رايس: اتفقنا على مشاورات دورية بين 5+1 و9 دول عربية بشأن إيران

طهران تنتقد عدم دعوتها * مصدر دبلوماسي: لا دور إقليميا لإيران على حساب آخرين في أية صفقة

وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند ونظيرته الأميركية كوندوليزا رايس في حديث جانبي خلال مشاركتهما في اجتماع مجلس الأمن الدولي في نيويورك أمس (أ ب)
TT

اتفقت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن زائد ألمانيا على مواصلة المشاورات مع دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق عقب اجتماع جرى بين الجانبين في نيويورك أمس بشأن أمن منطقة الخليج والشرق الأوسط والملف النووي الإيراني. وأوضحت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس بعد انتهاء الاجتماع ان هذا الاجتماع لم يكن اجتماعا لوضع استراتيجية مشتركة ضد إيران، ولكن ما حدث هنا أن هذه البلدان لها اهتمامات عميقة في كيفية حل المشكلة، وهي تشير إلى الملف النووي الإيراني وإلى تدخل إيران في شؤون المنطقة. وتابعت رايس تقول «تود (هذه الدول) الاستمرار بالتشاور مع الدول الخمس زائد ألمانيا». وذكرت أنه جرى الاتفاق مع دول المنطقة على الاجتماع بشكل دوري لمتابعة أمن المنطقة والملف النووي الإيراني، وأوضحت قائلة «ان الدول قد اتفقت على وضع قائمة باسماء دول المنطقة وهي مفتوحة للمشاركة في الاجتماعات القادمة أما إيران سوف لن تكون من الدول المدعوة»، وذكرت أن دول المنطقة قد عبرت عن قلقها من سياسة إيران في المنطقة وطموحاتها الإقليمية وسياسة طهران النووية، وأكدت أن كل دول المنطقة قد أيدت ما تقوم به الدول الخمس وألمانيا والوكالة الدولية للطاقة الذرية، واشارت إلى مشروع قرار لمجلس محافظي الوكالة الذي يطمح إلى جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية. وقاطعت سلطنة عمان ودولة قطر الاجتماع، وتدعو سلطنة عمان إلى أهمية وضرورة مشاركة إيران في أية اجتماعات تخص أمن المنطقة. ووصف مصدر دبلوماسي شارك في اللقاء بأن الاجتماع كان تشاوريا وأن الدول العربية «التي شاركت فيه استمعت إلى تفاصيل عن الصفقة التي تتحدث عنها الدول الست مع إيران». واضاف نفس المصدر الذي رفض ذكر اسمه «أن هناك تأكيدا من الدول الست على أن لا يتم منح أي دور إقليمي لإيران في المنطقة على حساب الدول الأخرى وأن كل جهودها تنصب في كيفية تحويل السلوك الإيراني من سلوك سلبي إلى سلوك إيجابي». وذكر أن الدول الخمس الدائمة العضوية لمحت إلى إمكانية فرض عقوبات جديدة على طهران إذا واصلت سلوكها وطموحاتها النووية. وانتقدت إيران الاجتماع الذي دعت إليه الولايات المتحدة بدون دعوتها وجددت التأكيد في بيان وزعته البعثة الإيرانية على الصحافة بأن برنامجها النووي لا يتجاوز الأغراض السلمية، وقال البيان «إذا كان هناك أمر هو مصدر قلق لشعوب منطقة الخليج هو تدخل الولايات المتحدة في المنطقة وأنها متعبة من سياسة الاختلاف والانقسام ومن ممارسات ( السياسة الأميركية ) التي تسعى إلى تعزيز الانقسام من اجل مواصلة سياستها الضيقة لخدمة مصالح النظام الإسرائيلي». وأكد البيان الإيراني دور طهران في أمن وتنمية المنطقة وقال «ان إيران كدعامة للاستقرار والتنمية في منطقة الخليج وفي الشرق الأوسط تولي أهمية فائقة للاستقرار والأمن وشفافية المنطقة».

وكان وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن احمد الخليفة قد قال لـ«الشرق الأوسط» قبل بدء الاجتماع «انه يكتسب أهمية خاصة لأنه يخص المنطقة ويخص أمن واستقرار منطقة الخليج وسنكون نحن جزءا من أية ترتيبات أمنية تخص منطقتنا». وعن التصريحات التي صدرت عنه في حوار المنامة الذي عقد في الأسبوع الماضي حول استخدام القوة أفاد الشيخ خالد بن احمد الخليفة قائلا «انه قد أسيء فهم التصريح وخرج من سياقه الخاص، ونظرا لسخونة الوضع نحن نريد التأكيد أن دولنا التي استثمرت وعملت على التنمية وتحسين حياة شعوبها لا نريد أن نتركها لقمة سائغة لمن يهدد أمنها وأن هناك وسائل أخرى إذا لم تنجح الدبلوماسية في مساعيها». وأكد الوزير أن دولة البحرين لا تعارض دعوة إيران في المشاركة في الاجتماع وأن إيران جزء من المنطقة، وأوضح «أن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن أميركا وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين زائد ألمانيا سبق لها أن اجتمعت مع إيران، وهذا أول اجتماع لدول مجلس التعاون الخليجي معها». وأفادت مصادر دبلوماسية غربية «ان الاجتماع قد جرى بدعوة من وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس قبل مغادرتها لوزارة الخارجية، وان الغرض من الاجتماع هو لطمأنة الدول العربية بأن الدول الخمس زائد ألمانيا تنوي العمل بجدية للحد من طموحات إيران النووية»، وتابعت نفس المصادر تقول «ان الاجتماع مبادرة للاستماع إلى صوت الدول العربية فيما يخص القضايا الأمنية والسياسية المهمة بالنسبة لهم». وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد وصف الاجتماع قبل انعقاده بالمناسبة المهمة وقال «سنتحدث إلى شركائنا العرب الذين أبدوا على أساس جيد مصلحتهم المفهومة حول هذه القضية» وأكد في الوقت نفسه أنه ليست هناك أية نية لفرض عقوبات جديدة على إيران. وأوضح قائلا «ليس من مصلحة الجميع زيادة تفاقم الوضع في المنطقة وأن الدول الست قد اتفقت في الأصل أن تبذل كل ما في وسعها لدعم عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية». واعتبر وزير خارجية بريطانيا ديفيد ماليباند برنامج إيران النووي خطرا على منطقة الشرق الأوسط وقال «لقد ازداد الإدراك بأن برنامج إيران النووي يشكل تهديدا لمنطقة الشرق الأوسط لأنه يبادر في سباق التسلح النووي في المنطقة». وانتقد طهران قائلا «إن إيران قد اختارت طريق المواجهة وهذا أمر يدعو إلى الأسف ومن مصلحة المنطقة ككل هو اساس وجود معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية وأن الحوار بين الدول الخمس زائد ألمانيا ودول الخليج مهم جدا في هذا الوقت».