حماس لن تمدد التهدئة وتتخذ احتياطات أمنية

إسرائيل والفصائل الفلسطينية تستعد لأي تصعيد محتمل

احد عناصر الوية الناصر صلاح الدين يزرع عبوة ناسفة في اطار الاستعدادات لاي هجوم اسرائيلي مع انتهاء التهدئة فجر اليوم (ا ب)
TT

قبل ساعات من الموعد الرسمي لانتهاء التهدئة، في قطاع غزة، أنهت كل من اسرائيل والفصائل الفلسطينية الاستعدادَ لتصعيد كبير في القطاع. واعلنت حركة حماس انها لن تمدد للتهدئة التي بدأت قبل 6 اشهر برعاية مصرية، كما اتخذت الفصائل الأخرى موقفا مماثلا.

في المقابل، قال وزير الدفاع الاسرائيلي أيهود باراك ان الهدوء سيستمر اذا سكتت المدافع. وفي حال انقضاء التهدئة، فان اسرائيل ستقوم بما يجب القيام به. ودافع باراك عن التهدئة، وقال بعد ان اكد انها لم تكن خطأ، انه يواصل انتهاج سياسة رئيس الوزراء الاسرائيلي الأول ديفيد بن غوريون، وهي «أن اسرائيل غير معنية بالحروب». وأكدت مصادر عسكرية اسرائيلية، ان الجيش الاسرائيلي يتهيأ الى ما بعد انتهاء اتفاق التهدئة، وانه مستعد لمواجهة احتمال اطالة مدى الصواريخ الفلسطينية. وحمّل عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن حماس، مشير المصري، إسرائيل مسؤولية انهيار التهدئة وتداعياتها. وقال «ليس هناك توجه لتمديدها، ونحن في حلٍّ منها ومستعدون للدفاع عن الشعب الفلسطيني، ولا نقبل بالاستمرار في تهدئة مجانية يستفيد منها العدو وحده». واضاف «أن الوسيط المصري لم يتحمل مسؤولياته كاملة في الضغط على العدو لإلزامه باستحقاقات التهدئة، ومن هنا فإننا لن نمددها والعدو الإسرائيلي وحده يتحمل مسؤوليات ذلك، وعليه أن يدرك أن المقاومة اليوم ليست كالأمس». اما القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، نافذ عزام، فقال إن الشروط التي كانت عليها التهدئة لا تناسب الشعب الفلسطيني. ومن غير المنطقي الاستمرار فيها أو تجديدها. واعتبر أبو مجاهد، الناطق الرسمي للجان المقاومة الشعبية أن «الاحتلال أنهى التهدئة قبل موعد انتهائها الرسمي، وان المحتل الصهيوني يتحمل النتائج المترتبة على ذلك العدوان». وكانت حماس حتى امس، قد عقدت اجتماعات مكثفة، لاتخاذ موقف نهائي من موضوع التهدئة. وقالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن تباينات ظهرت داخل الحركة بين مؤيدٍ ورافضٍ ومن يطالب بإبقاء الموقف ضبابياً. وقالت مصادر في المقاومة لـ«الشرق الاوسط» ان هناك ضغطا فصائليا كبيرا على حماس بعدم التمديد، وان قرارات نهائية وحاسمة اتخذت داخل الجهاد بعدم التمديد وأبلغت حماس بها. وبحسب المصادر، فان «الفصائل ستعمد الى الرد على خروقات الاحتلال بإطلاق قذائف صاروخية وستزيد من الصواريخ تجاه مستوطنات في محيط القطاع». وأضافت «ان الفصائل ستصعِّد لاحقاً بمحاولة تنفيذ عمليات في محيط غزة، واستهداف الجنود والمعسكرات الاسرائيلية، وذلك بحسب التصعيد الاسرائيلي المقابل». وعلمت «الشرق الاوسط» ان احتياطات امنية كبيرة اتخذت في القطاع لحماية قيادات الصف الاول والقيادة الميدانية من الاغتيال. الى ذلك، قالت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية، ان مسؤولين عرباً كباراً اعطوا الضوء الاخضر لإسرائيل للقيام بعمليات ضد قادة حماس اذا رفضت الحركة تمديد التهدئة. وعلى ذمة «معاريف»، فإنه وفي احدى الرسائل السرية من احدى الدول العربية جاءت العبارة التالية «اقطعوا رؤوسهم».

ونشرت «معاريف» أسماء قادة عسكريين وسياسيين بحماس كأهداف للاغتيال، منهم احمد الجعبري، ابراهيم غندور، محمد ضيف وهم من ابرز القادة العسكريين، واسماعيل هنية وسعيد صيام ومحمود الزهار، من القادة السياسيين، اضافة الى جمال الخضري، رئيس حملة رفع الحصار عن غزة عضو المجلس التشريعي كونه مقرباً من هنية.

واعتبرت حماس هذه التسريبات انها دعاية إسرائيلية مبرمجة وممنهجة لإحداث وقيعة بين حماس والدول العربية. وقال المتحدث باسمها فوزي برهوم: إن «الدول العربية باتت تؤكد على علاقتها الوطيدة مع حماس وشرعيتها، وبدأ بعضها بالفعل بإرسال سفن كما فعلت ليبيا ودول أخرى». وأكد برهوم «أن المحتل الصهيوني يريد بهذه الحملة الإعلامية أن يهيئ الأجواء لمرحلة مقبلة عنوانها تصفية حماس وتدميرها، ويريدون إسقاط كل تداعيات هذه الخطة وهذا الإجرام وهذا الإرهاب على الدول العربية». وأضاف برهوم: «هناك خطة إسرائيلية صرحت قبل ذلك بها وزيرة خارجية العدو (تسيبي ليفني) تهدف إلى إسقاط حكومة حماس وتدمير الحركة». وانتقد ضباط في غزة، سياسة الاجهزة الامنية في مسألة اطلاق الصواريخ. ونقل ضابط كبير القول، «ما يحصل اليوم في غزة غير مفهوم. نحن ملزمون بان نرد. منذ تعطلت التهدئة والجيش الاسرائيلي لا يرد في عمق الاراضي الفلسطينية بل ينفذ هجمات دفاعية ضد مطلقي الصواريخ. وصلنا الى وضع غير مسبوق نلاحظ فيه بالعين المجردة مكان اطلاق صواريخ من المنازل، ولا نفعل شيئاً رداً على ذلك.. قدرة الردع لدينا تآكلت ومن الصعب احيانا ان نشرح للجنود هذا الواقع المعقد».