وزير خارجية فرنسا يحث العرب على تطبيع تدريجي مع إسرائيل.. لجعل مبادرة السلام قابلة للتطبيق

طالب إسرائيل بوقف الاستيطان.. وموسى يرفض أنصاف الحلول

TT

دعا وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، الى «التفكير بتدابير ثقة» بين إسرائيل والعرب قائلا إن ذلك من شأنه جعل مبادرة السلام العربية «قابلة للتطبيق». وفيما اعتبر كوشنير أن هذه المبادرة «لا تتناقض مع مسار أنابوليس» للمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، دعا العرب الى مبادرات «تطبيعية» مع إسرائيل، مشيرا الى إمكانية فتح خطوط للطيران أو التعاون الاقتصادي أو الاستثمارات. وبالمقابل، طلب من إسرائيل وقف الاستيطان الذي «يضعف الثقة بـ«جدية» المفاوضات وبصدقية القيادة الفلسطينية». وكان كوشنير يتحدث في المنتدى الفرنسي ـ الأوروبي ـ العربي الذي نظمه معهد العالم العربي في باريس أمس بمشاركة أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى ومفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، بنيتا فيريرو فالدنر، وبحضور غالبية السفراء العرب المعتمدين في فرنسا والعديد من المهتمين بموضوع الشرق الأوسط من باحثين ودبلوماسيين وإعلاميين.

وجاءت دعوة كوشنير في الوقت الذي كان فيه الرئيس ساركوزي يستقبل بنيامين نتياهو، زعيم حزب الليكود، قبل أسابيع قليلة على موعد الانتخابات العامة الإسرائيلية التي تسعى باريس لمساعدة ستيبي لفني، زعيمة حزب «كاديما»، للفوز بها. وقالت مصادر فرنسية رسمية إن «الخط العام» لفرنسا في الوقت الحاضر هو تفادي كل ما من شأنه «مضايقة» لفني أو تمكين خصومها من مهاجمتها. وعزت هذه المصادر امتناع باريس عن طرح مشروع «استراتيجية السلام الأوروبية» في الشرق الأوسط أو المطالبة بتبنيها لرغبتها في عدم إثارة جدل إسرائيلي حولها.

وكال كوشنير المديح للمبادرة العربية بعد ستة سنوات من تبني القمة العربية المنعقدة في بيروت لها معتبرا أنها توفر «حلا شاملا» بما في ذلك للمواضيع الصعبة في المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية.

وتتخوف مصادر فلسطينية واسعة الإطلاع من «الحماس» الأوروبي المفاجئ لهذه المبادرة خشية أن يكون الغرض الحقيقي من ورائها «الالتفاف على مفاوضات أنابوليس وتهميش المسار الفلسطيني ـ الإسرائيلي». ويبدو أن كوشنير سعى في كلمته الى تبديد «الحذر» الفلسطيني، فأكد أكثر من مرة أن «دعم» المبادرة العربية التي وصفها بـ«التاريخية»: «لا يحل محل دعمنا لمسار أنابوليس، إذ أنها تكمله»، مكررا أنها تتيح التوصل الى «حل شامل» للنزاع العربي ـ الإسرائيلي. ولمح كوشنير الى قرار مجلس الأمن الدولي الأخير الذي زكى هذه المبادرة قبل أيام، كما أنه حث في الوقت عينه على استمرار المفاوضات في إطار أنابوليس. غير أن أهم ما ورد في كلمته المكتوبة هو إطلاق مبادرة «التطبيع التدريجي» بين إسرائيل والعرب لكسر ما تعتبره فرنسا «الحاجز النفسي» ومن أجل «إحياء المبادرة العربية».

غير أن الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، رد سلفا على دعوة كوشنير بإعلانه رفض «أنصاف الحلول»، منتقدا في الوقت عينه وبشدة قرار الاتحاد الأوروبي بالارتقاء بمستوى علاقاته مع إسرائيل، وذلك في اجتماع وزراء خارجيته الأخير في بروكسل. وقال موسى «ليس المطلوب عملية سلام جديدة تلهي العرب وتعطي الانطباع بوجود مسار سلام، بل يجب الذهاب الى السلام مباشرة»، مضيفا أن «لعبة تضييع الوقت لم تعد مقبولة». وانتقد موسى «دبلوماسية المماطلة والتأجيل»، داعيا الى وضع إطار زمني للتفاوض وإلى تحديد «طرف ثالث» تكون مهمته متابعة المفاوضات. كما شجع الاتحاد الأوروبي على إعادة النظر في مشروع الاتحاد من أجل المتوسط، فدعا الى إدخال كل الدول العربية إليه على أن يبدأ ذلك بإعطائها وضع مراقب في مرحلة أولى.