إسرائيل تتدرب على محاولة تفجير 600 نفق في قطاع غزة

الفصائل الفلسطينية ترفع حالة التأهب.. وحماس تعتبر ملف التهدئة قد «أغلق»

TT

بعد يوم على مرور التهدئة، وفي الوقت الذي واصل فيه الجيش الإسرائيلي غارته على قطاع غزة، كشف التلفزيون الإسرائيلي باللغة العبرية الليلة قبل الماضية النقاب عن انهاء الجيش تدريبات كبيرة لمواجهة المئات من الأنفاق التي تفترض المخابرات الإسرائيلية أن المقاومين الفلسطينيين قاموا بحفرها كجزء من استعداداتهم لمواجهة غزو شامل مرتقب للقطاع. وأضاف التلفزيون أن التدريبات التي قامت بها وحدة الهندسة القتالية في الجيش والمعروف بـ«يهلوم» أي «الماسة»، استمرت لمدة 16 شهراً. وذكر التلفزيون أن الجيش الإسرائيلي يفترض أن هناك 600 نفق، الكثير منها مفخخة قام المقاومون الفلسطينيون بحفرها داخل قطاع غزة بهدف المس بجنود الاحتلال عندما يقومون باقتحام القطاع، معتبراً أن حفر هذه الإنفاق يمثل احد أهم استنتاجات المقاومة الفلسطينية من حرب لبنان الثانية. وحسب التقرير فإن جنود وحدة «يهلوم» تدربوا بشكل خاص على تفجير الأنفاق والتعامل معها، منوهين أن الافتراض السائد في الجيش هو المواجهة المقبلة بين إسرائيل وحركات المقاومة في قطاع غزة وتحديداً حركة حماس ستعتمد على الانفاق بشكل أساسي، مشيراً الى أن الانفاق ستستخدم في ضرب القوات الاسرائيلية المتوغلة في القطاع عبر تفخيخها وتفجيرها، فضلاً عن استخدامها في اختطاف الجنود وتسهيل التحرك خلال المواجهات، الى جانب وجود انفاق تسهل على المقاومين الانسحاب والاختباء بعد اداء مهامهم لتقليص فرص المس بهم من قبل الجيش الإسرائيلي. أحد جنود وحدة «يهلوم» الذين اجريت معهم مقابلات التقرير ويدعى متان، قال إن الحديث يدور عن حرب عقول وأن اسرائيل مطالبة بإظهار قدرات إبداعية من أجل كسب المواجهة القادمة.

من ناحية ثانية قامت إسرائيل بقصف قطاع غزة في أول يوم على انتهاء العمل باتفاق التهدئة بينها وبين حركات المقاومة. فقد قتل مقاوم فلسطيني واصيب آخر بجراح فجر أمس عندما اطلقت المدفعية الإسرائيلية نيرانها على مجموعة من المقاومين كانت تتحرك بالقرب من «عزبة فدعوس»، شمال بلدة «بيت لاهيا» أقصى شمال قطاع غزة. وذكر شهود عيان أن المدفعية الإسرائيلية اطلقت نيرانها على مجموعة من المقاومين تابعة لـ«كتائب شهداء الأقصى»، الجناح العسكري لحركة فتح، الأمر الذي أدى الى مقتل احد أفرادها ويدعى علي عليان حجازي. وذكرت مصادر فلسطينية أنه كان من المفترض أن يعقد قران حجازي في نهاية الأسبوع الجاري. وتوعد أبوثائر الناطق بلسان «كتائب الأقصى» برد «مزلزل» على القصف الإسرائيلي.

من جهة أخرى، رفعت الفصائل الفلسطينية حالة التأهب في جميع ارجاء قطاع غزة، حيث شوهد عناصر المقاومة يكثفون انتشارهم عند التخوم الشرقية للتجمعات السكانية الفلسطينية في قطاع غزة والتي تقع بالقرب من الخط الفاصل بين اسرائيل وقطاع غزة. وعرضت قنوات تلفزيونية محلية تقارير مصورة لعمليات تدريب يقوم بها رجال المقاومة على الأراضي التي كانت تقوم عليها المستوطنات اليهودية في قطاع غزة قبل اخلائها في عام 2005. من ناحيتها نفى فوزي برهوم الناطق بلسان حركة حماس أن تكون حركته تسعى للوصول الى اتفاق تهدئة اخر، منوهاً الى أن «ملف التهدئة أغلق تماما ولن يعاد فتحه وأن الحديث عن تهدئة جديدة مع العدو الاسرائيلي لا أساس له من الصحة»، على حد تعبيره. وفي تصريح صحافي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه قال برهوم إن حركته تدعو جميع الفصائل للرد «على هجمات المحتل بكل حزم وقوة وأن تستكمل مشروع التحرر الوطني الذي تسعى من أجل تحقيقه». واضاف «لا يمكننا أن نقبل أن يبقى شعبنا في دماء وحصار ومعاناة وينعم الاحتلال بالأمن»، مضيفاً «الأصل أن يدفع المغتصبون الصهاينة ثمن حماقات حكوماتهم التي تستخدم كل وسائل الإرهاب والإجرام ضد شعبنا الفلسطيني». ورداً على التحذيرات التي اطلقتها وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس بعد اعلان انتهاء العمل بالتهدئة، قال برهوم إن هذه التصريحات «توفر الغطاء وتهيئ الأجواء لمزيد من الإرهاب والقمع المتوقع أن يمارسه الاحتلال ضد شعبنا». وحول الدعوة التي وجهتها روسيا لحركته للإلتزام بالتهدئة، اعتبر برهوم أن «أي تحرك دولي من أية جهة يجب أن يتجه نحو الاحتلال ويجب ألا يساوي بين الجلاد وهو الاحتلال والضحية وهو شعبنا الفلسطيني الذي يدافع عن نفسه أمام عدوان غاشم».