السودان: مقتل جندي وإصابة 4 في تجدد للقتال في أبيي الغنية بالنفط

وزير الخارجية السوداني يبحث في دمشق الأزمة بين الخرطوم و«الجنائية الدولية»

TT

قال مسؤولون إن آلاف الأشخاص فروا من بلدة ابيي النفطية السودانية بعد قتال جديد بين الشمال والجنوب أثار توترا بشأن المنطقة المتنازع عليها، فيما قال مسؤول في إدارة أبيي لـ«الشرق الأوسط» إن القتال وقع بين الشرطة المحلية لأبيي والقوات المشتركة المكونة من «الجيش والحركة الشعبية» داخل المدينة، وأسفر عن مقتل جندي وإصابة 4 آخرين من القوات المشتركة، ولم يوضح المصدر أسباب الاشتباك ما اذا كانت شخصية ام تتعلق بنزاع أبيي بين الشمال والجنوب. كما لم يصدر تعليق على الحادث من قيادة القوات المشتركة. ونقل عن المسؤولين ان القتال وقع الجمعة الماضي بين جنود الشرطة والجيش في أول أعمال عنف ضخمة منذ ان وقعت اشتباكات بين قوات الشمال والجنوب في البلدة في مايو (ايار)، مما أثار مخاوفَ بشأن اتفاق سلام بين الشمال والجنوب. وقال الكولونيل جيمس مونداي من قوة شرطة أبيي للصحافيين «السكان فروا في كل الاتجاهات». واضاف «عدد قليل جدا من الأشخاص هم الذين بقوا.. السوق أغلقت.. لا يوجد خبز ولا لحم».

ويطالب كل من الخرطوم والجنوب الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي ببلدة أبيي القريبة من حقول نفط وخط انابيب رئيسي. وتركت حدود البلدة والاراضي المحيطة بها دون ان يتم ترسيمها في اتفاقية السلام الشاملة التي تم التوصل اليها عام 2005 والتي انهت عقدين من الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب. ورفض كل من الجانبين تقديم تنازلات بشأن ترسيم الحدود. وقتل في مايو الماضي العشرات وترك أكثر من 50 الف شخص دون مأوى وتم إحراق أبيي في الاشتباكات التي وقعت في مايو التي يقول مراقبون إنها ربما بدأت بعد مواجهة صغيرة نسبياً عند نقطة تفتيش اتسعت خارج نطاق السيطرة. ووقع الجانبان في نهاية الامر اتفاقية خريطة طريق تقضي بإنشاء ادارة مؤقتة وسحب القوات وإبدالها بوحدات شرطة وجيش مؤلفة من شماليين وجنوبيين.

وقال مسؤولون محليون ان ما يصل إلى عشرة آلاف من سكان أبيي عادوا إلى المنطقة لإعادة بناء منازلهم قبل اشتباكات الجمعة. واضاف مسؤول ان حظر التجول ليلا يسري الآن على الذين بقوا هناك.

الى ذلك، يبدأ وزير الخارجية السوداني دينق ألور زيارة رسمية اليوم للعاصمة السورية، دمشق، تستمر لمدة يومين يجري خلالها مباحثات مع المسؤولين السوريين تتناول شتى القضايا، بينها موضوع الأزمة بين السودان والمحكمة الجنائية الدولية على خلفية طلب مدعي المحكمة بتوقيف الرئيس عمر البشير بتهم لها صلة بجرائم الحرب في اقليم دارفور. وقال ألور في تصريحات صحافية في الخرطوم إن زيارته لدمشق تأتي تلبية لدعوة من نظيره السوري وليد المعلم، وذلك لبحث قضايا العلاقات المشتركة بين الخرطوم ودمشق، فضلاً عن قضايا التعاون في المجالين الاقليمي والدولي. واضاف انه سيسلم رسالة شفهية من الرئيس البشير الي الرئيس السوري بشار الاسد تتصل بتطور العلاقات الثنائية. وذكر ألور أنه سيدخل في محادثات مع المعلم تتناول جملة من الموضوعات التي تهم السودان وسورية، مشيراً الى انه سيقدم تنويراً للقيادة السورية عن الوضع الداخلي في السودان، خاصة ما يتعلق منه بتطورات الأوضاع في دارفور وادعاءات محكمة الجنايات الدولية تجاه رئيس الجمهورية وموقف سورية الرافض لموقف المحكمة الجنائية والتدخل في شؤون السودان الداخلية. وقال ألور ان هناك تعويلا على الدور الذي يمكن أن تلعبه سورية في التعاطي مع قضايا السودان. وتطرق للاهتمام الأوروبي الكبير والانفتاح على سورية وفتح قنوات مميزة معها خاصة بين العلاقات السورية ـ الفرنسية. وأشار للعلاقات المتميزة التي تشهدها العلاقات بين باريس ودمشق، والتي لمح الى امكانية لعب القيادة السورية دوراً مقدراً في ما يختص بمحكمة الجنايات الدولية بشأن السودان عندما أكد بأن الخرطوم ستحاول الاستفادة من علاقات دمشق مع اي دولة في العالم لمساعدتها في قضاياها الداخلية، لافتاً للدور الكبير والمؤثر الذي تلعبه دمشق في المنطقة العربية، خاصة ما يخص العلاقة بين العرب واسرائيل من واقع الدور الرائد الذي تلعبه في هذا المجال. وأشار لقضاياها الخاصة واهتماماتها في تطوير علاقاتها مع الجانب الاوروبي والدور الذي يمكن أن تقوم به الدول الاوروبية في مساعدة دمشق في قضية الجولان والعلاقة مع اسرائيل والحرب الفلسطينية ـ الإسرائيلية. من ناحية اخرى، كشفت مصادر دبلوماسية في العاصمة الإثيوبية اديس ابابا ان رئيس افريقيا الوسطى العقيد بوزيزيه حمل معه في طائرته التي اقلته هو ووفده الرئاسي إلى دولة قطر للمشاركة في مؤتمر التنمية الدولية الذي انعقد هناك أخيرا أحد قادة الحركات المسلحة في اقليم دارفور، واضافت المصادر الى ان الحكومة السودانية استقبلت الخطوة بكثيرٍ من الاستياء. وقالت المصادر ان رئيس دولة افريقيا الوسطى أصدرت جواز سفر لقائد فصيل في دارفور يدعى صلاح ابو السرة قبل ان يحمله معه الى الدوحة للمشاركة في لقاءات تمهيدية للمبادرة القطرية ـ العربية لحل أزمة دارفور. وحسب المصادر، فان الخطوة تمت دون إخطار السلطات القطرية او الاتحاد الافريقي عبر وسيطه لسلام دارفور جبريل باسولي.