رئيس حكومة الكناري: التصريحات ذات الطابع العنصري لن تؤثر على زيارتي المقبلة للمغرب

باولينو ريفيرو قال إن صاحب التصريحات المثيرة ربما وقع ضحية استعمال لغوي

TT

أعرب باولينو ريفيرو، رئيس حكومة إقليم أرخبيل الكناري، أن التصريحات التي فسرت على أنها ذات طابع عنصري، وأدلى بها الأسبوع الماضي، إسحاق فلينثيا، عمدة إحدى مدن الأرخبيل، لن تؤثر على زيارته المقبلة إلى المغرب، مؤكدا أنه لم يكن على علم في البداية بما قاله عمدة مدينة «أوروطافا» بخصوص المهاجرين، حين حذر من مخاطر اكتساح ينظمه المهاجرون السريون المتربصون على الشواطئ لطرد سكان الأرخبيل، والذين نعتهم «بالموروس»، وهي الصفة الدارجة الشعبية التي يطلقها الإسبان على المغاربة أو العرب، ما ترتب عن ذلك من ردود فعل منتقدة لتصريحات العمدة.

وأوضح باولينو، الذي كان يتحدث أمس في دردشة صباحية مع وكالة «أوروبا برس» الإسبانية في مدريد، أنه يعتقد أن صاحب التصريحات المثيرة، ربما وقع ضحية استعمال لغوي في غير محله، مشككا في أن يكون قصد بعبارة «الموروس» المغاربة الذين قال باولينو، إن الإقليم الذي يترأس حكومته، يقيم مع بلادهم أفضل العلاقات، مبرزا أن تلك الصفقة القدحية ربما قصد بها فيلنثيا عموم المهاجرين السريين الأفارقة وليس المغاربة بمفردهم. لكن أحد الصحافيين الذين حاورا باولينو، لاحظ أن لفظة «الموروس» ليست جديدة في القاموس الإسباني الرائج، وإنما هي صفة متداولة منذ القدم وذات معان وخلفيات معروفة.

وأشار رئيس حكومة الأرخبيل إلى احتجاج القنصل العام المغربي في لاس بالماس، الذي طلب تقديم اعتذار لحكومة بلاده، مشيرا إلى أنها كانت مناسبة للدبلوماسي المغربي، ليؤكد أن الرباط ليست لها مطامح في الأرخبيل لا في الماضي ولا في الحاضر، في إشارة إلى مغالطة يروجها بعض الإسبان المناوئين لحقوق المغرب في استعادة مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين الذين يتهمونه بالتوسع.

يذكر أن باولينو، سبق أن علق على مطلب الدبلوماسي المغربي، بالقول إنه لا يرى ضرورة لتقديم الاعتذار ما دامت حكومة الإقليم برمتها، رفضت ما أدلى به العمدة في تجمع حزب «تحالف كنارياس» الذي ينتمي إليه رئيس الحكومة.

إلى ذلك، وجوابا على سؤال بخصوص تداعيات الأزمة المالية العالمية على وقف أو تقدم مشاريع التعاون الاقتصادي مع الدول الأفريقية المجاورة بحرا للأرخبيل، أوضح باولينو،أن الاتحاد الأوروبي، يسعى لأن يكون الإقليم منطلقا ومحور سياسة الجوار مع دول مثل موريتانيا والمغرب والرأس الأخضر، مبرزا أن بروكسل تريد إطلاق مشاريع تعاون تلك الدول وخاصة في مناطقها الجنوبية.

ويلاحظ أن باولينو حرص بتأكيد تصريحاته الودية حيال المغرب، على إزالة عقبتين أولاهما رغبته في إنجاح أشغال اللجنة المغربية ـ الإسبانية المشتركة، التي ستجتمع في مدريد بعد عشرة أيام والتي سيحضرها إلى جانب رئيس حكومة إقليم الأندلس، الأمر الذي أثار غضب رئيسي حكومتي سبتة ومليلية باستثنائهما من الحضور فيها، كما درجت العادة من قبل. أما الأمر الثاني، فهو سعيه كذلك لإنجاح زيارته المقبلة إلى المغرب، بالنظر إلى حجم العلاقات التجارية والاقتصادية المتنامية بين الأرخبيل، وجنوب المغرب، وتحديدا مع منطقة «سوس ماسة درعة» الزاخرة بالفرص، إذ توجد مشاريع استثمار، كما توطدت في المدة الأخيرة، المواصلات البحرية والجوية بين الإقليمين المغربي والإسباني.