منفذو هجمات مومباي استوحوا «خطة مانهاتن» بعد فشلها بـ15عاما

الجماعات الأصولية لديها قدرة عالية على استخلاص الدروس

TT

افاد اختصاصيون في المسائل الارهابية ان خطط اعتداءات مومباي مستوحاة من مخططات ارهابية سابقة لها ونجاحها سيجعل منها بدورها نموذجا لعمليات مستقبلية. ويشير الاختصاصيون الى ان قدرة الناشطين الذين تحركهم ايديولوجيا متطرفة على تبديل خططهم الاساسية بحسب الظروف وعلى استخلاص العبر من فشلهم، تدل على درجة عالية من البراغماتية.

واقامت شركة ستراتفور الاميركية لتحليل المخاطر الجيوسياسية في دراسة نشرت الاسبوع الماضي تشبيها مقلقا بين اعتداءات مومباي وخطة اعتداء تم احباطها في يوليو (تموز) 1993 وكانت ستستهدف مواقع بارزة في مانهاتن وادين فيها عدد من المشتبه بهم المرتبطين باسامة بن لادن. وكتب المحللان في التقرير «بعد اكثر من 15 عاما، اتبعت اعتداءات 26 نوفمبر (تشرين الثاني) في مومباي بشكل دقيق سيناريو خطة نيويورك». وذكرا بين نقاط التشابه تزامن الهجمات والاهداف السهلة والرمزية كالفنادق الكبرى والمواقع الثانوية المستهدفة لتشتيت الاهتمام واستخدام قوارب لشن الهجمات من الساحل. وجاء في الدراسة ان «المشاريع الارهابية (وخصوصا الجيدة منها) يمكن ان تبقى صالحة لفترة طويلة وان تطبق في سيناريوهات مختلفة، تماما مثلما تبقى خطة بديلة على الرف لسنوات بل لعقود قبل ان تظهر فائدتها». ويذكر روهان غوناراتنا الذي صدر له كتاب مرجعي حول القاعدة، امثلة كثيرة على ذلك، ويوضح بهذا الصدد ان «عملية بوجينكا كانت سابقة لـ11 سبتمبر (ايلول) 2001 »، مذكرا بان «خالد شيخ محمد ونسيبه رمزي يوسف ارادا تفجير 12 طائرة اميركية فوق المحيط الهادئ» في التسعينات. ويضيف انه تم كشف المخطط لكن خالد شيخ محمد استخدم الفكرة لتدبير اعتداءات 11 سبتمبر. ورأى غوناراتنا ان «معظم الارهابيين يقلدون، انهم يستوحون من هجمات سابقة»، رابطا بين هجمات مومباي وعملية احتجاز رهائن جرت في فندق سافوا في تل ابيب (اسرائيل) عام 1975 ونفذتها وحدة مسلحة فلسطينية تم انزالها على الساحل. وقال «ان سبعين الى ثمانين في المائة من الهجمات الارهابية تستخدم الاسلحة النارية او القنابل لكونها وسيلة اثبتت فائدتها». واضاف «يتساءل الجميع لماذا لا ينفذ الارهابيون اعتداءات كيميائية او بيولوجية او اشعاعية، هذا لانهم يرتاحون الى وسائل اثبتت جدواها».

واشار مايكل شوير الرئيس السابق لوحدة ملاحقة اسامة بن لادن في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) الى ان الحركات الناشطة سواء المرتبطة منها بشبكة القاعدة او غير المرتبطة بها، تتبادل التجارب فيما بينها بدون اي حس بالملكية الفكرية للخطط. وقال «سنرى بعد قليل تحليلات على مختلف المواقع الاسلامية الناشطة حول طريقة تنفيذ عملية مومباي. هكذا تجري الامور عادة. ومعظم هذه الحركات تدرس عمليات الحركات الاخرى ثم تسعى لتكييفها مع اوضاعها الخاصة». واوضح «ليس هناك مفهوم الملكية على هذا الصعيد، كلهم يريدون النجاح ولا يزعجهم تقاسم الخبرة او النجاح مع الاخرين». ولفت الى انهم «يمزجون ما بين اهداف راديكالية وحس براغماتي كبير حيال قدراتهم»، مضيفا «انهم يبرعون ايضا حين يرتكبون خطأ في اصلاحه في المرة التالية». وجاء في تقرير ستراتفور ان «مخططي اعتداءات مومباي استخلصوا على الارجح عبرا مهمة من فشل المخطط ضد مواقع في مانهاتن». وختم انه «نظرا الى نجاح مومباي، يمكننا ان نتوقع استراتيجيات وتكتيكات مماثلة في اعتداءات مقبلة».