شكوك حول تهم موجهة إلى عمر خضر أصغر سجناء غوانتانامو

ترحيب أميركي بعرض برتغالي لاستيعاب نزلائه

TT

أفاد تقرير جندي جرى الاستشهاد به أمام محكمة جرائم الحرب الاميركية في غوانتانامو أول من أمس بأن المدعى عليه الكندي عمر خضر كان مدفونا تحت أنقاض مجمع قصف عندما ألقى شخص ما قنبلة أسفرت عن مقتل جندي اميركي في أفغانستان. وأثارت هذه الرواية الشكوك فيما اذا كان خضر الذي كان انذاك يبلغ من العمر 15 عاما والمتهم بقتل الجندي الاميركي كريستوفر سبير قد ألقى القنبلة التي قتلت سبير خلال معركة في يوليو (تموز) عام 2002 عندما يشتبه في أنه مجمع لتنظيم القاعدة في أفغانستان.

ويريد محامو الدفاع من الجندي الذي قدم روايته عن المعركة الادلاء بشهادته في محاكمة خضر في 26 يناير (كانون الثاني) بالقاعدة البحرية الاميركية في خليج غوانتانامو بكوبا. وناقش المحامون قائمة الشهود أمام المحكمة اول من أمس بالرغم من أنهم يأملون أن يغلق الرئيس الاميركي المنتخب باراك أوباما محاكم غوانتانامو قبل بدء محاكمة خضر. ويتولى أوباما الرئاسة في 20 يناير وقال انه يود أن ينقل محاكمات غوانتانامو الى محاكم مدنية أو عسكرية عادية.

ولم يحدد كيف سيجرى التعامل مع قضية خضر و16 اخرين ينتظرون بالفعل محاكمتهم في محاكم غوانتانامو التي أقامتها ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش لمحاكمة السجناء الاجانب بتهم متعلقة بالارهاب والتي أدانها نشطاء مدافعون عن حقوق الانسان وحكومات أجنبية. وقال اللفتنانت كوماندور وليام كوبلر المحامي العسكري لخضر: «لا أعتقد أن ادارة أوباما تريد بحق أن تكون أول أعمالها الرسمية أن تصبح أول ادارة في تاريخ الولايات المتحدة ترأس محاكمة طفل بتهم تتعلق بجرائم الحرب. وكان خضر يبلغ من العمر 15 عاما عندما ألقت القوات الاميركية التي دخلت المجمع بعد انتهاء القصف الجوي القبض عليه. وكان سبير في المقدمة وأصيب بقنبلة ولكن الروايات لما حدث بعد ذلك اختلفت بشكل كبير. ووفقا لتقرير من أطلق النيران خلال الحادث كان خضر جالسا ويتحرك عندما أطلق عليه جندي اميركي الرصاص من الخلف معتقدا أنه ألقى القنبلة التي أصابت سبير. وقال المحامي كوبلر إن الصور التي التقطت توضح كومة من الحطام من السقف المنهار كما توضح الحطام وهو يبعد ليظهر تحته خضر ووجهه الى أسفل. وتابع أن الصور التي لم تعرض علنا توضح تماما أن عمر خضر لم يكن بوسعه القاء القنبلة اليدوية التي قتلت الجندي سبير.

وقال خضر انه تعرض لانتهاكات وجرى تهديده باغتصابه وهو في الحجز الاميركي في أفغانستان وفي غوانتانامو. وذكر الادعاء أن سن خضر قد يكون عنصرا مخففا عند النطق بالحكم ولكنه واثق من أن الادلة ستوضح أنه نفذ الجرائم الموجهة اليه عن عمد. وأدلة الادعاء تتضمن شريط فيديو لخضر وهو يصنع ويزرع متفجرات على الطريق في أفغانستان. وأضاف الادعاء أنه مستعد للذهاب للمحكمة في يناير. وخضر متهم بالقتل والشروع في القتل والتآمر مع تنظيم القاعدة وتقديم دعم مادي للارهاب والتجسس على القوات الاميركية التي أغارت على أفغانستان لطرد تنظيم القاعدة بعد هجمات 11 سبتمبر. من جهة ثانية رحبت الولايات المتحدة بعرض برتغالي لاستقبال معتقلين من غوانتانامو والنداء الذي قدمته كذلك لدول أوروبية أخرى بأن تفعل الشيء نفسه. ووصف المستشار القانوني لوزارة الخارجية الأميركية العرض بأنه انفراجة في جهود إغلاق السجن، كما أن «له أهمية غير عادية». وكان وزير خارجية البرتغال لويس أمادو قد أعلن عن العرض في رسالة إلى نظرائه الأوروبيين نشرت اول من أمس، حيث قال إنه بالإمكان منح الخارجين من غوانتانامو اللجوء السياسي، وذلك خشية تعرضهم للتعذيب في بلادهم. وأشار إلى أنها المرة الأولى التي قال فيها أي بلد باستثناء ألبانيا سواء سرا أو علانية إنه مستعد لقبول أو إعادة توطين معتقلين من غوانتانامو من غير مواطنيه.