مجلس الأمن يدعو إلى مواصلة المفاوضات الثنائية بين الفلسطينيين والإسرائيليين

سعود الفيصل: لم نتمكن من الاستنتاج بأن هناك اختراقا لأي من القضايا التي تشملها مبادرة السلام

TT

دعا مجلس الأمن الى مواصلة المفاوضات الثنائية بين الإسرائيليين والفلسطينيين في قرار اعتمده بأغلبية 14 عضوا، وامتناع ليبيا عن التصويت على القرار الذي تقدمت به الولايات المتحدة وبالاشتراك مع روسيا. ويعلن المجلس في قراره تأييده للمفاوضات التي شرع فيها في أنابوليس وأعلن عن التزامه بعدم الرجعة في مسيرة المفاوضات الثنائية.

وأعرب المجلس عن تأييده للمبادئ التي اتفق عليها الطرفان الفلسطيني الإسرائيلي بشأن عملية المفاوضات الثنائية وجهودهما الدؤوبة لتحقيق هدفهما المتمثل في إبرام معاهدة سلام تحل بموجبها جميع المسائل القائمة بما في ذلك جميع المسائل الأساسية دون استثناء تأكيدا لجدية عملية أنابوليس. ودعا المجلس في قراره الطرفين الى الوفاء بالتزاماتهما بموجب خطة خريطة الطريق المستندة إلى الأداء على النحو المنصوص عليه في تفاهمها المشترك في أنابوليس والامتناع عن اتخاذ أية خطوات قد تقوض الثقة أو تخل بينتائج المفاوضات. واعتمد المجلس قراره بمشاركة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ووزري خارجية روسيا سيرجي لافروف وبريطانيا ديفيد ميليباند والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وأهاب المجلس بجميع الدول والمنظمات الدولية أن تساهم في إيجاد مناخ يفضي إلى المفاوضات ودعم الحكومة الفلسطينية التي تلتزم مبادئ المجموعة الرباعية ومبادرة السلام العربية وتحترم التزامات منظمة التحرير الفلسطينية، وأن تقدم المساعدة لتنمية الاقتصاد الفلسطيني، وأن تصل بالموارد المتاحة للسلطة الفلسطينية إلى حدودها القصوى، وتساهم في برنامج بناء المؤسسات الفلسطينية تحضيرا لإنشاء الدولة. وحث مجلس الأمن على تكثيف الجهود الدبلوماسية التي تعزز في إطار مسار مواز للتقدم المحرز في العملية الثنائية، الاعتراف المتبادل والتعايش السلمي بين جميع دول المنطقة في سياق تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط. ورحب أيضا بنظر المجموعة الرباعية بالتشاور مع الطرفين في عقد اجتماع دولي في موسكو عام 2009. وأخيرا قرر المجلس أن يبقي المسألة قيد نظره. وامتنعت ليبيا عن التصويت نظرا الى عدم الأخذ بالمقترحات التي تقدم بها وفدها خصوصا اضافة جملة تشير إلى انهاء الاحتلال وإلى وقف المستوطنات. وأوضح مندوب بعثة فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور قائلا «كنا نرغب أن يكون هناك كلام واضح حول انهاء الاحتلال ووقف بناء المستوطنات».

وكان وزير خارجية السعودية الأمير سعود الفيصل قد طرح موقف الدول العربية من المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ومن عملية السلام في الاجتماع الذي عقدته اللجنة الرباعية مع وزراء خارجية عرب الليلة قبل الماضية بنيويورك. وقال الفيصل في تصريح بعد الاجتماع «ان المفاوضات لا يجب أن تكون من أجل المفاوضات فقط ولكن للنتائج المرجوة منها». واكد الامير سعود الفيصل الذي كان يتحدث باسم مجموعة الاتصال العربية لمتابعة عملية السلام «يجب أن تتطرق المفاوضات الخاصة لعملية السلام في الشرق الأوسط إلى القضايا الرئيسية». وتابع القول «للأسف لم نتمكن من الاستنتاج بأن هناك اختراقا لأي من القضايا الرئيسية مثل الحدود وحقوق الفلسطينيين والمستعمرات وإلى غير ذلك مثل الانسحاب وغيرها من القضايا الرئيسية التي تشملها مبادرة السلام العربية». وأضاف «ان العرض السخي الذي قدمته الدول العربية ما زال مطروحا ويستحق الرد المناسب». وأعرب عن الأمل في أن يكون هناك إعداد من قبل اللجنة الرباعية حتى تبدأ الفترة الانتقالية بعد انتهاء ولاية إدارة جورج بوش الحالية. وشدد الامير سعود الفيصل على وجود خطاب من قبل وزراء الخارجية العرب إلى الرئيس المنتخب باراك أوباما يدعوه إلى مواصلة العملية السلمية حتى يمكن الوصول إلى حلول. وعن مشروع القرار الأميركي الروسي حول المفاوضات وعملية السلام في الشرق الأوسط قال انه «يجعل مجلس الأمن معنيا بالاستمرار في الإشراف على سير المفاوضات». ونقلت المصادر عن الأمير سعود الفيصل قوله في الاجتماع «رغم كل الجهود التي بذلت حتى الآن ليس هناك أي تقدم أو اختراق في عملية السلام». وانتقد أيضا الإجراءات الإسرائيلية لتغيير الأوضاع في الأراضي المحتلة خصوصا في القدس. وذكر أعضاء اللجنة الرباعية بأنه «ليس هناك أية نتائج حقيقية في المفاوضات على الأرض». وقال «ان هدف إسرائيل هو كسب الوقت وفرض وقائع جديدة على الأرض وفرض أمر واقع جديد» وأضاف «ان كل هذه الإجراءات تجعل من هدف تحقيق قيام دولة فلسطينية على الأرض (امرا) غير ممكن». وانتقد سعود الفيصل كما أفادت المصادر الدبلوماسية قرار دول الاتحاد الأوروبي برفع مستوى التمثيل مع إسرائيل وشدد على القول «يجب عدم مكافأة إسرائيل ومنحها هدايا لمخالفتها لعملية السلام». وحذر من التهاون مع سياسات إسرائيل ومن نتائجها على الأرض ومن بينها تصاعد أعمال العنف والإرهاب في المنطقة. ودعا أعضاء اللجة الرباعية إلى تقديم كل الدعم للرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن). وقال «يجب مكافأته ودعمه أمام مسانديه» وأضاف «لا يجب على إسرائيل أن تختار ما يناسبها سياسيا». وسبق اجتماع اللجنة الرباعية اجتماع بمقر الأمم المتحدة بدعوة من الأمين العام بان كي مون، جددت فيه اللجنة في بيان صدر عقب انتهاء الاجتماع دعمها للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية الثنائية. وأعربت اللجنة في بيانها عن وجهة نظرها أن «المفاوضات الثنائية التي أطلقت في انابوليس لا يمكن نكوصها وأن هذه المفاوضات ينبغي أن تكثف من أجل وضع نهاية للصراع وإنشاء دولة فلسطين».

وأكدت اللجنة في بيانها أنه سيتم التوصل إلى اتفاقية نهائية وسلام دائم عن طريق تعزيز جهود آلية ومتبادلة على ثلاثة مسارات، وهي مفاوضات وبناء مؤسسات دولة فلسطين بما في ذلك تسهيل تنمية اقتصادية عن طرق تحسين الأحوال على الأرض، وتنفيذ التزامات الطرفين بموجب خريطة الطريق وبما نص عليه اتفاق انابوليس. وأكدت الرباعية دعمها للهدوء الذي بدأ تنفيذه يوم 19 يونيو (حزيران) بوساطة مصرية في قطاع غزة وحثت على احترامه وتمديده. وفي نفس الوقت أعربت عن القلق لأن الهدوء الذي تحقق بالوساطة المصرية يواجه تحديا. وأعربت عن قلقها الشديد فيما يتعلق بالزيادة الأخيرة في إغلاق نقاط العبور ردا على العنف من غزة. وأكدت على ضرورة ضمان توفير الإمدادات الإنسانية بما فيها الأغذية والوقود والأدوية والمياه وصيانة الصرف الصحي لسكان غزة. ودعت في ختام بيانها جميع الدول إلى دعم عملية انابوليس والتزامها بحل الدولتين بالاكتتاب في مناخ يفضي إلى وضع نهاية للصراع. وذكرت رايس بأنه قد تم تسليم ملف الشرق الأوسط وملف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية إلى إدارة الرئيس المنتخب أوباما بشفافية.