بيشاور: هجوم جديد يستهدف إمدادات للناتو متجهة إلى أفغانستان

الخامس من نوعه خلال أسبوع على قوات التحالف

مصور باكستاني يتنقل بين عدد من الحافلات التي أحرقها المتمردون خارج مدينة بيشاور الحدودية (ا.ف.ب)
TT

اعلنت الشرطة الباكستانية ان مهاجمين ملثمين احرقوا صباح امس في شمال غرب باكستان احدى عشرة شاحنة لحلف شمال الاطلسي و13 حاوية مهمتها امداد القوات الاجنبية في افغانستان بالمؤن. ويعد هذا هو الهجوم الخامس من نوعه خلال أسبوع على خط الامدادات الحيوي للقوات الغربية في أفغانستان، على الرغم من تشكيل قوة حماية خاصة لتأمين قوافل الإمدادات. وقال ضابط ان المتشددين دخلوا الى محطة شاحنات بلال في هدوء بدون ان يشعر بهم احد من الحراس واشعلوا النيران في الحاويات والحافلات. ووفقا لتقديرات حكومية فقد دمرت نحو 300 شاحنة محملة بامدادات بما في ذلك مركبات عسكرية في الهجمات. وقال ضابط الشرطة تشودري أشرف المسؤول عن أمن طريق دائري حول مدينة بيشاور حيث توجد مخازن الشاحنات «حضر بعض الاشقياء وأشعلوا النيران في 12 شاحنة وجروا بعيدا. لم ير أي منا المهاجمين». وقال شرطي محلي ان الهجوم وقع قبيل فجر امس على محطة شاحنات بلال خارج مدينة بيشاور مستهدفا مخزنا عسكريا للحلف الاطلسي، موضحا ان رجال الاطفاء تمكنوا من انقاذ نحو عشرين آلية اخرى من النيران، ومنذ بداية ديسمبر (كانون الأول) احرق متمردون باكستانيون قرب بيشاور نحو 300 شاحنة تعود الى الحلف الاطلسي، وتقع هذه المدينة الكبيرة في شمال غرب باكستان في جوار مناطق القبائل المحاذية لافغانستان والتي تشكل معقلا لمجموعات طالبان الافغانية والباكستانية وحلفائهما من تنظيم القاعدة، وخارج بيشاور هناك 14 محطة لتأمين امدادات الناتو بالشاحنات. وكان احد قادة طالبان قد حذر في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) من ان المتمردين سيسعون الى قطع امدادات جنود القوة الدولية للمساعدة في ارساء الامن (ايساف) وكذلك القوة التي تقودها الولايات المتحدة في افغانستان. ومنذ وقوع هذه السلسلة من الهجمات التي استخدمت فيها قاذفات صواريخ، تم تعزيز التدابير الامنية واستقدمت قوات اضافية للاشراف على المخازن، وفق فداء محمد الذي قال «هذه المرة، وصل (المهاجمون) تحت جنح الظلام من دون اطلاق صواريخ او عيارات نارية». واظهرت هذه الهجمات المتكررة هشاشة شبكات امداد القوات الاجنبية عبر باكستان، في لحظة حيوية تنوي فيها الولايات المتحدة، اعتبارا من 2009، مضاعفة عدد جنودها في افغانستان البالغ حاليا 32 الف عنصر. وتصل ثمانون في المائة من مؤن القوات الاجنبية في افغانستان من باكستان، من الوقود الى المعدات الثقيلة، وتمر غالبيتها بمعبر خيبر بين البلدين. ويقع هذا المعبر في قلب مناطق القبائل التي تتمركز فيها مجموعات طالبان والقاعدة منذ فر عناصرها من افغانستان بعد اطاحة نظام الحركة الاصولية في نهاية 2001. وأوضحت قناة «جيو» الباكستانية على موقعها على الانترنت، نقلا عن مصادر شرطة بيشاور بإقليم الحدود الشمالية الغربية، أن الهجوم وقع في الساعة الثالثة من صباح امس بالتوقيت المحلي وأسفر عن تدمير عشر شاحنات و15 حاوية كانت متجهة إلى أفغانستان. وقالت مصادر الشرطة، وفق قناة جيو، إن انفجارات متتالية هزت «ساحة بلال» بالقرب من رينج رود في بيشاور وأن المسلحين ألقوا أيضا قنابل حارقة على الشاحنات. وأشارت المصادر إلى أن حريقا اندلع في الساحة عقب الهجوم وأن الحريق آتى على ما يوجد في الساحة مما أدى إلى تدمير الشاحنات و15 حاوية.

وشدد المتشددون في الشهور الاخيرة الهجمات على الامدادات للقوات الغربية التي تنقل الى أفغانستان عبر ممر خيبر بشمال غرب باكستان من ميناء كراتشي. وتمر نحو 80 في المائة من المركبات وقطع الغيار والاسلحة والوقود والمياه والاغذية اللازمة لاكثر من 60 ألف جندي غربي في أفغانستان عبر ممر خيبر وطريق بري اخر الى الجنوب بين كويتا في باكستان وقندهار في أفغانستان. وقلل مسؤولون عسكريون غربيون من شأن الهجمات وقالوا ان لم يكن لها أثر مهم كما لم تؤثر على العمليات القتالية. وأوقفت السلطات الباكستانية حركة الامدادات عبر ممر خيبر لمدة أسبوع في نوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن خطف متشددون 13 شاحنة تحمل امدادات للقوات الغربية.