المالكي: إرهابي حرض الزيدي على فعلته.. ولم أنم ليلة اعتقاله إلا بعد الاطمئنان عليه

قال إنه سيلتزم بما يقرره القضاء بشأن الصحافي الذي رمى بوش بحذائه

أقارب الصحافي العراقي منتظر الزيدي يفترشون الأرض أثناء اعتصام أمام المنطقة الخضراء للمطالبة بإطلاق سراحه أمس (أ.ب)
TT

اكد نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي ان هناك مَنْ حرض منتظر الزيدي على رمي الرئيس الاميركي جورج بوش بحذائه في مؤتمر صحافي خلال زيارته، الاسبوع الماضي، الى بغداد، وان هذا «المحرِّض» هو مَنْ «الذباحين»، فيما نقل محامي الزيدي انه عذب كي يعترف بأنه حرض على فعلته. واشار المالكي في معرض حديثه مع نخبة من الصحافيين العراقيين الى ان رسالة خطية وصلته من الزيدي يطلب فيها الرعاية الأبوية، ويعترف بالخطأ الذي ارتكبه. وأكد ان الزيدي في صحة جيدة، وقد اطمئن على وضعه منذ اليوم الاول لاعتقاله. وقال «لم انم ليلتها الا بعد ان تأكدت ان الزيدي بصحة جيدة، وتم توفير الطعام والملابس والفراش ليلتها».

وقال المالكي الذي استقبل الصحافيين امس ليوضحوا له وجهة نظرهم حول حادثة مؤتمر بوش «لو نسحب الجانب الشخصي، فهناك الحق العام، فللحادثة ربما ابعاد ومعطيات خارجية وداخلية من الذين يتربصون بالعراق وعلى القانون ان ياخذ مجراه»، معرباً عن عدم اعتراضه «حتى لو قال القضاء افرجوا فورا عن الزيدي». ورأى المالكي ان الزيدي «حاول ان يدخل التاريخ لكن التاريخ سيخلده بفعل شنيع»، مشيرا الى ان أي مهنة او مجتمع يمكن ان يكون فيه السيئ والجيد، وهكذا مهنة الاعلام مثل بقية المهن، مؤكدا ان «حرية الصحافة في العراق تعتبر من الامور المسلم بها الآن، وبامكان أي صحافي ان يوجه اسئلته لأي شخص في الدولة دون حرج، وان يكتب وان يقول رأيه دون ان يعتقل بناء على التصريح بهذا الرأي، ولكن الرأي في الكلمة والقلم لا يعني ابدا ان نخطئ بحق الاخرين لأن اخلاقياتنا لا تسمح بذلك لاننا عرب ومسلمون، وواحدة من اخلاقياتنا إكرام الضيف. وكان الاجدر عندما نختلف مع شخصٍ ان نوجه له اسئلة محرجة تعبر عن معارضتنا السياسية له ولعمله». وقال المالكي «ان الاعلامي لا يتحول الى مادة للبيع والشراء، وهذه واحدة من اخلاقيات المهنة، وان من يصطف الى جانب هذا الفعل الشنيع (فعل الزيدي) هم من يعادي العراق والعملية السياسية». على الصعيد نفسه، اكد عدي الزيدي، أحد اشقاء الصحافي لـ«الشرق الاوسط» انه التقى امس شقيقه، وانه الآن بصحة جيدة لكنه «كان قد تعرض للضرب المبرح والتعذيب فور اعتقاله بعد الحادثة. وكان من اوجه التعذيب الصعق الكهربائي». من جهته، اكد ضياء السعدي رئيس هيئة الدفاع عن الزيدي ان لقاءه بموكله كشف الكثير من الامور «منها اجباره على الاعتراف بذنبه أمام شاشة تصوير بعد تلقيه عدة ضربات وصعقات كهربائية». واكد السعدي لـ«الشرق الاوسط» ان الزيدي ابلغه «انه لم يعترف بأنه تلقى الدعم والتحريض من أحد الاشخاص، إلا بعد ان تم تعذيبه».