المفتي قباني: الخروج عن الطائف خروج إلى الفوضى والمجهول

مطالبة عون بتعديلات تثير ردودا واسعة من السياسيين اللبنانيين

TT

ألقى أمس مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني خطبة عيد الأضحى في مسجد محمد الأمين في وسط بيروت، وأم المصلين في حضور رئيس الوزراء فؤاد السنيورة والوزير خالد قباني، والنواب غازي يوسف ومحمد قباني ومحمد الأمين عيتاني وعمار حوري، وجمع كبير من الشخصيات. وبعد إلقاء قباني خطبة العيد، توجه والسنيورة وقباني والنواب إلى قبر الرئيس الراحل رفيق الحريري حيث قرأوا الفاتحة عن روحه وأرواح رفاقه. وقد تطرق قباني في خطبته إلى الشأن السياسي، شاكرا المملكة العربية السعودية ومؤكداً أن اللبنانيين «ليسوا بغافلين عن وقفة المملكة العربية السعودية، بل وقفاتها النبيلة تجاه لبنان، لنصرته والنهوض به، وتعزيز مسيرته وأمنه وبنائه، واللبنانيون على وفائهم للمملكة العربية السعودية وأهلها، ولكل من مد يد المساعدة من الإخوة العرب، وهم كثر باقون، ولعهدهم راعون». وفي رد على مطالبة رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون بتعديل اتفاق الطائف أكد تمسكه بالاتفاق الذي «لمّ شملنا، وأعاد سلامنا، وبنى وفاقنا، وما دمرت الحرب من مؤسساتنا وبنياننا، في إطار شراكة وطنية حقيقية، في القرار وفي رسم السياسة الاجتماعية والاقتصادية والإنمائية». وأضاف: «إن تنظيم هذا الاجتماع السياسي أيها الإخوة، في إطار الدولة الراعية والجامعة، لا يكون بتفكيك أواصر هذا الاجتماع، وتمزيق مقومات الدولة، وعزل الناس عن بعضهم البعض، بذرائع مختلفة وحجج واهية لا تمت إلى الاجتماع الإنساني والوطني بصلة، فيناصبون بعضهم لبعض العداء والبغضاء، ويحكم علاقاتهم الخوف والشك والريبة». وحذر من أن الخروج عن الطائف «هو خروج إلى الفوضى والمجهول، واللبنانيون غير مستعدين للدخول من جديد، في تجارب ومغامرات، يدفعون فيها حياتهم، ومستقبل أبنائهم ثمنا لها». واعتبر أن «وحدة لبنان ونموذج عيشه المشترك الإسلامي ـ المسيحي، هما ضمانة لوحدة منطقتنا العربية واستقرارها».

أما السنيورة فقال بعدما قدم التهنئة بالعيد للمفتي: «نتذكر في هذه المناسبة شهداءنا الذين سقطوا دفاعا عن كرامة لبنان وعروبة لبنان واستقلاله ولا سيما الرئيس الشهيد رفيق الحريري والشهداء الآخرون الذين سقطوا دفاعا عن هذا البلد. ونعاهد أنفسنا ونعاهد اللبنانيين على أن نستمر في مسيرتنا من أجل تعزيز الوفاق بين اللبنانيين وتعزيز السلم الأهلي والعمل من أجل مجابهة كل التحديات ولا سيما التحديات الاقتصادية التي تشغل العالم في هذه الأيام، نقول هذا ونحن على ثقة بأن اللبنانيين يعبرون دائما عن حرصهم الشديد من أجل العمل سوية لتعزيز نظامهم الديمقراطي ولا سيما في التحضير للعملية الانتخابية التي نتمنى ونعمل جاهدين من أجل أن تكون عملية شفافة ومعبرة عن آراء اللبنانيين وما يرغبون فيه». ورداً على سؤال حول اتفاق الطائف، قال: «أعتقد أن اللبنانيين جميعا توافقوا في ما بينهم على أن اتفاق الطائف كان اتفاقا عمل من أجله اللبنانيون وهو كان بوابة الوفاق في ما بينهم، وبالتالي هذا الكلام الذي يجري بين حين وآخر حول تعديل الطائف ليس فيه مصلحة على الإطلاق، وهذا لا يعني أن اتفاق الطائف لن يكون مجالا للبحث في وقت لاحق، بعد أن تهدأ النفوس ويكون هناك مصلحة أن يصار إلى النظر في هذا الشأن. ولكن هذا ينتظر الظروف والأوضاع الملائمة وعلى أي حال ليس الآن المجال والوقت للبحث في هذا الموضوع وليس فيه مصلحة على الإطلاق». وأمل «أن تستمر المصالحات في البلد». من جهته، أكد عضو «كتلة التحرير والتنمية» التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري النائب أنور الخليل أن «الرئيس بري أراد بحديثه عن اتفاق الطائف (لـ «الشرق الأوسط») أن يضع الأمور في نصابها الدستوري الحقيقي، بأن اتفاق الطائف الذي حصل على إجماع اللبنانيين لا يمكن أن يفرَّط به إلا إذا كان هنالك إجماع في عملية التعديل والتغيير. وأعتقد أن هذا رأي الأكثرية في الفريقين المعارض والموالي بأنه ليس الوقت المناسب الآن بأن نتكلم عن تعديل في الطائف لان ذلك سيجر إلى تعديلات عديدة، ولا أعتقد أن اللبنانيين اليوم في جو تعديلات أساسية أو حتى شكلية في الطائف، لذلك أراد الرئيس نبيه بري ألا يمس الدستور». وردا على سؤال، حول زيارة العماد ميشال عون لسورية وكلام النائب وليد جنبلاط عن النظام السوري، قال الخليل: «أعتقد أنه يجب أخذ كل هذه الأمور بكثير من اليقظة وبكثير من التفاهم. نحن مقبلون على انتخابات بعد أشهر قليلة، فلا بد من أن يكون هذا الوقت هو الوقت المناسب الذي نذهب به إلى تحفيز المجتمع اللبناني في شكل أو في آخر في اتجاه انتخاباتنا لكي نحصل على أفضل ما يمكن من نتائج. لا أريد أن أعطي هذه المظاهر التي سنراها تباعا بين اليوم وتاريخ الانتخابات كثيرا من التفسيرات غير الواقعية بل أعطيها تفسيرا واحدا. نحن في جو انتخابي».

وقال النائب مصباح الأحدب من قوى الأكثرية منتقداً عون: «نرى ونسمع اليوم من يطالب بتعديل الدستور والطائف من سورية، وكأنه يطالب بدعم سوري لتعديل اتفاق الطائف، مع العلم أن هذا الاتفاق لم يطبق بشكل صحيح بسبب الوجود السوري في لبنان. لذا نتمنى على الجميع أن يتصرفوا بحكمة خلال هذه المرحلة الصعبة». وتخوف من «حصول شيء ما كبير في البلد، إثر صدور بعض التصريحات التي أدلى بها سياسيون يحذرون فيها من اغتيالات عادة ما تكون وكما تصورنا رسالة لترهيب الناس والقول لهم إننا هنا حاضرون دائما وفي كل مكان». ورأى عضو كتلة المستقبل النائب مصطفى علوش أن «تبرئة النائب ميشال عون لسورية وصولا إلى مسألة الاعتذار هو إضعاف للموقف اللبناني». وأكد أن «عون أعلن انضمامه النهائي إلى معسكر شكرا سورية». وقال مسؤول حزب الله في الجنوب الشيخ نبيل قاووق في زيارة لمقام خلوات البياضة الدرزي للتهنئة بالعيد «إن العدو الإسرائيلي هو الذي يشكل الخطر الأول والأخير على لبنان وعلى جميع اللبنانيين وعلى كل المناطق سنة وشيعة ودروزا ومسيحيين، والمقاومة كما أعلنت تؤكد اليوم أن أبوابها مفتوحة أمام جميع اللبنانيين.