اليسار واليمين في إسرائيل يهاجمان نتائج الانتخابات الداخلية في «كديما»

الفائز الأكبر فيها وزير النقل شاؤول موفاز

TT

بانتهاء الانتخابات الداخلية في حزب «كديما» الحاكم، هاجمه خصومه من اليمين واليسار على السواء، معتبرينه «حزبا باهتا بلا مضمون، عاجزا عن ادارة شؤون الدولة العبرية ومواجهة التحديات التي تجابهها».

وكانت نتائج الانتخابات التي أعلنت، فجر أمس، دلت على ان مصوتي حزب «كديما» اختاروا لائحة انتخابية متوازنة، توزعت ما بين قوى اليمين المتشددة (7 مرشحين) وقوى اليمين والوسط اللبرالي. ومع ان الفائز الأكبر فيها هو شاؤول موفاز، وزير النقل الذي يعتبر من غلاة اليمين في اسرائيل حيث أدخل جميع مؤيديه الى المراكز المضمونة، فقد امتدحتها رئيسة الحزب، وزيرة الخارجية تسيبي لفني، قائلة: «هذا منتخب ممتاز، سيحقق لحزبنا الانتصار ويضعه مرة أخرى في سدة الحكم ليدير الدولة ويعيدها الى الصواب». وضمت لائحة «كديما» عددا من الأسماء التي تجعله مميزا عن الأحزاب الأخرى. فقد خصص عدة مقاعد مضمونة للهوامش الاجتماعية، ففي أول 30 مقعدا انتخب 11 شخصية من اليهود الشرقيين و8 نساء وعربيا (نائب وزير الخارجية، مجلي وهبي، في المكان الحادي والعشرين) ويهوديين روسيين (المرتبة 10 والمرتبة 15) ويهوديا إثيوبيا (المرتبة 19) وثلاثة شخصيات قيادية سابقة في جهاز المخابرات العامة (الشاباك)، هم آفي ديختر، رئيس الشاباك الأسبق ووزير الأمن الداخلي حاليا، ونائبا رئيس الشاباك سابقا، يسرائيل حسون وجدعون عزرا، والناطق الأسبق باسم الجيش الاسرائيلي، نحمان شاي.

كما لفت النظر ان 44% فقط من أعضاء الحزب البالغ عددهم 80 ألفا، شاركوا في عملية التصويت، وهي تعتبر نسبة منخفضة جدا ولا تبشر بشيء إيجابي لسير المعركة الانتخابية لهذا الحزب، خصوصا أن نسبة المصوتين لدى خصمي هذا الحزب (الليكود والعمل) زادت عن 55%.

ومن المفارقات في هذه اللائحة ان رجل اليمين المتطرف، وزير الاسكان، زئيف بويم، الذي أجاز خلال السنوات الثلاث الأخيرة بناء حوالي 5500 وحدة سكنية جديدة في مستوطنات الضفة الغربية، انتخب في المرتبة السادسة، ووراءه مباشرة وزير الداخلية، مئير شطريت، المعروف بمواقفه السلمية وموافقته على قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس.

وحظيت بالمرتبة الثالثة، أي مباشرة بعد لفني وموفاز، رئيسة الكنيست، داليا ايتسيك، وهي يهودية من أصل عراقي معروفة بالاستقامة، ووراءها مباشرة تساحي هنغبي، رئيس لجنة الخارجية والأمن، الذي لم ينتخب وزيرا في حكومة ايهود أولمرت، بسبب فتح ملف فساد ضده في الشرطة.

وعلق الأمين العام السابق لحزب العمل، أوفير بنيس، على هذه الانتخابات بقوله: «كديما أصبح فرعا من حزب الليكود بهذه اللائحة، حيث ان 80% من المرشحين هم أعضاء سابقون في حزب الليكود ومن المحتمل أن يعودوا اليه في أول مناسبة». وقال الناطق بلسان الـ«ليكود»: «هذه القائمة هي القيادة الحالية لحزب «كديما» التي فشلت في حرب لبنان وفشلت في مواجهة آثار الأزمة الاقتصادية العالمية على اسرائيل». ولفت النظر تعقيب النائب جلعاد اردان من الليكود قائلا ان قائمة «كديما» خالية من الشباب وخالية من اليهود المتدينين. وأما في اليسار، فقال حايم أورون، رئيس حزب «ميرتس» إن حزب «كديما» كرّس نفسه كحزب بلا مضمون، تقوده ثلة من الناس الذين أضاعوا الطريق ولا يعرفون ما الذي يريدونه وما الذي يحتاجونه. تجدر الاشارة الى ان استطلاعات الرأي تعطي حزب «كديما» 25 ـ 28 نائبا، علما بأن لديه حاليا 29 نائبا. بينما تعطي الـ«ليكود» 31 ـ 35 نائبا. وتعمل الأحزاب الاسرائيلية حاليا على كسب تأييد 30% من الناخبين الذين لم يقرروا بعد لمن سيصوتون. وحسب قانون الانتخابات الاسرائيلي، يجب على الأحزاب أن تنهي عملية الانتخابات الداخلية وتقدم لوائحها بشكل رسمي في غضون عشرة أيام، علما بأن الانتخابات نفسها ستجري في 10 فبراير (شباط) المقبل.