رامي بوش بالحذاء يعترف.. وشقيقه يؤكد لـ «الشرق الأوسط» : لسنا خائفين

فضائية لبنانية تعرض العمل على الزيدي.. ومتحدث صيني: في المؤتمرات علينا النظر إلى من يرفع يده ومن يخلع حذاءه

TT

فيما قال متحدث قضائي إن الصحافي العراقي منتظر الزيدي الذي قذف الرئيس الاميركي جورج بوش بالحذاء مثل أمام قاضي تحقيق أمس واعترف بمحاولة مهاجمة بوش لدى زيارته الى بغداد، أكد شقيقه الاصغر أن افراد أسرة الزيدي لا يشعرون بالخوف على سلامتهم وانهم لو كانوا في زمن النظام السابق لشعروا حتما بالذعر.

وقال عبد الستار بيرقدار، المتحدث باسم المجلس الاعلى للقضاء، ان الزيدي مثل أمس أمام قاضي التحقيق في حضور محامي الدفاع والمدعي واعترف بما فعله. وأضاف بيرقدار ان التهمة التي وجهت اليه هي الاعتداء على رئيس.

ومن جهته، قال ميثم الزيدي، الشقيق الاصغر لمنتظر في اتصال هاتفي مع «الشرق الاوسط» من بغداد، انه «اتصل بي منتظر شخصيا حوالي الساعة الخامسة او السادسة من مساء اليوم (امس) عندما كنت في مكتب الفضائية البغدادية (ببغداد) وقال لي ثلاث جمل فقط وهي: انا بخير، وسأذهب الى المحكمة غدا (اليوم)، احضر لي محاميا». وأكد ميثم أن الاتصال الهاتفي تم عبر هاتف مجهول ولم يجر بهاتف منتظر الزيدي، وقال ميثم انهم حاولوا عدة مرات الاتصال بمنتظر لكن ذلك لم يكن ممكنا، اذ كان هاتفه الجوال مغلقا طوال الوقت. وأضاف ميثم ان «منتظر كان يبدو بوضع جيد وان صوته كان أفضل بكثير مما توقعت»، وأكد أن أسرته لا تشعر بالخوف من تصرف الزيدي، موضحا «لو كنا في زمن النظام السابق (صدام حسين) لشعرنا بالخوف ولاعتقلونا كلنا، لكن في زمن الديمقراطية والحرية لا خوف علينا». وأضاف ميثم، انه لم يتوقع ان يرمي أخوه بالحذاء على الرئيس الاميركي، واكد «نحن فوجئنا بذلك، فقبل ان يدخل المؤتمر الصحافي بلحظات اتصل بي وقال ان هناك مؤتمرا صحافيا لبوش وانه سيتأخر عن العودة للبيت، فقد كنت أنا بانتظاره لنتناول طعام العشاء معا».

وقال ميثم انه لم يشاهد المؤتمر الصحافي اول الامر وانه لم يعلم بالخبر إلا عندما اتصلت به قناة «البغدادية»، التي يعمل الزيدي لصالحها، وأضاف مؤكدا ان «منتظر لم يفعل ذلك بدافع المال ولا الشهرة لقد فعلها بدافع الغيرة العراقية».

وقال ميثم ان اسرة الزيدي تلقت اتصالا هاتفيا من شخص اخبرهم بانه تم نقل منتظر الى مستشفى ابن سينا في المنطقة الخضراء مساء الاحد، وهو مصاب بكسر في يده وجرح في رأسه، غير انه أضاف قائلا إنه ليس متأكدا من صحة المكالمة الهاتفية وانها ربما جاءت من شخص لـ«التلاعب بهم». كما قال ميثم ان اسرة الزيدي تلقت العديد من المكالمات التي تدعم شقيقهم الزيدي، وان هاتفه لم يتوقف عن الرن للحظة واحدة، وان اتصالات كثيرة وردتهم من جهات عراقية وعربية. وكشف ميثم عن اتصال ممثل عن الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز وعرض عليهم «فيلا» والإقامة الدائمية لكل اسرة الزيدي، لكنهم رفضوا العرض. وكان تشافيز، أحد أبرز منتقدي بوش، قد أشاد بالزيدي في وقت سابق قائلا «إنه شجاع».

من جهته، قال طارق حرب محام عراقي بارز، ان فريقا من ثلاثة محامين عراقيين تطوعوا للدفاع عن الزيدي، ورفض حرب البوح بأسماء المحامين، وقال انه أحدهم، لكن أسماء الآخرين ستعلن في وقت لاحق.

وقال حرب ان المحامين الثلاثة الذين سيترافعون في الدفاع عن الزيدي «لم يتم ترشيحهم من أية جهة... هم محامون تداعوا للترافع والدفاع عن منتظر».

وفسر حرب الموقف القانوني من حادثة رمي الرئيس الاميركي بالحذاء وقال ان القانون العراقي قد يصدر حكما بالسجن بحق الزيدي لفترة لا تتجاوز في اقصاها سبع سنوات. وقال حرب ان هناك ثلاث فقرات في القانون العراقي يمكن من خلالها اتهام الزيدي ومحاكمته تتلخص بتهمة «الاعتداء البسيط» على رئيس دولة او إهانته. وأضاف ان «تقدير التهمة ونوعها هي مسألة متروكة الى محكمة التحقيق.. حيث ان الاوراق التحقيقية الآن أمام محكمة التحقيق».

وبحسب قانون العقوبات العراقي، يعاقب بالسجن مدة لا تتجاوز سبع سنوات او بالغرامة كل شخص قام علانية بإهانة رئيس الجمهورية «العراقية» او من يمثله.

كما ينص القانون العراقي على المعاقبة بالسجن مدة لا تتجاوز السنتين أي شخص يقوم علانية بإهانة دولة اجنبية او رئيسها او أي من ممثليه في العراق او علم تلك الدولة او شعارها الوطني او منظمة عالمية لها مكتب في العراق. وبحسب القانون العراقي قد يتم تطبيق العقوبتين في آن واحد وحسب رأي المحكمة.

وفي تطور لاحق، أبلغت قناة البغدادية «الشرق الأوسط» بأن رئيس مجلس إدارة القناة الدكتور عون حسين تبرع بمنزل لعائلة الزيدي ومساعدته ماديا نظرا لتدهور حالة عائلته المادية ومسكنه الصغير الذي لا يكفى لإقامة كريمة لأسرته. كما عرضت قناة «الجديد» التلفزيونية اللبنانية على الزيدي الانضمام الى فريقها.

وقالت معدة الاخبار في التلفزيون فاديا بزي لوكالة الصحافة الفرنسية، إن القناة «تقدمت بهذا العرض بإيعاز من رئيس مجلس ادارة المحطة تيسير خياط»، من دون ان تعطي تفاصيل اضافية. وأوضحت ان المحطة مستعدة لدفع الكفالة وأتعاب المحامين بغية الإفراج عن الزيدي. وتابعت انه، في حال قبل العرض، ستبدأ المحطة بدفع راتبه اعتبارا من اللحظة التي رمى فيها الحذاء في اتجاه الرئيس الاميركي. وقناة «الجديد» معروفة بتوجهاتها المناهضة للولايات المتحدة وبميولها اليسارية.

وفي الصين، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إنه سيراقب الصحافيين خلال المؤتمرات الصحافية خشية خلع أحدهم حذاءه. وقال ليو جيان تشاو «ربما علي الآن ألا أنظر فقط لمن يرفعون أياديهم ولكن لمن يخلعون أحذيتهم أيضا».