بوش: المعارك التي خضتها بعد هجمات سبتمبر أعاقت المزيد من الأعمال الإرهابية

قال إن إدارته وجهت ضربة موجعة إلى «القاعدة».. والحرب على الإرهاب ستستمر

TT

تفاخر الرئيس الأميركي جورج بوش أمس بجعل «أميركا آمنة» من الإرهابيين منذ هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، مشيرا إلى أن إدارته حالت دون حدوث المزيد من إراقة الدماء داخل البلاد، عبر سياساتها الهجومية، وأوضح أن هذه النتيجة من شأنها أن تفوق أي تخمينات وظنون أخرى إزاء أساليبه المتبعة. وبينما يقترب بوش من الشهر الأخير له بالسلطة، أوضح أمام حشد من مؤيديه بكلية الحرب العسكرية في كارليلي بولاية بنسلفانيا، أنه اتخذ «طريقة شاملة ومدروسة» للحيلولة دون حدوث المزيد من العمليات الإرهابية، وأنها تمثلت في العمل العسكري المشترك في الخارج، إلى جانب المعايير والإجراءات الدفاعية القوية داخليا. ولدى حديثه قال بوش، «في الوقت الذي توجد فيه مساحة للنقاش الصريح والمفيد إزاء القرارات التي اتخذتها ـ وهناك بالفعل قدر كبير من النقاشات الدائرة ـ لا يمكن أن يكون هناك أدنى نقاش بشأن نتائج المحافظة على أميركا آمنة. فهنا داخل البلاد، استطعنا إعاقة الكثير من الهجمات الإرهابية.

ومخاطبا الحضور قال بوش، «انظروا إلى هجمات 11 سبتمبر عندما لقي أكثر من 3000 شخص مصرعهم، لم يكن من الممكن لأي شخص بالفعل أن يتوقع مرور أكثر من 7 سنوات، من دون حدوث هجمة إرهابية أخرى على أراضينا». واستطرد قائلاً، «إن الأمر ليس من قبيل الحظ، إنه تقدير لرجالنا ونسائنا الذي يعملون طيلة الليل والنهار للذود عن بلدنا. كما أنه نتاج للقرارات الصارمة التي شرعنا في أخذها فور أحداث 11 سبتمبر». وقال ان «الحرب ضد الارهاب سوف تستمر لفترة طويلة بعد رئاستي». واضاف «ان الحرب ضد الارهاب ستكون حرب جيل مثلما كان الكفاح ضد الشيوعية ابان الحرب الباردة». واكد بوش ان ادارته التي «تنتهي فترتها في الشهر المقبل سوف تترك وراءها المؤسسات والادوات التي تحتاج اليها بلادنا للانتصار في الحرب الطويلة التي تلوح في الافق».

ويعد هذا الخطاب هو الأخير ضمن سلسلة من الخطابات التي أدلى بها بوش، والتي قُصد منها التأكيد على الانجازات التي تمت في عهده الزاخر بالأحداث والاضطرابات. ويأتي خطابه هذا عقب الحوادث الإرهابية المأساوية التي جرت في العالم خلال الفترة الأخيرة، ومنها الهجمات الغوغائية التي حصدت أرواح قرابة 200 شخص في مومباي، واكتشاف متفجرات تم زرعها في متجر بباريس. وسرد الرئيس بوش سلسلة من المخططات الإرهابية التي زعم إحباط المسؤولين الأميركيين لها منذ عام 2001، ومنها الخطة الوهمية لتدمير برج «ليبراري» في لوس أنجليس.

وقالت موارا ويلان، مديرة الاستراتيجية بمجموعة التأييد الخاصة ناشونال سيكيوريتي نتوورك (أو شبكة الأمن القومي)، إن بوش يحاول إعادة كتابة التاريخ، وذلك عبر تجاهله مجموعة من الإخفاقات في العراق وأفغانستان والجدل المثار حول سياسات الاعتقال والاستجواب. وتابعت حديثها موضحة، إن «الرجال والنساء الذين عملوا على حماية البلاد من الإرهاب يستحقون جل التقدير والثقة. ولكن أن نزعم أننا آمنون من الإرهاب كما نحتاج بالفعل، وأن جورج بوش يستحق الشكر على ذلك، فإننا بهذا نحيد بعيدا». وفي معرض حديثه، أشار بوش إشارة وحيدة إلى بن لادن، زعيم القاعدة الهارب، الذي نجا من أسر القوات الأميركية له طيلة السنوات السبع المنصرمة، حيث تحدث بوش عن العراق قائلاً، «لقد وجهنا ضربة موجعة إلى القاعدة في أرض أسامة بن لادن، التي كانت تدعى في يوم من الأيام الميدان المركزي للمعركة في الحرب على الإرهاب». وركز بوش في حديثه على هزيمة طالبان، وعقد الانتخابات في أفغانستان، ولم يورد أي ذكر عن التدهور السريع للأوضاع الأمنية هناك. تجدر الإشارة إلى أن الرئيس بوش قام بزيارتين غير معلنتين لأفغانستان والعراق، خلال نهاية الأسبوع. وفي واشنطن، ألقى كينيث وينستين، مستشار بوش للأمن القومي، أيضا دائرة الضوء على جهود الإدارة الأميركية لمكافحة الإرهاب، أثناء جلوسه مع الصحافيين. واستشهد وينستين بالخطوات المهمة للقانون الوطني للولايات المتحدة، وإعادة تنظيم أجهزة الاستخبارات والأمن الداخلية، وإزالة العوائق القانونية للتعاون بين الاستخبارات وعملاء إنفاذ القانون.

* خدمة: «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»