الإخوان في مصر: حماس لا تتبعنا تنظيميا.. والعداء لإسرائيل يجمعنا بإيران وحزب الله

النيابة تتهم قياديا في الجماعة بتشكيل «بؤرة جهادية» تعمل لصالح الحركة الفلسطينية

TT

في وقت اتهمت فيه السلطات المصرية وصحف شبه رسمية، جماعة الإخوان المسلمين في مصر، بتشكيل «بؤرة جهادية» تعمل لصالح حماس، وتتَبَنّي التوجه الإيراني في ما يتعلق بقضية الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، أعقبتها حملة اعتقال موسعة لعشرات الكوادر الإخوانية، قالت الجماعة، أمس إن «حركة حماس تعتنق فكر الإخوان، لكنها لا ترتبط بالجماعة في مصر تنظيميا». ورفضت الاتهام بأنها «أصبحت تردد ما يقوله السياسيون الإيرانيون، فيما يتعلق بطريقة حل مشكلة حصار إسرائيل للفلسطينيين». وتشتبه السلطات بمصر في أن ثلاثة مصريين «شكلوا بؤرة جهادية» مرتبطة بحماس التي تهيمن على قطاع غزة، هم القيادي الإخواني جمال عبد السلام مدير لجنة الإغاثة والطوارئ باتحاد الأطباء العرب المرشح السابق للبرلمان، إضافة لمدون انترنتي وطالب جامعي. وفي حين قررت السلطات أول من أمس حبس الثلاثة 15 يوما على ذمة التحقيق، طالت قرارات بتجديد الحبس والاحتجاز، استمرت منذ الليلة قبل الماضية حتى نهار أمس، نحو 56 من كوادر الجماعة في محافظات كفر الشيخ والإسماعيلية والإسكندرية والشرقية، ووجهت إليهم تهم الانضمام لجماعة دينية تعمل بالسياسة خلافا لمواد الدستور. لكن مصادر إخوانية قالت لـ«الشرق الأوسط» إن سبب «حملة الاعتقالات والاحتجاز» هو محاولة من السلطات لمنع الإخوان من تنظيم وقفات احتجاجية للتضامن مع الفلسطينيين المحاصرين في غزة، مقرراً لها عقب صلاة ظهر اليوم في محافظات مصرية شمالية في إطار سلسلة متواصلة لاحتجاجات تنظمها الجماعة ضد الحصار الإسرائيلي، وكذلك محاولتها توصيل قوافل إغاثة للقطاع. وبينما أعلن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أمين عام اتحاد الأطباء العرب، أن اتهام الإخواني عبد السلام بتشكيل «بؤرة جهادية» تعمل لصالح حماس أمر مثير للسخرية، وأن «الإخوان ليس لهم نشاط مسلح، لا داخل مصر ولا خارجها»، قال المحامي الإخواني عبد المنعم عبد المقصود لـ«الشرق الأوسط» إن النيابة ضمَّت للتحقيقات مع عبد السلام في قضية بؤرة حماس، كلا من المدوّن المتعاطف مع حماس محمد عادل، والزعيم الطلابي في جامعة حلوان عبد العزيز مجاهد، وأن الأخيرين معتقلان حاليا في سجن طُرة، مشيرا إلى نفي عبد السلام الاتهامات المنسوبة إليه، وكذلك نفيه أية صلة له بالمتهمين الآخرين معه في القضية عادل ومجاهد، واصفا ما تردد عن علاقة وتنسيق للإخوان مع حماس وإيران، بأنه «كلام لا يستحق الرد عليه». وانتقد الدكتور حمدي حسن أمين الكتلة النيابية لجماعة الإخوان، محاولات ظهرت في قرارات اتهام رسمية وفي صحف شبه رسمية أخيرا للربط بين الإخوان المصرية وحماس وإيران، قائلاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أمس «حماس تعتنق فكر الإخوان، لكن لا يوجد ربط تنظيمي مع الإخوان في مصر»، وأضاف «الحملات الإعلامية المتبادلة بين مصر وإيران، يجب ألا تأخذ في طريقها كل المعارضين في مصر.. نحن نؤيد كل من يقف ضد العدو الصهيوني أيا كان جهة أو دولة، سواء حماس أو حزب الله أو إيران، وهذا لا يعني أن لنا تنظيما أو تنسيقا معهم أو مع إيران». من جانبها كشفت مصادر قضائية أمس، عن تجديد النيابة المصرية حبس 36 من كوادر الجماعة التي تتعامل معها الحكومة باعتبارها جماعة محظورة، من بينهم 18 بمحافظة الإسماعيلية (شمال شرق) ومحافظة الإسكندرية (شمال غرب)، إضافة لإلقاء سلطات الأمن القبض على 20 من إخوان محافظتي الشرقية وكفر الشيخ (شمال)، بعد تنظيمهم في الأسبوعين الماضيين، وقفات احتجاجية ضد حصار غزة.