بوتين ساخرا من إدارة بوش: آمل بتحسن العلاقات مع أميركا في ظل إدارة أوباما

الرئيس الروسي في الهند لتوقيع اتفاقية نووية ويؤكد: لست نسخة عن بوتين

فلاديمير بوتين يرد على أسئلة الجمهور الروسي (أ.ب.إ)
TT

سخر فلاديمير بوتين رئيس الحكومة الروسية أمس في حديثه التلفزيوني السنوي المباشر مع الأمة من الإدارة الأميركية الحالية، معربا عن أمله في تحسن العلاقات بين الدولتين مع تولي الإدارة الأميركية الجديدة. وقال بوتين «نحن نذكر ما حدث في العراق.. الإدارة الأميركية لم تجد أسلحة الدمار الشامل، ومع ذلك اقدمت على اعدام رئيس الدولة». وتوقف بوتين عند قرار وزراء خارجية بلدان الناتو حول تأجيل انضمام جورجيا وأوكرانيا الى الحلف، مشيرا الى ما قاله ممثلو الإدارة الأميركية الجديدة حول ضرورة عدم التسرع في ذلك وعدم إفساد العلاقة مع روسيا. وإذ اعرب بوتين عن امله في ترجمة اقوال الإدارة الأميركية الى افعال، مؤكدا ان رد الفعل من جانب موسكو سيكون مماثلا وسيتحسسه الشركاء الأميركيون فورا على حد تعبيره. وقال بوتين انه يرى «مؤشرات ايجابية» في الولايات المتحدة مع وصول ادارة جديدة الى السلطة، مشيرا تحديدا الى عدم منح جورجيا واوكرانيا وضع الدولتين المرشحتين للانضمام الى منظمة حلف شمال الأطلسي. كذلك، قال بوتين ردا على سؤال حول ما اذا كان سيعود مرة اخرى للرئاسة عام 2012 «سوف نرى». وقال «ينبغي علينا ان نكمل حتى 2012 وحينئذ سوف نرى» كما نقلت وكالة «رويترز».

وفي اعقاب حالة من التذمر المكتوم من جانب كبار قيادات القوات المسلحة بسبب تقليص عدد كبار الضباط في اركان وزارة الدفاع كشف رئيس الحكومة الروسية عن عدم وجود اية خطط تستهدف التسريح الجماعي للقيادات العسكرية، وإن اشار الى تقليص عدد افراد القوات المسلحة الروسية بحلول عام 2012 من 1.13 مليون، الى مليون، الى جانب تقليص عدد العاملين في الجهاز المركزي لوزارة الدفاع بمقدار الضعفين ونصف الضعف بما يقدر بـ8.5 ألف شخص، وتخفيض نسبة الضباط في الجيش والاسطول من 355 ألف ضابط حاليا الى 150 ألفا.  وأشار رئيس الحكومة الروسية الى ان نسبة نمو الناتج المحلي الإجمالي لروسيا عام 2008 ستبلغ 6.8 ـ 6.9 في المائة فيما سيسجل الإنتاج الصناعي نسبة تقدر بـ 4.8 في المائة في الوقت الذي سيصل فيه مستوى التضخم الى مستوى 13 في المائة متجاوزا النسبة التي سبق وقدرتها الحكومة بـ 11.8 في المائة، وارتباط ذلك بضخ الموارد المالية لمواجهة تداعيات الازمة المالية العالمية . من جانب آخر، وصل الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف امس الى الهند في زيارة يتوقع ان توافق روسيا خلالها على بناء مفاعلات نووية جديدة في الهند وتقدم دعمها لحليفتها بعد الهجمات الارهابية التي شهدتها بومباي. وستكون النقطة الرئيسية في زيارة ميدفيديف الى نيودلهي التي تتمتع بعلاقات قوية مع موسكو منذ حقبة الاتحاد السوفياتي، التوقيع على اتفاق جديد تتولى روسيا بموجبه بناء اربعة مفاعلات نووية جديدة لتوليد الطاقة في جنوب الهند.

واعلن مسؤول في الكرملين ان الرئيس الروسي الذي يختتم زيارته صباح غد، سيجتمع الى مائدة العشاء مع رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ، قبل ان يجري لقاءات على اعلى مستوى اليوم.

وستجري مناقشة علاقات الدفاع خلال الزيارة التي تستمر يومين، حيث تحرص موسكو على ان تظل اكبر مزودي الهند بالاسلحة وسط تزايد المنافسة من الولايات المتحدة واسرائيل.

وتأتي زيارة ميدفيديف بعد اسبوع من الهجمات التي استهدفت بومباي العاصمة المالية للهند، ونسبت الى مقاتلين اسلاميين.

وقال ميدفيديف في مقابلة مع التلفزيون الهندي العام ان «التهديد الارهابي لم يختف بعد من بلادنا .. ونحن مستعدون للتعاون مع الهند في كافة المجالات بهدف منع وقوع مثل هذه الهجمات الارهابية».

وسيكون الرئيس الروسي، الذي تحدد موعد زيارته قبل هجمات بومباي، اول رئيس دولة يزور الهند بعد الهجمات. ويلتقي ميدفيديف بمسؤولين كبار من بينهم الرئيسة براتيبها باتيل ورئيس الوزراء مانموهان سينغ وزعيمة حزب المؤتمر المعارض سونيا غاندي. وسيوقع الجانبان على اتفاق الجمعة تقوم روسيا بموجبه ببناء اربعة مفاعلات نووية في ولاية تاميل نادو الجنوبية في مؤشر اخر على العلاقات القوية بين البلدين. كذلك، قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، ان مهمته هي البناء على ارث الرئيس السابق فلاديمير بوتين، الا انه اكد في مقابلة نشرت امس انه ليس نسخة طبق الاصل عن رئيس الوزراء المتنفذ.واشاد ميدفيديف بالرئيس السابق، وقال انه حقق خلال السنوات الثماني من حكمه نجاحات في السياسة الداخلية وحافظ على هيبة روسيا في الخارج. الا انه اضاف «من الواضح تماما ان عمل بوتين هو عمل بوتين وعملي هو عملي». من جانب آخر، انتقدت منظمة التعاون والأمن، في أوروبا في اجتماعها الوزاري السنوي في هلسنكي أمس، روسيا بسبب استمرار وجود القوات الروسية في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الانفصاليتين.

وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، إن الاتحاد الأوروبي يشك في ان نشر روسيا «آلاف» الجنود في منطقتي أوسيتيا الجنوبية وابخازيا المنشقتين يساعد في استقرار المنطقة. وقال ان «الاتحاد الأوروبي ليس مقتنعا بوجود آلاف الجنود (الروس)، والقواعد العسكرية (في اوسيتيا الجنوبية وابخازيا) تساهم في تحقيق هدف استقرار الوضع في جورجيا»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.