براون يسعى لإحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بلقاء فياض وأولمرت بلندن الأسبوع المقبل

بدعم من فريق أوباما الذي يضع سلام الشرق الأوسط في قائمة أولوياته

TT

في اول مؤشر على التنسيق بين الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني، غوردون براون، يسعى المسؤول البريطاني الى إحياء عملية السلام في الشرق الاوسط. وحسب مصادر اعلامية، فان هذا التحرك يأتي بموافقة كاملة من اوباما الذي سيتسلم مقاليد الحكم في البيت الابيض في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل.

يذكر ان براون قال أمام مجلس العموم البريطاني انه يريد التوصل الى افضل الطرق لجعل 2009 عام الانجازات الحقيقية والحلول الاقتصادية والسياسية في المنطقة. وزار براون اسرائيل والاراضي الفلسطينية بعد اشعر من توليه رئاسة الحكومة خلفا لتوني بلير الذي يشغل الآن منصب مبعوث اللجنة الرباعية في المنطقة، وهو اكثر المسؤولين البريطانيين وضوحاً في مسألة القدس واللاجئين.

وفي هذا السياق، سيلتقي براون حسب مصادر اسرائيلية وفلسطينية رئيسي الوزراء الاسرائيلي الفلسطيني سلام فياض الذي سيكون موجودا في لندن لافتتاح مؤتمر الاستثمار الفلسطيني المقرر في 15 ديسمبر (كانون الاول) الجاري، ورئيس الوزراء الاسرائيلي الذي سيكون في زيارة رسمية. ورغم ان المكتب الصحافي لرئيس الوزراء البريطاني رفض إعطاء اي معلومات عن الموضوع عندما اتصلت بهم «الشرق الاوسط»، اكد مصدر مقرب من فياض الموعد، مشيرا الى أن فياض سيلتقي براون الذي سيشارك ايضا في افتتاح المؤتمر حسب ما قاله المصدر الفلسطيني لـ«الشرق الاوسط».

وحسب وسائل اعلام اسرائيلية، فانه ينظر الى هذه اللقاءات كمحاولة للتوصل الى تفاهم بين الجانبين قبل الانتخابات العامة الاسرائيلية المزمعة في 10 فبراير (شباط) المقبل، التي يفيد استطلاع الرأي ان بنيامين نتيناهو زعيم حزب الليكود اليميني هو المرشح المرجح بالفوز فيها.

ونقلت المصادر الاسرائيلية عن مصدر اميركي وصفته بالمطلع القول ان المبادرة البريطانية تتم بالتنسيق الكامل مع مساعدي أوباما الذين لا يريدون اضاعة الاسابيع المهمة التي تسبق التنصيب. ونسب الى توم فيليبس، السفير البريطاني في تل ابيب، القول الى ضيوف اسرائيليين ان اوباما يخطط لوضع الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي على رأس اجندته الدولية.

من جانبهم، حذر اسرائيليون من خلفيات اكاديمية وعسكرية من ضياع الوقت وطالبوا بريطانيا بالتدخل السريع بينما لا يزال خيار الدولتين ممكنا. ويعتقد أن المسؤولين البريطانيين حسب وسائل الاعلام الاسرائيلية، يوافقون المحليين الاسرائيليين ان حركة حماس ستستقبل بالترحيب فوز نيتنياهو المتشدد في الانتخابات والعودة الى رأس السلطة في اسرائيل لكي تبرر موقفها من اسرائيل. فنتنياهو هو الذي امر عام 1997 عملاء جهاز المخابرات الخارجية (الموساد) بتصفية خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس في العاصمة الاردنية، عمان. واثارت محاولة الاغتيال ضجة دولية خاصة بعد اعتقال اثنين من عملاء الموساد المتورطين في المحاولة التي تمت بحقن مشعل عبر اذنه بالسم. واثارت العملية هذه غضب العاهل الاردني، الراحل الملك حسين، الذي طالب اسرائيل بإرسال المصل لإنقاذ مشعل، وهذا ما حصل بالفعل. وأكثر من ذلك، فان اسرائيل وفي محاولة لإرضاء الملك حسين، افرجت عن الشيخ ياسين الزعيم الروحي لحماس، ونقلته الى عمان، قبل ان تسمح له بالعودة لقطاع غزة، حيث اغتالته اسرائيل بصاروخ اطلقته طائرة هليكوبتر اثناء عودته من أداء صلاة الفجر في 20 مارس (اذار) 2003.

ورغم ان العديد من المحللين يعتقدون بأن اي مبادرة سلام جديدة مصيرها الفشل، وان براون يواجه مهمة مستحيلة لجسر الهوة بين موقفي الاسرائيليين والفلسطينيين قبل انتخابات فبراير، إلا أن اولمرت قد يفاجئ براون. فقد اعلن انه سيواصل عمله حتى اللحظة الاخيرة من اجل التوصل الى تفاهم مع الفلسطينيين. ويأمل اولمرت المتهم بالفساد المالي والاداري، في التوصل الى اتفاق يعتبر اكبر انجاز له خلال رئاسته للحكومة.