الاستراتيجية الدفاعية والمجلس الدستوري شاغلا اللبنانيين في موسم الأعياد

صفير: أيام اللبنانيين صعبة وهم موزعون بين الشرق والغرب.. وحزب الله: الطائرات الروسية مكملة «لقدرات الجيش والمقاومة»

المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى لدى اجتماعه أمس برئاسة الشيخ عبد الأمير قبلان (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

استبقت مرجعيات وشخصيات لبنانية سبات الساحة السياسية في عطلة الأعياد التي بدأت اليوم بحلول عيد الميلاد عند الطوائف المسيحية، بجملة مواقف توزعت على الموضوعات الخلافية، من الاستراتيجية الدفاعية المعروضة على طاولة الحوار، إلى مسألة استكمال تعيين أعضاء المجلس الدستوري المفترض أن يقرها مجلس الوزراء في جلسة مقبلة، الى الاستعدادات للانتخابات النيابية في الربيع المقبل.

وفيما أمل البطريرك الماروني نصر الله صفير في أن «يجمع عيد الميلاد صفوف اللبنانيين الذين، كما نعرف ونشهد، هذا يذهب الى الشرق وذاك الى الغرب»، دعا المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الى «التهدئة والخطاب العقلاني غير المتشنج، والكف عما يعطل إقامة علاقات طبيعية ومتينة بين لبنان وسورية ومحيطه العربي».

أمنية صفير أطلقها لدى استقباله أمس وفداً من الوفود المهنئة بالاعياد، وقال: «اوقاتنا صعبة، ولكن مع الله ليس من شيء صعب، وكل الصعوبات تهون. نسأل الله ان يعيد علينا وعليكم اعيادا عديدة ملؤها الخير والبركة، ونتمنى ان يكون هذا العيد عيد فرح يدخل القلوب، وعيدا يجمع صفوف اللبنانيين الذين كما نعرف ونشهد، هذا يذهب الى الشرق وذاك الى الغرب، ولكن نأمل ان يعكف اللبنانيون على ما نحن فيه على هذا الوطن لكي ينهضوه ليبقى وطن الحرية والامان والسلام».

أما موقف المجلس الشيعي فجاء في بيان أصدره اثر اجتماعه الدوري، أمس، برئاسة نائب رئيسه الشيخ عبد الامير قبلان، وفيه: «تابع المجلس جلسة الحوار الثالثة التي انعقدت برعاية فخامة رئيس الجمهورية. وهو إذ يشجع لجنة الحوار على سرعة الوصول إلى الصيغة النهائية للاستراتيجية الدفاعية، يدعو إلى التهدئة والخطاب العقلاني وغير المتشنج والكف عما يعطل إقامة علاقات طبيعية ومتينة بين لبنان ومحيطه العربي وبالأخص مع سورية الشقيقة، بما يحفظ مصلحة البلدين. ويدعو المجلس إلى إخراج مسألة الإستراتيجية الدفاعية من المزايدات السياسية والبحث في هذا الموضوع من زاوية الحفاظ على سيادة لبنان واستقلاله والدفاع عن أرضه وشعبه ضد العدو الإسرائيلي الذي يهدد بعدوانه سيادة لبنان واستقلاله كل يوم».

الى ذلك، وجهت كتلة نواب «حزب الله» في بيان أمس التهاني بعيد الميلاد الى «اللبنانيين جميعاً مسيحيين ومسلمين... كما توجهت بآيات التبريك الى العالم العربي والاسلامي لمناسبة بدء السنة الهجرية».

وجاء في البيان: «استعرضت الكتلة مجريات جلسة المناقشات النيابية العامة وما تخللها من مواقف واثارات فعبرت عن تقديرها لكثير من مداخلات الزملاء النواب في حين أبدت أسفها إزاء بعض المزايدات الانتخابية التي كادت تخرج عن الرصانة السياسية التي تحتاجها البلاد خصوصاً في هذه المرحلة الحساسة».

وإذ اعتبرت «ان مجلس النواب قام بما عليه لجهة اختيار خمسة من اعضاء المجلس الدستوري»، سجلت «تحفظها عن خرق البعض للتفاهم الذي رعاه رئيس مجلس النواب، الامر الذي بات يتطلب استدراكاً يسهل اكتمال المجلس الدستوري وانطلاقته المطلوبة».

وأضاف نواب «حزب الله»: «إننا في الوقت الذي نواصل فيه الحوار حول الاستراتيجية الوطنية للدفاع عن لبنان ضد الاعتداءات والتهديدات الاسرائيلية، نعتبر أن الهبة المشكورة التي أعلنت روسيا عزمها على تقديمها الى لبنان سوف تسهم في تعزيز تكامل قدرات الجيش والمقاومة لحماية الوطن والدفاع عن سيادته، ولطالما أكدنا ضرورة تسليح الجيش بكل ما يلزم من سلاح وعتاد ليواصل القيام بواجبه الوطني المطلوب».

ورأى عضو الكتلة النائب حسن فضل الله «ان ما جرى في المجلس النيابي بشأن المجلس الدستوري لن يتكرر في الحكومة»، وقال: «نحن لم نخض معركة سياسية للحصول على الثلث الضامن كي يبقى منطق التفرد والاستئثار»، مؤكدا «أننا سنمارس حقنا كاملا في الحكومة، بعدما اختاروا الانقلاب على التفاهم ولجأوا الى التصويت بالاكثرية».

من ناحية مقابلة، اعتبر عضو كتلة «المستقبل» النائب عاطف مجدلاني «ان تلويح المعارضة بالثلث المعطل سيعطل المجلس الدستوري». وقال: «الذي حصل في موضوع المجلس الدستوري في مجلس النواب أصبح واضحا، فبالامس قال في هذا الموضوع نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري انه لم يكن هناك اتفاق قبل جلسة مجلس النواب على اعضاء المجلس الدستوري الذين انتخبهم المجلس النيابي، وكان اجتماع لهيئة المجلس حيث طرحت الاسماء وجوجلة هذه الاسماء من 97 اسما، ومن ثم انتخب المجلس النيابي بطريقة ديمقراطية ودستورية الأعضاء الخمسة». وأضاف: «موضوع تعطيل مجلس الوزراء لتعيين خمسة اعضاء للمجلس الدستوري من قبل فريق 8 اذار هو مخالفة للدستور واتفاق الدوحة».

ورأى عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتوح «أن البلاد تمر في ظروف مصيرية، خصوصا في الفترة التي تسبق الاستحقاق الانتخابي». ووصف فتوح الاستحقاق الانتخابي المقبل» بالمصيري، لأن مستقبل لبنان الذي حلم به وعمل لأجله الرئيس الشهيد رفيق الحريري يتوقف على نتائجه»، وحث اللبنانيين على «عدم التراجع عن الشعار ـ الهدف الذي رفعه الشيخ سعد الحريري «لبنان أولا».

من جهته رئيس لجنة الادارة والعدل النيابية روبير غانم أعرب عن أمله في تعيين الأعضاء الخمسة المتبقين لعضوية المجلس الدستوري في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء رغم التسييس الذي يأتي من السياسيين ولكن ليس من المرشحين. فالذين انتخبوا من قبل المجلس النيابي لم يكونوا مرشحين لهذا الفريق او لذاك، وبالتالي، رغم ان لكل منهم ميولا سياسية معينة، وهذا شيء طبيعي في هذا البلد، لكن ذلك لا يعني انهم ترشحوا على أساس حزبي او سياسي او على أساس انهم من هذا الفريق او ذاك هؤلاء». وقال: «آمل ان لا تكون هناك محسوبيات او سياسيات ضيقة في تعيين الاعضاء الخمسة الباقين في المجلس الدستوري من قبل مجلس الوزراء، فهذا المجلس هو أعلى سلطة. وفي النتيجة كل من تم انتخابه والذين سيعينون منذ تاريخ تعيينهم يصبحون ملكا للرأي العام اللبناني وليس لهذا الفريق او لذاك». ومن أستراليا، حيث يقوم بزيارات للجالية اللبنانية، شدد النائب مصباح الأحدب (14 آذار) على أهمية «ان يشارك المغتربون في الانتخابات النيابية»، ودعاهم الى «الاستحصال على بطاقة الهوية او جواز سفر لبناني لكي يحق لهم المشاركة في الانتخابات»، داعيا «السلطات الرسمية اللبنانية الى تسهيل مهمة المغتربين».