أبو مازن يدين وفاة أسير بسجن إسرائيلي ويطالب بلجنة تحقيق دولية

الأسرى أعلنوا الحداد ونفذوا إضراباً عن الطعام

TT

توفي في مستشفى سجن الرملة، امس، اسير فلسطيني محكوم بالسجن المؤبد، منذ عام 1993، اثر تدهور حالته الصحية جراء أمراض عانى منها خلال رحلة طويلة من السجن والتحقيق القاسي. وأدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن)، «الممارسات الإسرائيلية القمعية التي أدت إلى استشهاد الأسير جمعة إسماعيل موسى في مستشفى سجن الرملة». وقال نبيل أبو ردينة، الناطق باسم الرئاسة، إن عباس «يطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في ظروف استشهاد الأسير موسى». وأكد أبو ردينة أن المعاملة الإسرائيلية السيئة للأسرى التي تؤدي إلى موتهم بشكل بطيء، تشكل خرقاً للقانون الدولي الإنساني، وللقوانين والأعراف الدولية، وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة، داعيا المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل للإفراج عن كافة الأسرى الفلسطينيين من سجونها. واثارت وفاة جمعة، 65 عاما، وهو اب لثمانية ابناء، والعديد من الاحفاد، حالة من الغضب لدى الاسرى الفلسطينيين الذين اعلنوا الحداد والإضراب عن الطعام، في كل السجون الاسرائيلية.

وحمّل عيسى قراقع، مقرر لجنة الأسرى في المجلس التشريعي اسرائيل المسؤولية، واصفاً ما حدث بأنه جريمة حرب. وكان جمعة قد وجه أخيرا رسالة من سجنه، عبر مؤسسات حقوق الإنسان يناشد فيها إنقاذه من الإهمال الطبي المتعمد الذي يتعرض له بعد أن تبين أن طبيب مستشفى الرملة أعطاه حقنة سببت له الشلل في يده وساقه اليسرى. وقال جمعة في رسالته إن فيروسا خطيرا انتشر وسط السجناء في سجن الرملة، وأصيب بسببه عدد من الأسرى وتم عزلهم من دون أن يتلقوا العلاج اللازم. وقالت أم إسماعيل زوجة جمعة، إن زوجها تعرض لمعاملة سيئة وتعذيب شديد. وكان يعاني من العديد من الأمراض الصعبة، وان الضباط كانوا يمنعون عنه الماء. وكان جمعة محكوماً بتهمة قتل مستوطنة، والانتماء للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة، ومنزله مغلق في القدس منذ اعتقاله قبل 15 عاما. وغير جمعة انتماءه السياسي داخل المعتقل. وأصبح ينتمي لحركة فتح. وسبق ان طالبت السلطة الفلسطينية بإطلاق سراحه ضمن قوائم الأسرى التي تطلقهم إسرائيل كبوادر حسن نية تجاه الرئيس الفلسطيني، إلا أن إسرائيلَ رفضت إطلاق سراحه بدعوى أن يديه «ملطختان بدماء يهودية». وقال قراقع إن كافة الإفراجات الجزئية التي قامت بها إسرائيل من جانب واحدٍ تعمدت استثناء الأسرى المرضى والمصابين بأمراض خطيرة.ويعتبر جمعة الاسير الثاني الذي يقضي في السجون الاسرائيلية هذا العام، وسبقه الاسير فضل شاهين، 47 عاماً، من قطاع غزة. وكان يعاني من انسداد الشرايين. وبحسب احصاءات رسمية فلسطينية، فإن 196 اسيراً توفوا داخل السجون الاسرائيلية منذ عام 1967.

ويقضي حوالي 11 الف أسير في عدد من السجون الاسرائيلية. وتعتبر قضية الاسرى إحدى اكثر القضايا الحساسة عند الفلسطينيين. وقال المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى إن سلطات الاحتلال تمارس سياسة الإهمال الطبي المتعمد بحق أكثر من 1300 أسير مريض في السجون هم بأمسِّ الحاجة إلى تلقي العلاج أو زيارة الطبيب.