بوش يصدر عفوا عن 19 أميركيا بينهم شخص ساعد إسرائيل في حرب 1948

عدد الأشخاص الذين أصدر الرئيس الأميركي العفو عنهم خلال 8 سنوات بلغ 190

جورج بوش يجري الاتصال الهاتفي السنوي عشية الاحتفال بأعياد الميلاد مع قيادات القوات المسلحة الأميركية أمس (رويترز)
TT

واشنطن ـ أ. ف. ب: أصدر الرئيس الأميركي جورج بوش الليلة قبل الماضية عفوا عن 19 شخصا بينهم شخص أدين بالسجن قبل نحو ستين عاما لمساعدته اسرائيل ضد العرب في حرب العام 1948، وخفف عقوبة نحو 20 آخرين لكنه لم يبت في مصير شخصيات طلبت العفو هي أيضا، كما اعلنت وزارة العدل.

وان كانت اللائحة التي نشرت اول من امس لم تشمل اي اسم كبير فان اسم تشارلز ثومسون وينترز ورد فيها، وهي حالة نادرة بعد الوفاة، بعد قرابة ستين عاما من ادانته في عام 1949 بالسجن 18 شهرا ودفع غرامة قدرها خمسة الاف دولار لمساعدته يهودا قاتلوا العرب من اجل قيام دولة اسرائيل في عام 1948.

وقال مسؤول في الادارة ان وينترز انتهك القوانين الاميركية باستخدامه تجارته بالفاكهة لبيع قاذفات بي ـ17 قديمة لليهود. ولم يطلب وينترز الذي توفي في 1984 عن 71 عاما، مطلقا العفو عنه بحسب المسؤولين. علما بانه صدر عفو عن زعيمي الشبكة الحقيقيين، آل شويمر الذي أعفى عنه الرئيس بيل كلينتون في عام الفين والاخر هانك غرينسبن الذي اعفى عنه جون كينيدي في 1961.

وهذه هي حالة نادرة للعفو بعد الوفاة، فالحالة الوحيدة المعروفة سابقا هي حالة طالب اسود من اكاديمية ويست بوينيت العسكرية الذي ادين بلا مسوغ مشروع. عدا ذلك فان التدابير التي اعلنت اول من شملت وقائع نصب واحتيال وحيازة غير مشروعة للاسلحة او مخالفات للقوانين المتعلقة بالمخدرات والتي صدرت بمعظمها ادانات طفيفة.

وبذلك يرتفع إلى 190 عدد الاشخاص الذين اصدر بوش قرارات عفو بحقهم خلال نحو ثماني سنوات والى 9 عدد الاشخاص الذين خففت عقوباتهم بحسب احصاءات وزارة العدل. وقبل بوش مارس جيمي كارتر 566 مرة حقه في العفو ورونالد ريغان 406 مرات وبيل كلينتون 459. في المقابل كان جورج بوش الاب، اعطى مثالا لابنه، الرئيس الحالي جورج بوش، لجهة استخدام قانون العفو اذ لم يصدر العفو سوى عن 74 شخصا وخفف عقوبة 3 اخرين.

ولا بد لبعض الشخصيات التي طلبت بدورها العفو من بوش ان تتريث مزيدا من الوقت.

لكن المتحدث باسم البيت الابيض توني فراتو حصر ببوش حق اصدار العفو حتى نهاية ولايته في 20 يناير (كانون الثاني)، رغم الجدل الذي اثاره كلينتون عندما اصدر عفوا عن 140 شخصا في اليوم الاخير من حكمه. وقال فراتو «ان الرئيس يحتفظ بسلطته التي هي من حقه والتي تسمح له بالقيام بذلك حتى يومه الاخير في سدة الرئاسة».

وبين مئات طلبات العفو في وزارة العدل طلب قطب الصحافة السابق كونراد بلاك وكذلك البرلماني الجمهوري السابق راندي «ديوك» كانينغام والحاكم الديمقراطي السابق لولاية لويزيانا ادوين واشنطن ادورادز المتورطين في قضايا فساد وابتزاز، او ايضا جون واكر ليند الملقب بـ«الطالباني الاميركي» الذي حكم عليه بالسجن 20 عاما بعد ان اعترف بذنبه بانه حمل السلاح مع الطالبان كما علم من الادارة.

وهناك الحالة الشائكة المتعلقة بجوناثان بولارد اليهودي الاميركي الذي حكم عليه بالسجن المؤبد لتجسسه لصالح اسرائيل الحليف الكبير للولايات المتحدة. ولم تكف الحكومة الاسرائيلية عن المطالبة باطلاق سراحه. لكن احدى الحالات اللافتة اكثر من غيرها هي حالة الذراع اليمنى سابقا لنائب الرئيس ديك تشيني، لويس ليبي الملقب «سكوتر» الذي حكم عليه في 2007 بالسجن لسنتين ونصف السنة وبدفع غرامة قدرها 250 الف دولار في قضية تتعلق بتبرير الحرب على العراق. وسبق لبوش ان استخدم صلاحياته ليجنبه السجن مع الاحتفاظ بالغرامة وابقائه تحت التجربة لمدة سنتين. وقالت وزارة العدل لوكالة الصحافة الفرنسية انها لم تتسلم طلبا للعفو من جانب ليبي. لكن ذلك لا يستبعد كما اضافت ان يكون قد رفع طلبا مباشرة الى البيت الابيض.