وزير الدفاع اللبناني يؤكد وجود قرار أميركي بدعم الجيش

«المناظرات» تميل إلى الهدوء في عطلة أعياد نهاية السنة

TT

عشية دخول لبنان عطلة أعياد نهاية السنة، بدءاً من عيد الميلاد غداً، اقتصرت المناظرات السياسية والإعلامية على بعض «مناكفات»، تحت تأثير أجواء التهدئة التي أوصت بها طاولة الحوار الوطني في جلستها الأخيرة.ودعا المرجع الشيعي اللبناني السيد محمد حسين فضل الله، لدى استقباله امس عضو كتلة «المستقبل» النيابية غازي يوسف الافرقاء الى «وضع عملي لكيفية الحفاظ على دور لبنان في المنطقة». ورأى «أن لبنان لم يعد يحتل الموقع المتقدم في الاستراتيجية الأميركية»، مؤكدا أن على اللبنانيين أن يتواضعوا في الأحلام التي يصار إلى بنائها حيال النظرة الأميركية الحالية، أو نظرة الإدارة القادمة حيال لبنان، لأن عمق هذه النظرة ينطلق من دور لبنان في بعض الملفات التي تتصل بالمنطقة، وبالأخص ما يرتبط منها بالأمن الإسرائيلي، وهو الأمر الذي قد تركز المحاور الدولية، وخصوصا الأميركية منها، على مقاربته من خلال بناء علاقات مع الدول المؤثرة في المسألة اللبنانية، وإطلاق الحوار بما قد يفضي إلى حلول لا تعير المسألة اللبنانية الكثير من الأهمية». ودعا إلى «تعاون اللبنانيين، وخصوصا الأفرقاء الأساسيين، في إطار وضع تصور عملي لكيفية إدارة الأمور في المرحلة القادمة، بما يحفظ البلد ومسيرة السلم الأهلي فيه ويؤكد دوره الرئيسي في المنطقة، ويحفظ توازنه الداخلي».

أيضاً، وفي موضوع تسليح الجيش وهبة طائرة «الميغ» الروسية، رأى وزير الدفاع الياس المر في حديث تلفزيوني ان «المساعدة الروسية للجيش رسالة واضحة مفادها ان هناك قراراً بدعم الدولة والمؤسسات. ولو لم يكن هناك ثقة برئيس الدولة لما كان أحد ليقدم المساعدات». وأكد أن هناك «قراراً أميركياً بدعم الجيش الى أقصى الحدود ضمن الامكانات التي تسمح بها التركيبة السياسية الداخلية في الولايات المتحدة». وأشاد بدور النائب سعد الحريري الذي زار موسكو «وأدى دوراً أساسياً في تأمين المناخ الروسي للمساعدة العسكرية للجيش».

من ناحية أخرى، رحبت لجنة المتابعة في «اللقاء الوطني المسيحي، في بيان لها»، «بالاهتمام العالمي بتسليح الجيش اللبناني ليتسنى له أن يكون السيد والمدافع عن كل ترابه، وسمائه وشعبه»، متمنية «أن يتعالى جميع السياسيين عن كل خلاف حين يصبح الموضوع قوة جيشنا وصموده وتعزيزه». وصرح عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب انطوان زهرا ان رئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات» سمير جعجع «قدم استراتيجيته الدفاعية بعد دراسة تعتمد على الاوضاع في لبنان مع الأخذ بعين الاعتبار الوجود الفلسطيني، معتمدا على الأسلوب السويسري». ورد على المنتقدين: «متى كان انتصار فعلي للبنان على اسرائيل الا بالمواجهات غير المباشرة؟». واشار الى «ان الاعتماد على اسلوب حزب الله وهو القتال النوعي باستطاعته جعل لبنان قادرا على مجابهة اسرائيل»، متحدثا عن «مجموعات نوعية ضمن الجيش ناجحة جدا يجب توسيعها»، وداعيا الى العمل على «تطويرها وتقويتها، مع اتاحة المجال لمن يريد الإسهام في الدفاع بالانضمام إلى الحرس الوطني مباشرة وهكذا نتخلص من اي سلاح خارج اطار الشرعية الدستورية». وفي جواب على سؤال عن تعليقات النائب العماد ميشال عون، قال زهرا: «يتعمد العماد عون تخطئة كل الاخرين واعتبار انه الوحيد الذي على صواب. اما في تسلسل المواقف فإن عون قد ذهب الى المدى الأبعد في الالتزام بالمحور السوري ـ الايراني والتزام النظرة السورية الى لبنان. فبعد الدعوة الى تعميم المقاومة، عاد امس الى نظرية وحدة «المسار والمصير» بالدعوة الى مفاوضات مع اسرائيل بحضور سورية».

في المقابل، دعا عضو «تكتل التغيير والاصلاح» النائب شامل موزايا المواطنين الى ان «يختاروا في الانتخابات المقبلة بين الحق والباطل». واكد «ان التيار الوطني الحر لن يكتفي بالانتصار على من دفع بالوطن الى الهاوية، ومن افقر الشعب وسرق امواله، ومن عمل على تقاتل اللبنانيين في ما بينهم، بل يريد محاسبتهم ومحاكمتهم لاستعادة الاموال التي نهبت». ورأى النائب علي عسيران خلال جولة له في مناطق جنوبية «أن المنطقة مقبلة على متغيرات كثيرة، وها قد بدأ يظهر جزء منها بأسعار البترول والأزمة الاقتصادية العالمية وجزء في سياسة أميركا». وقال: «على اللبنانيين أن يجدوا الصيغة المناسبة التي تحفظهم وتحفظ لبنان، وهذا يتطلب التفاهم العميق في جلسات الحوار للتوصل الى ترسيخ العيش المشترك في الواقع اللبناني وفي أذهان المجتمع اللبناني. لقد أنجز اللبنانيون الكثير الكثير، وعليهم الآن ان يلتئموا لرفع شأن بلدهم لأن التفرقة لا تبني بلدا، علينا أن نجتمع لنعلم العالم المروءة التي هي حق شيم اللبنانيين».