بلير: سياسة الحصار على غزة فاشلة ويجب إضعاف حماس بطرق أخرى

قال إنه لم يستبعد استخدام الخيار العسكري

TT

قال توني بلير، معبوث اللجنة الرباعية ورئيس الوزراء البريطاني السابق، إنه ثبت فشل الإستراتيجية المتبعة ضد حماس والقائمة على فرض الحصار، مشيراً إلى أن لديه «مخططات وأفكارا» لمعالجة الأوضاع في غزة. وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة «هآرتس» في عددها الصادر أمس، لم يستبعد بلير استخدام الخيار العسكري من أجل اسقاط حكم حماس، حيث رفض اعتبار شن حملة عسكرية على قطاع غزة «كارثة»، معتبراً أن حل مشكلة قطاع غزة يتوقف على إضعاف حماس بشكل جذري.

وشدد على أنه لا يوجد أساس للحوار مع حماس، فضلاً عنه أنه يستحيل التوصل لتفاهم معها بشكل مطلق. وأردف قائلاً «لا يوجد أي أساس للاتفاق بين حماس والمجتمع الدولي، كيف يكون بالإمكان التوصل لاتفاق معهم في الوقت الذي ينكرون فيه حق إسرائيل في الوجود؟»، على حد تعبيره. وعندما سئل إن كان قلقا من إمكانية أن تشن إسرائيل عملية عسكرية في قطاع غزة، قال بلير «كل الاحتمالات التي تقف امام إسرائيل صعبة، لكن الوضع القائم حالياً اكثر صعوبة، حيث أن حماس تعزز سيطرتها على قطاع غزة»، رافضاً التحدث بشكل صريح عن الخطط التي يراها لتقليص سيطرة حماس على القطاع مكتفياً بالقول «أرفض الحديث حول كل ما له علاقة لحلول الوضع القائم، لأنني اعتقد أن الوقت الحالي ليس ملائماً للحديث عن ذلك بشكل علني». وأبدى بلير خلال المقابلة تحفظه على التمديد للتهدئة بين إسرائيل وحركة حماس. وعن البدائل التي يقترحها، قال بلير «لديَّ الكثير من الخطط والأفكار، لكن هذا النوع من الأسئلة لا يمكن الإجابة عنه في الوقت الحالي، لكن الشيء الواضح أنه لا يمكن مواصلة الوضع القائم حالياً في القطاع، لأنه في كل الأحوال، فأن أي دولة فلسطينية تقام في المستقبل يجب أن تضم الضفة الغربية وقطاع غزة، وأنه يتوجب أن نعرض على سكان غزة طريقا واضحة لإخراجهم من الواقع الذي يعيشونه». واكد بلير أن الإدارة الأميركية الجديدة تؤمن بضرورة تغيير الاستراتيجية المتبعة ضد حماس، ملمحاً الى أن هذه الإدارة باتت تؤمن مثله بأنه يتوجب التوقف عن ممارسة استراتيجية الحصار على اعتبار انه يعزز حكم حماس، والعمل بدلاً من ذلك على انهاء حكمها في غزة بطرق اخرى. واشار الى أنه بحث مستقبل الأوضاع في قطاع غزة مع كل من وزيرة الخارجية في ادارة أوباما هيلاري كلينتون ومستشار الامن القومي الأميركي في الإدارة الجديدة الجنرال جيمس جونس، مشيراً الى انهما أبلغاه بضرورة تغيير الإستراتيجية المتبعة في مواجهة القطاع. وشدد بلير على أن سياسة الحصار المتبعة في صورتها الحالية لا تمس بحكم حماس، بل بالمواطنين الفلسطينيين، مشدداً على وجوب تغيير الإستراتيجية المتبعة في التعامل مع القطاع. وحافظ بلير عن قصد خلال المقابلة على جعل الأمور ضبابية بطبيعة المخططات التي تعد لتغيير الواقع في غزة. واعرب بلير عن تعاطفه مع اسرائيل التي تتعرض حسب وصفه لعمليات اطلاق صواريخ بهدف قتل المدنيين الإسرائيليين. وأَضاف «أن هناك من يقول إنه بالإمكان احراز التقدم في الضفة الغربية وترك غزة جانباً، إلا أن غزة لا يمكنها الانتظار، لذا علينا مواجهة الأوضاع هناك».

وحول فرص نجاح اليمين بزعامة بنيامين نتنياهو في الانتخابات المقبلة، قال بلير وبخلاف لمعظم المسؤولين الأوروبيين إنه لا يخشى أن يؤثر فوز الليكود ونتنياهو في فرص التوصل لتسوية سياسية، زاعماً أنه يؤمن بإمكانية تواصل العملية التفاوضية بعد الانتخابات الإسرائيلية.