ممثل للادعاء الأميركي يصل إلى العراق لمتابعة التحقيقات في قضية «بلاك ووتر»

يقابل السبت أسر ضحايا حادثة إطلاق النار من قبل حراس الشركة في سبتمبر 2007

محمد حافظ يحمل صورة ابنه علي الذي كان بين ضحايا حادث اطلاق النار من قبل حراس شركة «بلاك ووتر» في بغداد في 16 سبتمبر (ايلول) 2007 (أ.ب)
TT

وصل أحد ممثلي الادعاء الأميركيين ممن يعملون في قضية اتهام خمسة من حراس شركة «بلاك ووتر» في حادثة إطلاق النار في بغداد، إلى العراق، وسوف يقابل أسر الضحايا خلال الأسبوع الحالي، حسبما أفاد مسؤولون عراقيون.

كما أفاد مسؤول عراقي مطلع على التحقيقات الجارية بأن الاجتماع المقرر مع أسر الضحايا سيعقد السبت في مقر الأمن الوطني العراقي، على مقربة من ساحة النسور حيث قتل 17 عراقيا على الأقل عندما أطلق مسلحون يعملون لحساب شركة بلاك ووتر النار على المارة يوم 16 من سبتمبر (أيلول) من عام 2007.

وتعمل السفارة الأميركية في بغداد على الاتصال بأسر الضحايا قبل اجتماع السبت، حسبما أفاد المسؤول العراقي. وسيقدم ممثل الادعاء للأسر جميعا عرضا حول سير التحقيق حتى الآن ، مع شرح إجراءات المحاكمة التالية وكيفية تقديم الادعاءات بحق شركة بلاك ووتر. وأفاد المسؤول العراقي، الذي رفض الإفصاح عن هويته لأنه غير مصرح له بالتحدث حول التحقيقات الجارية، بأن ممثل الادعاء «سيحضر يوم السبت لإخبار هذه الأسر بما سوف يحدث، لا سيما فيما يتعلق بإجراءات الادعاء. وسيتحدث أمامهم جميعا، لأن أسر الضحايا تستحق معرفة ما سوف يحدث لاحقا». وكشف المسؤول ايضا عن وصول فريق من مكتب التحقيقات الفيدرالي الاميركي «اف بي آي» إلى العراق، وانه اجرى مقابلات مع الشهود الذين شهدوا حادث إطلاق النيران. وقد تم عقد لقاءات مكثفة مع أربعة من الشهود العراقيين، كما تخطط الحكومة الأميركية لنقلهم إلى الولايات المتحدة لتقديم شهاداتهم. وقد دأبت شركة بلاك ووتر على الإفادة بأن موظفيها الذين يعملون في حراسة الدبلوماسيين الأميركيين في العراق كانوا يطلقون النار ردا على هجوم تعرضوا له. لكن المحققين الأميركيين بالإضافة إلى شهادات الشهود لم يقدموا أي دليل على وجود أي هجوم على حراس بلاك ووتر يمكن أن يتسبب في إطلاق الحراس للنيران. وأفاد عبد الوهاب عبد القادر الذي يبلغ من العمر 33 عاما ويعمل موظفا في أحد البنوك، وهو أحد الشهود العراقيين الأربعة، بأنه كان في طريقه لشراء هدية عيد ميلاد لابنة أحد أصدقائه عندما وجد زحاما مروريا في ساحة النسور صباح يوم الحادثة. وأفاد بوجود موكب من سيارات شركة بلاك ووتر في ذلك الوقت. وأضاف أن حراس الشركة أطلقوا النار على السيارات من دون تحذير أو سبب ظاهر. كما أفاد بأنه شاهد سيارة بداخلها امرأة ورجل شاب وقد انفجرت بعد تعرضها لطلقات الرصاص. وأضاف أنه عند ذلك شعر بالخوف وقاد السيارة باتجاه منزله، لكن سيارة تابعة لشركة بلاك ووتر تبعته وأجبرته على التوقف بعد أن صدمت سيارته. وقال إن حراس الشركة أطلقوا ثلاث رصاصات على سقف سيارته. وقد أصابته طلقة في ذراعه اليمنى. وشكا أنه لا يزال يجد صعوبة في إنجاز بعض الأعمال بذراعه تلك. وقال عبد القادر إنه خلال الأسابيع التي تلت حادثة إطلاق النار، قام عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي بإظهار صور أقمار صناعية لمكان الحادثة وطرحوا عليه أسئلة مفصلة بشأن موقع سيارته والاتجاه الذي أتت منه الرصاصات. كما قام العملاء بفحص سيارته، وفي نهاية المطاف قاموا بشرائها منه. وأوضح أنه سافر إلى الولايات المتحدة لتقديم شهادته أمام محكمة فيدرالية عليا. وأفاد كذلك بأنه وغيره من الضحايا قد تمت دعوتهم إلى مكاتب شركة بلاك ووتر في المنطقة الخضراء ببغداد وأن سفارة الولايات المتحدة في بغداد قد منحته 7.500 دولار كتعويض جزئي.

* خدمة «نيويورك تايمز»