلس كريلاك، وكذا الجنرال المتقاعد جوزيف هوار القائد السابق للقيادة المركزية. وقال هوار إن المهم استمرار الحوار وترجمة خطابات الحملة الانتخابية الى افعال. وتركز البحث حول ايقاف اساليب «الاستجواب القاسية»، التي تستعمل من طرف وكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه)، التي يستعمل العسكريون أساليب أكثر منها قساوة، وكذلك ايقاف سياسة تحويل سجناء الى حكومات لديها سجل معروف في تعذيب المعتقلين، والخطوات التي يجب ان تتخذ لاغلاق معسكر غوانتانامو. وكان الرئيس الاميركي الحالي جورج بوش قد استعمل حق النقض ضد مشروع يقضي بايقاف اساليب الاستجواب القاسية المستعملة من طرف سي آي إيه، والسلطات العسكرية. وقالت مصادر الفريق الانتقالي، إن اي قرار لن يتخذ حول سياسة التعامل مع المعتقلين حتى يتم تنصيب الرئيس اوباما ويشرع فريق مجلس الامن القومي عمله في 20 يناير (كانون الثاني).

وفي موضوع آخر سيمضي باراك اوباما آخر ثلاثة اسابيع في مدينته شيكاغو، قبل ان يغادرها الى جزيرة هاواي مسقط رأسه لتمضية عطلات أعياد الميلاد ورأس السنة، حيث من المرجح ان يبقى هناك في آخر عطلة يمضيها قبل انتقاله الى واشنطن لتولى مهامه رسمياً رئيساً للبيت الابيض. وكان اوباما قد غادر شيكاغو مرتين منذ فوزه في الانتخابات، مرة الى واشنطن، حيث زار البيت الابيض بدعوة من بوش للتعرف على مرافقه، وفي المرة الثانية خلال هذا الاسبوع زار فلادلفيا (ولاية بنسلفانيا) ليجتمع مع حكام الولايات. وخلال زيارته فلادلفيا حرص على مصافحة بعض طلاب احدى المدارس، كانوا يهتفون باسمه، كما تجاذب أطراف الحديث لاول مرة بعد انتهاء الحملة الانتخابية، مع المراسلين الذين رافقوه في الطائرة، وهو ما كان يقوم به باستمرار أثناء الحملة. ويقضي اوباما أيامه الاخيرة في شيكاغو، كما اعتاد من قبل ولم يدخل اي تعديل على برنامجه، حيث يستيقظ في الصباح الباكر ويذهب لشراء الصحف، وبعد ذلك يتوجه الى صالة الرياضة ثم ينتقل بعدها الى مكتبه الانتقالي قرب البحيرة التي تتوسط شيكاغو، وبعد ذلك يعود الى منزله. وترافقه في هذه التنقلات فرق حراسة امنية تعمل على مدار الساعة. وفي المساء يخرج احياناً للعشاء في أحد مطاعم المدينة، أو يزور بعض اصدقائه القدامي.

واستطاع أوباما حتى الآن ملء المناصب الرئيسية في إدارته، حيث ان المناصب الاخرى ليست بالأهمية مقارنة بما اعلن حتى الآن. ومن بين اهم المناصب التي اعلنت وزارة الخارجية والدفاع والخزانة والعدل.

وعلى الرغم من ان اوباما بدا اول من امس، ومن خلال الصور، التي بثتها شبكات التلفزيون وكأنه يحمل أثقالاً فوق كتفيه، عندما قدم بيل ريتشاردسون وزير التجارة خلال لقاء صحافي، فإن ابتسامته المعهودة وميله للدعابة عادت من جديد، حيث قال مازحاً «سبق وان قلت إن 14 الف شخص كانوا يصفقون لريتشاردسون أثناء تجمع انتخابي، وذلك خلال ثماني ساعات متصلة... الآن علي مراجعة هذه الاحصائيات». وكان اوباما قد عبر عن استيائه من إحدى الصحافيات في لقاء صحافي سابق، وقال لها «لن ادعوك مرة اخرى لكي تطرحي علي اسئلة»، بيد انه، وفي مبادرة غير معتادة، طلب منها ان تطرح اول سؤال خلال اللقاء الصحافي الذي جرى اول من امس، وخاطبها قائلاً: «دعونا نبدأ مع جليانا كولدمان من وكالة بلومبيرغ (وكالة انباء اقتصادية) وهي واحدة من الاساسيين، وكانت معنا في جميع مراحل الحملة الانتخابية». وعندما سأل احد المراسلين ريتشاردسون عن الاسباب التي جعلته يزيل لحيته، تولى اوباما الاجابة قائلاً: «أعتقد انه أخطأ عندما تخلص منها... نحن اصبنا بخيبة أمل كبيرة عندما أزالها».

يشار الى ان المناصب التي ما تزال شاغرة في إدارة باراك اوباما، هي وزارة الصحة والخدمات الانسانية وأبرز المرشحين لها زعيم الاغلبية السابق في مجلس الشيوخ توم داشيل، ومدير وكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) ومرشح لها جامي ميسيك، وهو رئيس العمليات السابق في الوكالة. ومدير المخابرات الوطنية، والمرشح الأبرز هو ديني بلير وهو جنرال متقاعد كان يقود قيادة المحيط الهندي. ووزارة الطاقة والمرشح لها دان ريشر وهو مساعد سابق لوزير الطاقة في عهد بيل كلينتون، ووزارة الداخلية وأبرز المرشحين لها النائب عن ولاية اريزونا راوول غريجفالا، ووزارة السكن والتنمية الحضرية ومرشح لها ماني دياز عمدة مدينة ميامي (ولاية فلوريدا)، ووزارة العمل ومرشح لها أيد ماكلوري الرئيس السابق لفيدرالية المدرسين، ووزارة التعليم ومرشح لها روي بارنيز وهو حاكم سابق، وكذلك تيم كاين حاكم ولاية فرجينيا، الذي كان أول حاكم ولاية يعلن تأييده لترشيح اوباما. وزارة النقل ومرشح لها جان غرافي الرئيس السابق لادارة الطيران الفيدرالية، ووزارة الزراعة ومرشح لها دينيس وولف مدير الزراعة في ولاية بنسلفانيا، وزارة شؤون المحاربين القدامي، ومرشحة لها تامي ديكورث، التي أصيبت بعاهة دائمة اثناء وجودها ضمن القوات الاميركية في العراق، وهي مديرة مصلحة قدامى الحرب في ولاية الينوي.