فياض من الحرم الإبراهيمي: الفلسطينيون كلهم خلايلة وأبو علاء: الاستيطان غير شرعي ولا تعايش معه

إسرائيل تخشى من تأثير أعمال المستوطنين على موقف الدول منها

الهدايا توزع على المصليين الفلسطينيين في الحرم القدسي الشريف بمناسبة عيد الاضحى امس (رويترز)
TT

لم يسلم الفلسطينيون، اول ايام عيد الاضحى، من اعتداءات المستوطنين، التي بدأت منذ اكثر من اسبوع في الخليل بعد اجلائهم من منزل فلسطينيين يزعمون انهم اشتروه من صاحبه الذي ينفي ذلك نفيا قاطعا. وتتطور هذه الاعتداءات الى حرب منظمة في كثير من مدن الضفة الغربية. فقد اقتحم عشرات المستوطنين، فجر امس، مسجد قرية دوما جنوب نابلس، واعتدو على إمامه بالضرب.

وقالت مصادر فلسطينية في نابلس إن مستوطنين محملين على 20 سيارة اقتحموا القرية وراحوا يطلقون النار لأكثر من ساعة قبل ان يتدخل الجيش الاسرائيلي ويجبرهم على المغادرة.

واختار رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ان يبدأ يومه امس بصلاة العيد، في الحرم الابراهيمي في الخليل، لدعم صمود اهل المدينة والبلدة القديمة في مواجهة حرب المستوطنين.

وقال فياض للصحافيين بعدما انهى الصلاة، «عيد الأضحى هذا العام هو يوم فلسطيني للتضامن والوقوف مع شعبنا في الخليل ضد اعتداءات المستوطنين الهمجية». وأضاف «إن الفلسطينيين اليوم كلهم خلايلة، في مواجهة عربدة المستوطنين».

وزار فياض مقبرة الشهداء في المدينة وجرحى الاعتداءات، مؤكدا أن من أوليات الحكومة دعم صمود الأهل في الخليل، «وتثبيتهم على أراضيهم والتي تنسجم تماماً مع التوجهات السياسية للرئيس محمود عباس (ابو مازن) رئيس السلطة الفلسطينية، لدعم صمود أهلنا على أراضيهم».

وكان فياض قد التقى وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك اول من امس، وحمّل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية وضع حد فوري لاعتداءات المستوطنين ضد السكان الآمنين في مدينة الخليل وباقي المناطق الفلسطينية.

وجدد فياض مطالبته بضرورة وقف الأنشطة الاستيطانية وإزالة البؤر، معتبراً أن «الاستيطان والاعتداءات المتواصلة على شعبنا تكشف مدى خطورة السياسة الاستيطانية على مستقبل السلام والأمن في المنطقة».

وعرض باراك على فياض «سلسلة التسهيلات التي قررت إسرائيل تقديمها للفلسطينيين»، وقال ان «إسرائيل تدرس بإيجاب السماح بنشر رجال الشرطة الفلسطينية في مدينة بيت لحم خلال أيام عيد الميلاد».

وجدّد فياض إدانته الشديدة للحصار المفروض على غزة، وشدد على ضرورة فتح معابر القطاع، ورفع الحصار، وإزالة الحواجز التي تقطع أوصال الضفة. وقال «إن رفض إسرائيل إدخال النقد لغزة حتى الآن، واستمرار إغلاق المعابر يتسبب في كارثة إنسانية واقتصادية» واضاف «آن الأوان لان يتخذ المجتمع الدولي خطوات عملية فاعلة وحازمة لإلزام إسرائيل بوقف الاستيطان ووضع حد لجرائم مستوطنيها ورفع الحصار عن غزة».

وفي رام الله، قال مفوض عام التعبئة والتنظيم في حركة فتح أحمد قريع، «إننا نمر في ظرف صعب في ظل ممارسات إسرائيلية بمنتهى البشاعة، وفي ظل اعتداءات استيطانية تثبت أن لا تعايش مع المستوطنين إطلاقا». وأضاف، عقب صلاة الأضحى في مقر الرئاسة في رام الله، «إن الاستيطان عمل عدواني غير شرعي يجب أن يقتلع من أرضنا حتى يكون هناك سلام حقيقي، وإلا ستظل المواجهات والاحتكاكات مستمرة والعدوان مستمرا، ما لم يتم إخلاء المستوطنات».

وتابع القول: «يجب البدء بالخليل، وعلى الحكومة الإسرائيلية أن ترحل مستوطنيها المعتدين من المدينة والمناطق الأخرى، ولن يكون هناك سلام مع الاستيطان».

واعتبر مصدر أمني إسرائيلي أن إسرائيل كانت محظوظة بسبب عدم توثيق كافة أعمال التنكيل والاعتداءات العنيفة التي نفذها المستوطنون في القنوات التلفزيونية العربية.

وبحسبه فإن انفلات المستوطنين وتنكيلهم بالفلسطينيين وتدمير ممتلكاتهم كان من الممكن أن يورط إسرائيل في اندلاع عمليات احتجاج واسعة النطاق في أوساط العرب والمسلمين في العالم.

وكان المستوطنون قد كتبوا شعارات مهينة للإسلام وشتموا الرسول الكريم على جدران مساجد في الخليل ونابلس وقلقيلية. وقال المصدر الأمني الإسرائيلي إن ضباط ما يسمى بـ«الإدارة المدنية» سارعوا إلى محو هذه الشعارات قبل أن تبث في كافة أنحاء العالم العربي، الأمر الذي منع اندلاع مظاهرات احتجاجية واسعة.

واعترفت المصادر الأمنية الإسرائيلية أن العنف المتزايد من قبل المستوطنين ضد الفلسطينيين في الشهور الأخيرة بشكل خاص بدأ يطرح المشكلة بقوة أمام الرأي العام العالمي، وذلك بعد سنوات لم تحظ بالاهتمام الكافي. وأشارت في هذا السياق إلى أن ممثلين أميركيين وأوروبيين اجتمعوا أخيرا مع عناصر من الأجهزة الأمنية ومع دبلوماسيين إسرائيليين، ووجهوا انتقادات حادة لتصرفات المستوطنين.

تجدر الإشارة إلى أن مخاوف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تنبع أساسا من حجم الأضرار التي يسببها المستوطنون لصورة إٍسرائيل في أوروبا خاصة والعالم عامة، الأمر الذي يجعلها تخشى أن يكون له تأثير على تفهم موقف إسرائيل في ما يسمى بـ«العملية السياسية» مع الفلسطينيين.