أحمدي نجاد: تصريحات ساركوزي تفتقد إلى «المصداقية السياسية»

برلين تحضر لحزمة عقوبات جديدة ضد طهران

TT

قال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، امس، إنه لا يولي أهمية كبيرة لانتقادات نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي التي اعتبر انها تفتقد الى «المصداقية السياسية»؛ وذلك تعقيبا على تصريحات للرئيس الفرنسي بمناسبة الذكرى الستين للاعلان العالمي لحقوق الانسان قال فيها إنه «من المستحيل ان يصافح شخصا تجرأ على القول انه يجب ازالة اسرائيل من الخارطة»؛ في اشارة الى الرئيس الايراني.

وقال احمدي نجاد في تصريحات للصحافيين في طهران، ان هذه التصريحات «لا تعنينا حقيقة. نريد ان نرى ما يتحقق في الممارسة ولا نعتبر ان مثل هذه الملاحظة تكتسي أي مصداقية سياسية»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وإثر استدعاء سفيرها من قبل الخارجية الايرانية الاربعاء الماضي، جددت فرنسا تأكيد «انفتاحها على الحوار» مع ايران، كما نددت بالمواقف الايرانية ضد اسرائيل.

وقال مساعد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فريديريك ديزانيو إن «تصريحات السلطات الايرانية التي تشكك في هذا الحق (حق اسرائيل في الوجود) غير مقبولة ولا يمكن إلا ان تسفر عن تأثير سلبي على نظرة المجموعة الدولية الى ايران».

من جانب آخر، ذكرت اذاعة الحكومة الايرانية، امس، أن لدى ايران وثائق تبرهن ان الولايات المتحدة وبريطانيا تدعمان جماعة قتلت 16 شرطيا ايرانيا مختطفين. وقالت ايران ان جماعة جند الله السنية قتلت 16 رهينة من الشرطة اختطفوا من نقطة تفتيش في اقليم سيستان ـ بلوشستان الواقع في جنوب شرقي البلاد في يونيو. وتقول ايران ان زعيم جند الله عبد الملك ريجي هو جزء من شبكة القاعدة الاسلامية السنية.

ونقلت الاذاعة عن ابراهيم رايسي النائب الأول لرئيس الهيئة القضائية الايرانية، قوله «هناك وثائق تظهر ان بريطانيا واميركا تدعمان جماعة ريجي الارهابية بالأسلحة والمعلومات».

وأضافت الاذاعة دون ان تتطرق الى المزيد من التفاصيل بشأن الوثائق «الشعب الايراني سينتقم لدماء جنود الموقع الحدودي بقوة». وتنشط جند الله بصفة رئيسة في سيستان ـ بلوشستان، وهي منطقة مضطربة بالقرب من الحدود مع باكستان والذي يوجد به اغلبية من البلوش السنة. والمنطقة معروفة بالاشتباكات بين قوات الامن والعصابات ومهربي المخدرات المسلحين تسليحا كثيفا.

وقال رايسي؛ في اشارة الى جند الله «كل القوات.. الشرطة والأمن والهيئة القضائية.. عازمون على التعامل بشدة مع جند الشيطان»، كما نقلت وكالة رويترز.

وفي برلين، أفادت مجلة «دير شبيغل» في عددها، أمس، بأن ألمانيا تحضر حزمة جديدة من العقوبات ضد ايران يمكن أن يستخدمها الرئيس الاميركي المنتخب باراك أوباما في ممارسة ضغط على طهران حينما يتولى منصبه.

وقالت المجلة ان وزير الخارجية الالمانية فرانك فالتر شتاينماير يريد أن يحصل على موافقة القوى الكبرى في العالم من أجل توفير وسيلة لاوباما كي يضغط على ايران حتى تدخل في حوار بشأن طموحاتها النووية. وامتنعت وزارة الخارجية الالمانية عن التعليق على التقرير.

وأضافت المجلة أن شتاينماير قدم الفكرة بالفعل لمسؤولين فرنسيين وبريطانيين. وتسعى الخطة للحصول على موافقة القوى الكبرى على العقوبات الجديدة من دون تنفيذها من أجل اعطاء أوباما ورقة تفاوض.

وقال أوباما انه مستعد لان يقدم لايران حوافز اقتصادية من أجل وقف برنامجها النووي، ولكنه حذر طهران أيضا من امكانية تشديد العقوبات اذا رفضت. وقالت دير شبيغل ان العقوبات الجديدة التي يعتزم شتاينماير وضعها ستستهدف البنوك وشركات النقل. وكانت ايران قد شهدت امس اعدام رجل أدين بارتكاب جريمة قتل شنقا في مدينة سمنان في شمال ايران، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.

وصدر حكم بإعدام م. ش. بعد ادانته بقتل امرأة العام الفائت، بحسب الوكالة التي لم تذكر معلومات اضافية. وبذلك، يرتفع عدد الاعدامات التي نفذت في ايران هذا العام الى 228 بحسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية. وقالت منظمة العفو الدولية إن 317 شخصا اعدموا خلال عام 2007 في ايران، مما يجعل الجمهورية الاسلامية ثاني بلد تطبق فيه عقوبة الاعدام بكثافة بعد الصين.

كذلك قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، غلام حسين الهام، في لقائه الصحافي الأسبوعي أمس، إن «الشعب الايراني ليس شعبا يطمع بالجزرة أو يخشي العصا» كما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.

وأضاف الهام «إن النظام الإيراني الذي يتمتع بدور علمي واقتصادي وثقافي مهم في العالم لا يمكن التحدث مع شعبه العريق بهذه اللغة».