كارتر يتوقع عودة قريبة للسفير الأميركي إلى دمشق ويأمل دورا فاعلا لواشنطن في عملية السلام

يفترض أن يلتقي خالد مشعل اليوم

الرئيس السوري بشار الأسد لدى استقباله الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر في دمشق أمس (رويترز)
TT

عبر الرئيس الأميركي الاسبق جيمي كارتر عن أمله بأن تنخرط الإدارة الأميركية الجديدة في عملية السلام، وأكد خلال لقائه الرئيس السوري بشار الأسد، أمس «أن تحقيق أي تقدم في هذه العملية من شأنه أن يسهم بشكل كبير في استقرار المنطقة والعالم». وبحث كارتر في دمشق التي وصلها أمس قادما من بيروت «عملية السلام في الشرق الأوسط وآفاقها والمحادثات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل بوساطة تركية ومسألة الجولان المحتل». كما تم بحث آفاق تحسين العلاقات السورية ـ الأميركية مع قدوم إدارة أميركية جديدة. وحضر اللقاء من الجانب السوري وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل مقداد ومن الجانب الأميركي روبرت باستر مستشار الرئيس كارتر لشؤون الشرق الأوسط وهرير باليان مدير فض النزاعات في مركز كارتر. واستعرض اللقاء الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة عموماً وفي غزة بشكل خاص. وجاء في بيان رئاسي سوري أن الرئيس الأسد «نوه بجهود كارتر لتفعيل عملية السلام في المنطقة».

وعقب اللقاء رجح كارتر في مؤتمر صحافي عودة السفير الأميركي إلى دمشق بعد تسلم الإدارة الأميركية الجديدة لمهامها، معربا عن أمله برؤية علاقات دبلوماسية وصداقة كاملة بين دمشق وواشنطن في وقت قريب. وكانت الولايات المتحدة قد سحبت سفيرتها من سورية مارغريت سكوبي عقب اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري عام 2005 وأبقت القائم بالأعمال. وأمل كارتر أن يعاد فتح المدرسة والمركز الثقافي الأميركيين في دمشق واللذين أغلقا بعد الهجوم الأميركي على قرية السكرية في البوكمال الذي أودى بحياة مدنيين سوريين. وأشار إلى أنه ناقش مع الرئيس بشار الأسد إقامة موقع جديد للسفارة الأميركية في دمشق، لافتا إلى أن هذا الموضوع عالق بين البلدين منذ نحو عشر سنوات. وقال إنه سيقدم تقريرا إلى الرئيس الاميركي المنتخب باراك أوباما عند عودته إلى الولايات المتحدة، معربا عن أمله بأن يقدم أوباما «صورة جديدة للولايات المتحدة في مختلف أنحاء العالم تستند إلى السلام وحقوق الإنسان والتعاون مع الحلفاء والأصدقاء والحوار مع الذين نختلف معهم».

وفيما يخص عملية السلام، أكد الرئيس الأميركي السابق «أن السلام بين إسرائيل وجيرانها غير ممكن، إلا بالانسحاب الكامل من الجولان ومن الأراضي الفلسطينية المحتلة»، مشيرا إلى أن عملية السلام سوف تلقى دفعا بوصول أوباما إلى البيت الأبيض. وأضاف أن «الولايات المتحدة يجب أن تشارك في مفاوضات السلام بين سورية وإسرائيل»، معتبرا أن «كل شيء سيكون أفضل بعد تولي أوباما لمهامه».

وفي شأن السلام على المسار الفلسطيني، قال كارتر إن «هناك ضرورة للمصالحة والسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولكن أولا لا بد من المصالحة بين الفصائل الفلسطينية نفسها وخاصة حركتي فتح وحماس». وأضاف أنه سيلتقي قادة حماس مجددا لتحقيق التقارب على الساحة الفلسطينية وإجراء انتخابات فلسطينية، لافتا إلى أن إسرائيل لم تلتزم بما وعدت به الفلسطينيين والوضع يزداد سوءا. ووجه كارتر انتقادا الى واشنطن في هذا الخصوص، وقال إنها «لم تقم بما ينبغي خلال السنوات الماضية لتحقيق السلام وتنفيذ القرارات الدولية المتعلقة».

وبحسب مصادر فلسطينية في دمشق، من المتوقع أن يلتقي كارتر اليوم رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل لبحث الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.

وتعد زيارة كارتر إلى دمشق الثانية خلال عام واحد، حيث قام بزيارة اليها في نيسان الماضي ضمن جولة له في المنطقة، والتقى الأسد ومشعل وبحث تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة وإيجاد حلول سياسية للقضايا في المنطقة. وقالت مصادر سورية لـ«الشرق الأوسط» إن زيارة كارتر «تكتسب أهمية خاصة»، وذلك لأنها تأتي «في الوقت الذي تستعد فيه إدارة بوش لمغادرة البيت الأبيض، وفي الوقت الذي يعلن فيه الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما عن مواقف جديدة عن المنطقة والعرب أساسها الحوار». وأمل ان «تجري المصالحة بين حركة فتح وحماس لأن مصر حتى الآن لم تستطع تقريب وجهات النظر بينهما، وتحقيق سلام دائم مع اسرائيل، وان تكون القدس عاصمة للدولتين اسرائيل والفلسطينيين».

وأمل بأن يكون «السلام بالشرق الاوسط من الأولويات للرئيس الجديد اوباما ولن تؤجل اميركا عملية السلام»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

واعتبر أن «اسرائيل راغبة في مباحثات حول الجولان، وأعتقد بأنهم صادقون (في رغبتهم ابرام اتفاق) سلام مع سورية، وستكون المباحثات القادمة صعبة التي بدأت برعاية وتنسيق تركيا».

وحول لقائه بحركة حماس ثانية قال كارتر «انني أخطط للقاء حماس مرة اخرى»، مؤكدا انه «اذا تم الاتفاق على السلام بين اسرائيل والرئيس عباس فان حماس ستقبل به، وقد حصلنا منهم على الموافقة على الهدنة (...) وبدأت في 19 حزيران لمدة ستة اشهر وستنتهي بعد عدة ايام. كما حصلنا على رسالة من العريف شليط ونقلناها الى أهله وسنستمر على نفس الخط ونريد تحقيق مصالحة بين فتح وحماس».

وأمل كارتر بأن «لا تكون هناك أعمال عنف من قبل حركة حماس للمدنيين ونقول لإسرائيل الأمر عينه، ونسعى لأن يكون السلام الشامل وان تكون القدس عاصمة لاسرائيل والفلسطينيين».

من ناحية اخرى، توقع كارتر ان «يتم التبادل الدبلوماسي بين سورية ولبنان وتسمية السفراء نهاية هذا العام، وسأعود الى لبنان في أواخر مايو ومطلع يونيو لأراقب الانتخابات النيابية اللبنانية».