فاروق قدومي يستبعد توصل فتح وحماس لاتفاق أو مصالحة قريبا

قال إن الحل يكمن في العودة لمنظمة التحرير الفلسطينية

TT

استبعد فاروق قدومي رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية التوصل إلى وفاق وطني فلسطيني أو مصالحة قريبا، معتبرا أن الحل يكمن في العودة لمنظمة التحرير.

وقال قدومي في حديث لـ«الشرق الأوسط» قبل مغادرته القاهرة أخيرا، «إن انضمام حماس إلى المنظمة لا يعني الاعتراف بإسرائيل»، وقلل من أهمية التوصل إلى أية تسويات مع إسرائيل حتى في عهد الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما. وشدد قدومي على أهمية المقاومة والصمود وجدد عدم اعترافه بالسلطة الفلسطينية لأنها قامت على أساس اتفاقيات أوسلو التي لا يعترف بها.. وفيما يلي نص الحوار:

* هل تتوقع أن تصمد غزة أم أنها ستتحرك ضد حماس؟ ـ نرجو أن تصمد غزة وأقول بكل وضوح إن مادة الخلاف هي المعابر لتأديب سكان غزة حتى لا يتحدوا مع سكان الضفة ويشكلوا كثافة سكانية على إسرائيل ومن هنا نرى القصف المستمر والحصار.. والحل في اعتماد الشعب على نفسه والحاجة أم الاختراع.. نحن لسنا فيتنام التي كانت الصين وروسيا وراءها، وبالتالي ليس أمامهم سوى الصمود والذي اعتبره مقاومة وسوف تنقلب الأوضاع لصالح الشعب الفلسطيني ما دام يحمل البندقية.

* هل ترى أن هناك فرصا لاستئناف الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني؟ ـ نحن مع الحوار ولا شك أن استمرار الحوار أمر مفيد ولكن لمعرفتي بالأسباب التي أدت إلى مثل هذه الخلافات لا أعتقد ان (فتح وحماس) سيصلان إلى وفاق، وقد ذكرت لعدد من المسؤولين العرب أن الحوار لن يصل إلى نتائج لأنه يدور حول السلطة الفلسطينية، وهي سلطة محلية ولها شروط منها: من يدخل الانتخابات لا بد وأن يعترف بإسرائيل ويوقف المقاومة ثم يعترف بالاتفاقات المعقودة، واعتقد أن حماس لا يمكن أن تعترف بإسرائيل. وفي اعتقادي أن هذا الأمر سيبقى إلى فترة من الزمن وإذا أردنا بالفعل أن نصل إلى وفاق فلا بد من جمع التناقض في الضفة والقطاع في مجلس وطني ويجرى الحوار بين الأطراف لفترة من الزمن على أن يكون هناك برنامج عمل سياسي واحد أي منظمة التحرير في الخارج وقيادة موحدة وفي نفس الوقت الإمساك بالشرعية أي الشرعية العربية والدولية، وبدون ذلك لا يمكن الوصول إلى وفاق.

* ما هي الفترة الزمنية التي تحددها للتوصل إلى وفاق فلسطيني؟ ـ لا يجب أن نتشاءم بالنسبة لهذه المسألة وما دام الطرفان (فتح وحماس) يدخلان في منظمة التحرير فكلاهما يصبح شرعيا.

* لكن من الصعب أن تدخل حماس للمنظمة لأن الرئيس عباس قال «من يرغب فليدخل بشروط المنظمة» ومعروف أنها تعترف بإسرائيل كيف ترى ذلك؟ ـ في تصوري ليس هناك شروط يمكن أن تفرض على المنظمة، وأنا لم اعترف باتفاقيات أوسلو ولا بإسرائيل وفي نفس الوقت أنا رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير ووزير خارجيتها، وأرى انه طالما لم تلتزم إسرائيل بأوسلو فلن نلتزم لأن التسوية فشلت.

* ما مدى تأثير الدعم العربي لأبو مازن بالبقاء في موقعه وتحمل المسؤولية بعد 9 يناير (كانون الثاني) المقبل على الوفاق الوطني الفلسطيني؟ ـ السلطة الفلسطينية هي سلطة محلية وبمعنى آخر غير معترف بها لان المادة السادسة من اتفاق أوسلو تقول «ليس للسلطة الفلسطينية صلاحيات للشؤون الخارجية، كما أن من يمثل الدول المانحة من اجل تقديم المعونات للسلطة الفلسطينية في غزة أو أريحا لا يعتبرون من السلك الدبلوماسي ومن ثم ليس هناك أي تمثيل في السلطة وان التمثيل الدبلوماسي هو فقط للمنظمة». ومع الأسف الشديد فان وجود المنظمة في الداخل في ظل وجود الاحتلال يشكك كثيرا في تمثيلها الدبلوماسي لأنه من المفترض أن تكون المنظمة واللجنة التنفيذية هي حكومة المنفى وبمعنى آخر يكون خارج الأرض المحتلة وأنا من الناس الذين لم يعترفوا لا بالسلطة ولا بالانتخابات ولا كل ما يحيط بأوسلو.

* هل التمديد للرئيس عباس مخالف للقانون؟ ـ أنا غير معنى بذلك ولن اعترف بهذا التمديد

* ما مدى توافق التمديد مع الدستور الفلسطيني؟ ـ هذا الدستور هو للسلطة الفلسطينية وقد نصت الاتفاقات أن كل تشريع يخرج من هذه السلطة إذا لم توافق عليه إسرائيل لا يصبح ساريا، وإذا مر عليها شهر واحد ووافقت إسرائيل أصبح نافذا، ولكن في الوقت نفسه يحتاج إلى موافقة المجلس الوطني ويعتبر العمل به مؤقتا إلى حين الموافقة عليه بشكل نهائي.

* هل تتوقع أن تتخلى حماس عن السلطة في غزة؟ ـ إذا اتفق الطرفان يمكن ذلك

*وهل تعتبر ان العائق الوحيد أمام الحوار الفلسطيني هو معتقلي حماس في الضفة؟

ـ لا أعتقد انه بإمكان السلطة أن تفرج عن هؤلاء والإفراج عن معتقلين لدى السلطة يحتاج إلى موافقة إسرائيل وأميركية قبل السلطة، وبالتالي الأمر ليس بالسهل، ولذلك لا بد أن تأخذ حماس هذا الأمر بالاعتبار وإذا أردنا أن نجد حلا لهذه المشكلة لا بد من مرونة لدى فتح وحماس في مواقفهما ليصلا إلى اتفاق.

* هل يمكن إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في حالة عدم وجود وفاق وطني؟ ـ هناك موافقة من المجلس المركزة ليصبح الأخ أبو مازن رئيس دولة ولا أرى أين هذه الدولة، وهنا يقطع الطريق على الجميع حتى لا يقال إن هناك مناصب أعلى من مناصب رئيس الدولة، وموقفي من الانتخابات في ظل الاحتلال هو أنها لا تمثل الشعب، وثانيا هي إفرازات لاتفاق أوسلو التي لا نعترف بها.

* ألا ترى أي أفق للسلام حتى في عهد الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما؟ ـ سمعنا كلاما كثيرا من رؤساء أميركا، وكل ذلك لا يمكن أن يقنعني بتسوية سياسية في الأفق إذا لم تكن هناك مقاومة وضغوط على إسرائيل. ولذلك نحن شاهدنا وعرض علينا مبادرات سلمية متعددة كان الفشل نصيبها آخرها كان خريطة الطريق واعترفنا بها، وجاء شارون ونهب منها المواد الأساسية الخمس وعدم الاعتراف بحق العودة والأرض، وأعطى شارون حق الدفاع عن النفس وكأن الفلسطينيين يحتلون نتانيا، ولذلك نقول إن التسوية غير موجودة وإذا أرادت الإدارة الأميركية الجديدة القيام بتسوية لا بد وان يكون البند الأول فيها حق العودة.