نكات الحذاء ترافق بوش في طائرته

صحافي أفغاني يحرج الرئيس الأميركي بالأسئلة

TT

كانت النكات على متن طائرة الرئاسة حول حادث يوم الأحد في بغداد تطير أسرع من الحذاء، حسبما كشف مارك نولر، وهو صحافي يعمل مراسلا لقناة «سي بي إس» التلفزيونية الأميركية لدى البيت الابيض وكان يرافق الرئيس جورج بوش في رحلته الى العراق وأفغانستان.

ويقول نولر انه حتى الرئيس لم يستطع أن يقاوم سيل النكات، فقال في بداية المقابلة التي أجراها معه الصحافيون على متن الطائرة بعد مغادرتها بغداد إنه لم يتمكن من سماع ما كان يقوله قاذف الحذاء «لكنني رأيت نعله». وأضاف بوش بنبرة تعالي ممتدحا تفاديه لذلك الحذاء المحمول جوا «كانت تلك لحظة غريبة»، فقلت له وسط كلمات الأسى التي عبر بها مساعدوه وزملاؤه «إذا فأنت لم تكن بطة عرجاء». ويضيف نولر «في داخل القسم المخصص للصحافة راهنت زملائي على أنهم سيقدمون لنا (فطيرة الحذاء الطائر). وقال آخر: ربما نضطر إلى الدخول حفاة الأقدام في المؤتمر الصحافي القادم».

وحسب نولر ثارت تساؤلات حول ما إذا كان الحذاء الذي ألقى بوجه الرئيس «بأجنحة»، أم ما إذا كانت وكالة الاستخبارات ستصدر لعملائها كتيب إرشادات جديدا حول «ترويض الأحذية».

يذكر انه حتى في افغانستان التي وصل إليها بوش بعد العراق لم يخل جدول الزيارة من مفارقات، فعند وصول بوش الى القصر الرئاسي في كابل، استقبله الرئيس الافغاني استقبالا شخصيا حارا، وقال: «أنا والشعب الافغاني نشعر بفخر كبير لوجود الرئيس بوش معنا اليوم». ولكن الترحيب تبعه عتب، اذ اختار كرزاي التشديد على أن بوش لم يقرر زيارة كابل، الا بعد دعوات كثيرة، وقال إنه تمنى لو أن لدى بوش وقتا أكثر لزيارة أفغانستان، وان الشعب الافغاني يستطيع ان يرى الرئيس الاميركي أكثر. وفي المؤتمر الصحافي اختار صحافي افغاني ان يتحدى الرئيس الاميركي، ولكن من دون رمي حذاء، فبعد أن تحدث بوش عن التقدم الذي حدث في افغانستان منذ ثماني سنوات، قال له الصحافي ان الولايات المتحدة أخفقت في الوفاء بتعهداتها بتحقيق الأمن. فرد بوش قائلا «انني اختلف معك. لقد اشرت للتو الى التقدم. انه امر لا يمكن انكاره. لم اقل ابدا انه تم القضاء على طالبان، لقد قلت انهم قد أطيحوا من السلطة. انهم قتلة ومشاكسون».

ويضيف نولر انه على الرغم من عدم إصابة الرئيس بوش في الحادث إلا أن دانا بيرينو، سكرتيرته الصحافية، أصيبت، حيث تلقت ضربة في وجهها بحامل ميكروفون معدني سقط عليها عندما تدافع الحرس الخاص للإمساك بمطلق الحذاء، مما ترك هالة داكنة تحت عينها اليمنى. ونقل نولر عن أحد المراسلين قوله في وقت لاحق «أعتقد أن باستطاعتك أن تسمي تلك كدمة الحذاء». ويقول نولر «كالعادة دائما في رحلات الرئيس، فهناك حدث غير متوقع يبرز فوق كل شيء آخر في الرحلة».