مقتل 20 على الاقل في انفجار قنبلة بمدينة بيشاور

تجميد محادثات التجارة بين الهند وباكستان إلى أجل غير مسمى

طلبة باكستانيون يدرسون في مدرسة دينية تابعة لجماعة «الدعوة» القريبة من «عسكر طيبة» في مورديكي خارج لاهور (أ.ب)
TT

قالت الشرطة ومسؤولون محليون ان قنبلة انفجرت في مدينة بيشاور الباكستانية امس مما أسفر عن مقتل 16 شخصا على الاقل واصابة 75. ووقع الانفجار قرب مركز شيعي في منطقة مزدحمة من المدينة. وانهار أحد المباني وسط ألسنة اللهب ولحقت أضرارا بالغة بنحو ستة مبان أخرى اشتعلت بها النيران ايضا. وقال كاشف علام وهو ضابط شرطة كبير كانت قنبلة. عدد الضحايا كبير جدا. ما زال بعض الاشخاص محاصرين تحت الانقاض. وقال محمد جول وهو ضابط شرطة كبير اخر في الحي ان 16 شخصا على الاقل قتلوا. وذكر شهود عيان أن الانفجار حدث بسيارة ملغومة على ما يبدو.

وعطل الانفجار خطوط الكهرباء في الشارع وأعاق حشد من الناس الغاضبين والمنتحبين عمال الانقاذ. ورأى شاهد من رويترز انتشال ثلاث جثث من بين الانقاض. وقال مالك نويد خان قائد الشرطة في الاقليم الحدودي الشمالي الغربي ان القنبلة احتوت على متفجرات تتراوح بين 20 و25 كيلوجراما. وشنت جماعات سنية متشددة العديد من الهجمات بالقنابل والاسلحة النارية على الاقلية الشيعية في الاسابيع القليلة الماضية مع تزايد العنف الطائفي في شمال غربي البلاد. وقتل ستة أشخاص على الاقل في وقت سابق اليوم الجمعة في هجوم انتحاري بسيارة ملغومة يستهدف على ما يبدو الشيعة في منطقة أوراكزاي القبلية التي تسكنها أغلبية من البشتون العرقيين والتي تقع أيضا في شمال غربي باكستان. وكان المهاجم يستهدف اجتماع مجلس قبلي دعا اليه الشيعة لتسوية خلاف مع الغالبية السنية. وقال مسؤول مخابرات رفض الكشف عن هويته حاول المهاجم أن يقود السيارة في سوق في حي شيعي حيث كان الاجتماع منعقدا لكنه فجر سيارته عندما حاولت الشرطة ايقافه عند نقطة تفتيش. وقال مسؤول ان سبعة أشخاص قتلوا في الهجوم الذي وقع في كالايا البلدة الرئيسية في منطقة أوراكزاي ولكن محمد حنيف من سكان البلدة قال انه رأى ست جثث في موقع الحادث. وقال حنيف في اتصال تليفوني ان بعض القتلى كانوا من الشرطة. واشتعل العنف الطائفي في شمال غربي باكستان في العام الماضي ووقعت معظم حوادث العنف في منطقة كورام على الحدود الافغانية. ويقول محللون أمنيون ان متشددي القاعدة وطالبان وهم من السنة ويعارضون الشيعة بشدة أثاروا الانقسامات الطائفية أثناء توسيع نفوذهم في شمال غربي باكستان. الى ذلك أعلن مسؤول بوزارة التجارة عن إرجاء المحادثات بين باكستان والهند بشأن تحسين الروابط التجارية، التي كان من المقرر عقدها خلال الأسبوع الأول من ديسمبر (كانون الأول)، إلى أجل غير مسمى. وصرح المسؤولون الباكستانيون بأن الحكومة الهندية أخطرتهم بأنه بات من المتعذر المضي قدماً في المحادثات الرامية لتحسين الروابط التجارية بين البلدين حسب الجدول المتفق عليه في أعقاب تفجيرات مومباي الإرهابية. يذكر أن المحادثات الرامية لتحسين العلاقات التجارية بين البلدين شكلت جزءا من عملية مركبة لبناء حوار بين الجارتين بدأها الجانبان عام 2004، وذلك في إطار تفاهم ثنائي لتسوية جميع المشكلات العالقة وتحسين مستوى الروابط التجارية والاقتصادية بين الدولتين. وقد تم التوصل إلى هذا التفاهم في يناير (كانون الثاني) 2004 بين رئيس الوزراء الهندي آنذاك أتال بيهاري فاجبايي والرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف. واعتمد هذا التفاهم على أساس إعلان إسلام آباد أمام القيادة الهندية التزامها بعدم السماح باستخدام أراضيها في تنفيذ نشاطات إرهابية داخل الهند. في المقابل، وافقت نيودلهي على الدخول في محادثات بشأن تسوية النزاع الدائر حول كشمير. ومنذ التوقيع على مذكرة التفاهم تلك عام 2004، شهدت العلاقات بين الدولتين تحسناً مستمراً. وفي إطار المحادثات الرامية لتعزيز العلاقات التجارية، اتفقت الحكومتان الباكستانية والهندية على فتح الطرق التجارية بينهما المارة عبر خط السيطرة في كشمير، الذي شكل محور المواجهة العسكرية بين الجارتين على امتداد الاعوام الستين الماضية. إلا أنه في أعقاب هجمات مومباي الإرهابية، أعلن وزير الخارجية الهندي، برناب مخيرجي، أنه سيكون من المستحيل الاستمرار في عملية السلام في ظل تطور الموقف في أعقاب التفجيرات. على الجانب الآخر، أكد مسؤولو وزارة الخارجية الباكستانية على اهتمامهم البالغ بالمضي قدماً في عملية الحوار مع الهند، لكنهم استطردوا موضحين أنهم يتفهمون التردد الهندي حيال الجلوس على مائدة التفاوض في ظل الظروف الراهنة. فقبل سبعة أعوام خلت كاد حادث إرهابي تعرض له البرلمان الهندي وأوقع عشرات القتلى والمصابين أن يفضي إلى نشوب المواجهة العسكرية الرابعة بين إسلام آباد ونيودلهي، وذلك بعد أن ألقت الأخيرة وقتها باللائمة على الأولى في وقوع ذلك الحادث. وفي عام 2004 تكرر السيناريو ذاته إثر واقعة تفجير قطار هندي، وفي شهر يوليو من العام الجاري توقفت إحدى أهم جولات مباحثات السلام بين الجانبين إثر تفجير مبنى السفارة الهندية في كابل وتوجيه نيودلهي وواشنطن أصابع الاتهام للاستخبارات الباكستانية. واليوم تثور المخاوف مجددا من حرب رابعة بين إسلام آباد ونيودلهي بعد أن شهدت مدينة مومباي، العاصمة المالية للهند، يوم 26 نوفمبر الماضي هجمات مسلحة نالت عددا من المواقع بالمدينة كبورصة مومباي وفندقي تاج محل وأوبروي ومحطة للسكك الحديدية إضافة إلى معبد يهودي؛ مما أودى بحياة مائتي شخص كان من بينهم ثمانية وعشرون، فضلا عن سقوط ما يقرب من ثلاثمائة جريح.