مجموعة تريبيون المالكة لـ«شيكاغو تريبيون» و«لوس أنجليس تايمز» تعين مستشاري إفلاس

تراجع عائدات الإعلان ووضعها في موقف صعب

TT

أعلنت شركة تريبيون عملاق الإعلام الذي يواجه مليارات الدولارات من الديون منذ أن أصبحت شركة خاصة في العام الماضي، من خلال صحيفتها الشهيرة «شيكاغو تريبيون»، أنها قد وظفت مستشاري إفلاس. وتمتلك الشركة التي يقع مقرها في شيكاغو امبراطورية من المحيط إلى المحيط في الولايات المتحدة، حيث تمتلك العديد من المحطات التلفزيونية والصحف في معظم المدن الرئيسة في الولايات المتحدة. ومن بين الشركات التي تملكها صحيفة «لوس أنجليس تايمز» ومحطة الكابل التلفزيونية دبليو جي إن في شيكاغو وبالتيمور صن ودبليو دي سي دبليو فيفتي في واشنطن، وهي فرع عن سي دبليو. كما تمتلك شيكاغو كابس. وتواجه تريبيون ديونا بمقدار 13 مليار دولار منذ أن تحولت إلى ملكية خاصة منذ نحو عام واحد. وقد كانت الآمال تحدو الموظفين بأن تتم إعادة هيكلة الشركة لتتحول إلى شركة أخبار في القرن الحادي والعشرين. لكن عائدات الإعلان التي انخفضت بشدة لدى معظم الصحف الأميركية خلال السنوات القليلة الماضية قد وضعت الشركة في موقف خطير، حيث لا تستطيع الوفاء بالتزاماتها وربما تلجأ إلى إشهار إفلاسها، حسبما أفاد مصدر مقرب من الشركة رفض الإفصاح عن هويته لأن تريبيون تعتبر شركة خاصة. وقد عملت الشركة على توظيف بنك لازارد وشركة سيدلي أوستن للخدمات القانونية لفحص خيارات الشركة، حسبما أفاد تقرير على موقع الإنترنت الخاص بالشركة. وربما لا يكون إشهار الإفلاس هو نهاية اللعبة بالنسبة للشركة: فبعض المانحين يشعرون بأن الشركة حتى إن أشهرت إفلاسها، فإنها ربما تكون غير قادرة على تسديد قروضها.

وقد وصلت خسائر الشركة في الربع الثالث من العام الحالي إلى 124 مليون دولار، مقارنة بأرباح وصلت إلى 84 مليون دولار في الفترة نفسها من العام الماضي. وقد رفضت الشركة التعليق على هذه المقالة، كما اشارت الى المقالة التي نشرت على الموقع الإلكتروني مساء يوم الأحد. كما زادت الأزمة المالية التي تمر بها الشركة من قتامة صورتها. ويتوقع المحللون مستقبلا قاتما لكافة شركات الإعلام التي تعتمد على الإعلانات التي يقوم بها تجار التجزئة والذين سوف يقومون بتخفيض نفقات الإعلانات والتسويق، حيث يواجهون خطر انهيار أعمالهم. كما تعتمد الصحف كذلك على الإعلانات التي تتضاءل مع تفاقم البطالة. وقد انهارت سلسلة صحف «نايت رايدر» المعروفة في يونيو (حزيران) من عام 2006 أمام منافستها سلسلة شركات ماك كلاتشي التي فقدت 90 في المائة من أسعار أسهمها منذ ذلك الوقت. وخلال الفترة نفسها، انخفضت أسعار أسهم شركة نيويورك تايمز بأكثر من 60 في المائة، وكذلك انخفضت أسعار أسهم شركة واشنطن بوست بأكثر من 40 في المائة. وقد كانت شركة تريبيون تعمل على تسييل الأموال عبر بيع أصولها. وتأمل الشركة في الحصول على مئات الملايين من الدولارات خلال عمليات البيع التي سوف تجري في الربيع المقبل ومنها كابس وريغلي فيلد. ومع ذلك، فقد تقلص عدد المشترين المحتملين مع تفاقم الأزمة الائتمانية وتأثيرها على مثل هذه الصفقات الكبيرة. وفي شهر مايو (أيار) باعت تريبيون نيوز داي إلى كابل فيجن مقابل 650 مليون دولار. وفي الصيف الماضي، أفاد زيل بأنه كان يوظف مستشاري عقارات لتقدير قيمة مباني تريبيون ولوس أنجليس تايمز. كما تم تسريح العديد من الموظفين لخفض نفقات الشركة. وقد كانت «لوس أنجليس تايمز» دائما ما تجذب الانتباه، حيث إنها أكبر صحيفة في سلسلة الصحف الخاصة بالشركة، حيث تضم عملاق الترفيه دافيد جيفين. وقبل الأزمة الاقتصادية، كان سعر الصحيفة يبلغ مليار دولار. لكن تريبيون كانت مترددة بشأن البيع حيث إنها ما زالت تدر بعض الأرباح المهمة. وربما يكون بيع الأصول غير كاف لإنقاذ هذه السلسلة التي توشك على الانهيار والتي سميت باسم شيكاغو تريبيون، وهي الصحيفة التي تعود إلى منتصف القرن 19 والتي توسعت بشراء صحف «تايمز ميرور» والتي شملت «لوس أنجليس تايمز» و«صن» وغيرها. وقد ظهر زيل الذي كان مستثمر عقارات كمشتر جاد وحيد عندما أجبرت تريبيون على البيع من قبل مجموعة من مالكي الأسهم الذين رغبوا في تسييل بعض الأصول والذين كانوا يشعرون بالغضب تجاه انخفاض أسعار الأسهم منذ اندماج عام 2000.

ولتمويل الصفقة، وضع زيل 315 مليون دولار وحصل على أكثر من 8 مليارات دولار كقروض جديدة بالإضافة إلى ديون الشركة الحالية والبالغة 5 مليارات دولار، وهي خطة كان المحللون يتشككون فيها في ذلك الوقت.

وقد حصل زيـل على مساعدة واشنطن للاستحواذ على تريبيون. ولكي تؤمن 4.2 مليار دولار كقرض جديد، كان على تريبيون إثبات أنها سوف تكون قادرة على مواصلة الأرباح الخاصة بمحطات التلفزيون في المدن التي تمتلك فيها الصحف ـ وقد كان عدم الامتثال لذلك يشكل انتهاكا لقواعد لجنة الإعلام الفيدرالي. وقد سمحت لجنة الإعلام الفيدرالي ببعض الأذون مع تريبيون على مدار سنوات، حيث سمحت بما يسمى الملكية العابرة، ولكن يجب تجديد الفترات الخاصة بمثل هذه الأذون. وعلى جانب آخر، منحت لجنة الإعلام الفيدرالي في ديسمبر (كانون الأول) من عام 2007، إذنا مؤقتا لتريبيون لكي تسمح بالملكية العابرة لمحطات شيكاغو (راديو وتلفزيون دبليو جي إن) وقدمت إذنين آخرين لمحطات أخرى للتوصل إلى اتفاق مع زيل.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ (خاص بـ«الشرق الأوسط»)