أجهزة الأمن تفرق اعتصاما نظمه ذوو صحافي مؤتمر بوش

المنظمة العربية لحقوق الإنسان في لندن لـ«الشرق الاوسط»: شكوى قضائية ضد 8 أشخاص ضربوا الزيدي

إحدى قريبات الصحافي العراقي منتظر الزيدي تتدفأ بمدفأة نفطية أثناء اعتصام أمام المنطقة الخضراء للمطالبة بإطلاق سراحه أمس («الشرق الاوسط»)
TT

طالبت القوات الأمنية العراقية عائلة وأقارب الصحافي العراقي منتظر الزيدي، الذي ألقى بحذائه على بوش في مؤتمر صحافي، بإنهاء الاعتصام أمام المنطقة الخضراء ببغداد، مقر الحكومة العراقية والسفارة الاميركية، لوجوب استحصال الموافقة من قبل السلطات العراقية للقيام بالاعتصام.

وقال بيان لقيادة عمليات بغداد حصلت «الشرق الاوسط» على نسخة منه، ان المنطقة التي يعتصمون بها امام المنطقة الخضراء الشديدة التحصين «هي منطقة ذات اهتمام أمني ويجب عليهم استحصال الموافقات الرسمية من قبل الجهات ذات العلاقة في وزارة الداخلية استنادا إلى ما ورد في المادة (36) من الدستور العراقي».

واشار البيان الى انه «يحق التظاهر والاعتصام السلمي وبما لا يخل بالنظام العام والآداب أو التحريض ضد العملية السياسية، وهو سياق قانوني تتبعه جميع الجهات التي ترغب بتنظيم التظاهرات السلمية».

وكان اعتصام قد نظمته عائلة الزيدي قد بدأ أول من أمس للمطالبة بالإفراج عن الزيدي والحفاظ على حياته.

وأكدت، أم هناء، احدى شقيقات الزيدي، ان أفرادا من القوات الأمنية جاءوا اليهم مساء أول من أمس «ومزقوا» الخيام التي كانت تحميهم من البرد في الحديقة التي يعتصمون بها.

كما افادت وكالة الصحافة الفرنسية بأن قوات الامن العراقية فرقت اعتصاما نظمه العاملون في قناة «البغدادية»، التي يعمل بها الزيدي، المنطقة الخضراء.

ومن جانبها، نفت القوات الامنية «تمزيق الخيام». وقال عنصر أمني لـ«الشرق الاوسط» إن «الأمر كان فقط مطالبتنا لهم باستحصال الموافقات المطلوبة للاعتصام». وشارك نحو ثلاثين شخصا في الاعتصام الذي جمع العائلة وممثل عن اتحاد الشعراء العراقيين وأحد شيوخ العشائر عن منظمة العشائر العراقية. ونظم خلال الاعتصام مهرجان للشعر الشعبي قامت به مجموعة من الشعراء الشعبيين العراقيين فيما انضمت عائلات اخرى من الاعظمية والكاظمية الى الاعتصام. الى ذلك، كشف عدي الزيدي، احد اشقاء الصحافي، ان منتظر اتصل بعائلته من داخل المنطقة الخضراء وأبلغهم بأنه بصحة جيدة ولم يتعرض لأي نوع من التعذيب أثناء التحقيقات وان ذراعه غير مكسورة، لكن هناك بعض الكدمات في وجهه نتيجة لتعرضه للضرب من قبل الحمايات بعد إلقائه بفردتي حذائه نحو بوش.

وأكد عدي الزيدي لـ«الشرق الاوسط» أن منتظر ما زال في المنطقة الخضراء وانه اكد في حديثه الهاتفي انه «لن يعتذر للرئيس بوش وإذا قدر له رؤية بوش مرة اخرى فسيقذفه بالحذاء مرة اخرى». وطالب الزيدي، بحسب شقيقه الآخر ضرغام، بأن «لا تسيس قضيته، فهو لا ينتمي لأي تيار أو حزب»، وأضاف ضرغام لـ«الشرق الاوسط» أن منتظر عبر عن اعتذاره عن قبول أي مساعدة من أي جهة سياسية، معتبرا ذلك «إحدى طرق تسييس قضيته التي هي قضية كل العراق».

الى ذلك، قال المحامي أمجد السلفيتي، رئيس المنظمة العربية لحقوق الانسان في بريطانيا، ان المنظمة رفعت دعوى الى نائب المدعي العام البريطاني، ولجنة حقوق الانسان في البرلمان البريطاني، للتحقيق في قضية تعرض الزيدي للضرب.

وأضاف المحامي البريطاني، من أصل فلسطيني، لـ«الشرق الاوسط» في لندن، أمس، ان «من المهام الرسمية لنائب المدعي العام البريطاني هي استقبال الدعاوى والشكاوى التي تتعلق بقضايا تهم حقوق الانسان والتعذيب حتى لو كانت حدثت خارج بريطانيا»، مشيرا الى ان «الهدف من هذه الدعوى هو التحقيق مع الأشخاص الذين ضربوا الزيدي أمام الكاميرات وطلب القبض عليهم فيما اذا حاولوا دخول أي بلد من بلدان الاتحاد الاوروبي».

وقال السلفيتي ان «ما رأيناه على شاشات التلفزيون وأمام الرأي العام العالمي هو صورة من صور التعذيب الجسدي، إذ اجتمع ما يقرب من عشرة اشخاص وراحوا يضربون الصحافي العراقي بصورة بشعة ومبرحة. والغريب ان يحدث هذا امام الرئيس الاميركي، وهو رئيس اكبر دولة في العالم تنادي بالديمقراطية والحفاظ على الحريات واحترام حقوق الانسان»، منوها بأن «الرئيس بوش وحتى رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي لم يأمرا رجال الأمن وأفراد حمايتهما بعدم ضرب الزيدي او عدم الاعتداء عليه او إنقاذه ممن ضربوه، وهذه بادرة لا تتناسب مع رئيسين يناديان باحترام الحريات وحقوق الانسان».

وأشار رئيس المنظمة العربية لحقوق الانسان في بريطانيا الى ان «المنظمة تحتفظ بأسماء ثمانية من الاشخاص العراقيين ممن يعملون في مكتب المالكي والذين شوهدوا وهم يضربون الزيدي، كما ان هناك شهود عيان عليهم، وهناك اشخاص من فريق حماية الرئيس الأميركي».