الجيش الإسرائيلي يقتل ناشطا من الجهاد.. وباراك يقول إن الهدوء يقابله هدوء

إسرائيل تتحدث عن صراع بين حماس دمشق وحماس غزة حول التهدئة.. وعن دور إيراني بدلا من الدور المصري

TT

قتلت اسرائيل ناشطا من حركة الجهاد الاسلامي في جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، ثم ردت «الجهاد» بإطلاق صواريخ من غزة كرد انتقامي، فحذرت اسرائيل من اتخاذ اجراءات عسكرية محتملة هناك. وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك، «ان الهدوء يقابله هدوء، واننا لا نرتدع عن تنفيذ عملية في غزة». وحاصرت قوات اسرائيلية خاصة، جهاد نواهضة، 23 عاما، قرب مقر بلدية اليامون قضاء جنين، واطلقت النار عليه مباشرة وقتلته. واتهمت سرايا القدس الجيش الاسرائيلي بإعدام نواهضة، ورد الناطق بلسان الجيش بقوله «إن افراد القوة حاولوا اعتقال نواهضة، الا انه لم ينصع لأوامرهم بالتوقف، فاطلق الجنود النار عليه، ما أدى الى إصابته بجروح بالغة، توفي على اثرها اثناء نقله الى المستشفى».

ونعت سرايا القدس، نواهضة، وتوعدت في بيان لها بالرد على «جريمة» الاغتيال بكل الوسائل المتاحة، واطقلت 4 صواريخ من غزة تجاه اسرائيل. وقالت اسرائيل إن الصواريخ سقطت في تجمع «اشكول» من دون أن توقع إصابات. وردت اسرائيل فورا ردت باغلاق كل المعابر الحدودية مع غزة، وألغت قرارات سابقة لنقل امدادات اغاثة الى القطاع. وزادت حادثة الاغتيال من حدة التوتر مع اسرائيل، التي قال وزير دفاعها، باراك «ان الجيش الاسرائيلي لا يردعه شيء عن اتخاذ اجراء تجاه غزة، ولكننا لا نهرول نحو عملية عسكرية». ويسعى باراك لتمديد التهدئة، أو على الاقل ان تصبح «تهدئة امر واقع»، واكد باراك للصحافيين أثناء متابعة تدريب عسكري في هضبة الجولان المحتلة، ان «الهدوء يقابل بالهدوء، ولكن اذا تطلب الوضع فسنتحرك في الوقت والمكان وبالطريقة التي نراها مناسبة».

وتعتقد اسرائيل، ان حماس لن تتخذ موقفا حاسما تجاه التهدئة، وتريد الاستمرار بـ«نصف تهدئة». ونقلت صحيفة «معاريف» العبرية عن محافل أمنية إسرائيلية قولها، «إنه يوجد صراع قوى بين «حماس» في غزة و«حماس» دمشق وهم لم يتوصلوا بعد إلى قرار» بشأن التهدئة. مضيفة «لن نتفاجأ إذا لم تتخذ حماس قراراً قاطعاً في الأيام القريبة القادمة، وتعمل بطريقتها لتحقيق اتفاق تهدئة ينطبق أيضاً على المنظمات الاخرى، حتى تصل الى الحدث، الذي تقرر فيه التحطيم التام للاتفاق». وبحسب المصادر فإن إيران تمارس ضغوطاً على حماس لعدم تمديد اتفاق التهدئة مع إسرائيل، بينما يواصل الإيرانيون «نقل الأموال والوسائل القتالية إلى قطاع غزة». وتابعت المصادر الأمنية «يوجد بالتأكيد دور إيراني فيما يجري هذه الأيام في غزة، فالمصريون فقدوا تأثيرهم على حماس، ولهذا فإن الوساطة بين إسرائيل وقادة حماس في غزة، أصبحت عديمة النجاعة. وفي الفراغ الناشئ، دخل الإيرانيون». وكان رئيس الهيئة الامنية الاسرائيلية عاموس جلعاد، قد قال انه لا داعي لتجديد التهدئة لأنها مستمرة، وذلك بعد زيارة قام بها الى مصر قبل يومين، الا ان جلعاد الذي لم يعد برؤيا واضحة تماما، قال ان الجيش الاسرائيل سيواصل استعداده لاحتمال تصاعد الموقف. وقال مصدر أمني اسرائيلي مشارك في تدريبات الجولان، ان اسرائيل «لديها كل أنواع الخطط العسكرية من عمليات صغيرة الى السيطرة على غزة» وأنه اذا استمرت الهجمات الصاروخية من غزة، سيحدث شيء». ويدعو وزراء اسرائيليون الى تنفيذ عملية كبيرة في القطاع، ويدعو آخرون الى استهداف قيادة حماس، بخلاف ما يعتقد باراك، وقالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، امس، إن إسرائيل تواجه العديد من التحديات على الصعيدين الأمني والاقتصادي، مشيرة إلى أن الطريق لتحقيق الأمن هو مواجهة حكومة حماس في قطاع غزة، إذا ما اقتضت الضرورة ذلك. وفي الوقت الذي طالب فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس جميع الأطراف بالمحافظة على الهدنة، معتبرا «انها مصلحة جميع الأطراف، وأن خرقها سيضاعف عذاب وحصار شعبنا». رفض نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، تجديد التهدئة مع اسرائيل، وقال في لقاء اذاعي مع محطة تابعة للجهاد في غزة، «نحن ذاهبون في اتجاه إنهاء التهدئة، وعدم تجديدها، لأنه لا توجد مبررات حقيقية أو مقنعة لاستمرارها، ولا يوجد أي مؤشر ايجابي يشجع على تجديدها في ظل العدوان وارتكاب الجرائم وعمليات الاغتيال، التي كان آخرها اغتيال المجاهد جهاد نواهضة». واكد النخالة ان حركته ترفض مبدأ «تهدئة في مقابل تهدئة» قائلا «نرى أن التهدئة فقدت مبرراتها طالما هي غير مقترنة بتشغيل المعابر، واستمرار العدوان من قبل المحتل». وقال فوي برهوم الناطق باسم حماس، «ان الاحتلال الاسرائيلي نفض يده من التهدئة من البداية، وأصبح في صراع مع الزمن». معتبرا ان استهداف نواهضة، يأتي في اطار سياسة المؤامرة التي تحاك ضد المقاومة الفلسطينية، موضحا ان التنسيق الامني الخطير بين السلطة الفلسطينية والاحتلال يجب ان يطال كل من يحمل السلاح في وجه المقاومة.