السفير السوري في القاهرة: نحن أيضا أعربنا عن قلقنا من الحملات «الجائرة» علينا

بعد يوم من استدعاء الخارجية المصرية للأحمد احتجاجا على المظاهرات أمام سفارتها

TT

رد السفير السوري في القاهرة، يوسف الأحمد، على استدعائه من قبل وزارة الخارجية المصرية للاحتجاج على ما اعتبرته القاهرة مظاهرات غوغائية امام سفارتها في دمشق بقوله إن دمشق قلقة مما سماه «الحملات الجائرة» التي تشنها الصحف ووسائل الاعلام القومية في مصر على سورية. وجاء رد السفير الاحمد في بيان لتوضيح ما دار في الاجتماع الذي تم بينه وبين مساعد وزير الخارجية المصري السفير عبد الرحمن صلاح اول من امس، ان الاجتماع كان للتعبير عن قلق مصر من المظاهرة التى نظمت أمام السفارة المصرية بدمشق منذ عدة أيام. وأضاف الأحمد أنه «أعرب بدوره عن قلق دمشق واستغرابها الشديدين للحملة الإعلامية الجائرة التي تتعرض لها سورية قيادة وشعبا من قبل وسائل الاعلام المصرية». وقال السفير السوري لمساعد وزير الخارجية المصري خلال اللقاء الذى تم بناء على طلب الأخير، «إن المتظاهرين في دمشق كانوا من الإخوة الفلسطينيين المقيمين فى سورية الذين أرادوا التعبير عن تعاطفهم وغضبهم إزاء الحصار المفروض على اشقائهم في غزة»، مؤكدا حرص بلاده على العلاقات مع مصر وإيمانهم بأهميتها وعمق دلالاتها العربية «في زمن الأمة فيه أحوج ما تكون إلى تكاتف ودعم جميع أقطارها لمواجهة التحديات التى تهدد وجودها واستقرارها وأمنها». وأضاف السفير الأحمد «مع الأسف إن سورية وقيادتها وشعبها ورئيسها تتعرض منذ أكثر من شهر الى حملة اعلامية غير مسبوقة في الصحف المصرية ولا نعرف لها سببا». ووصفها بأنها «حملة تنضح بالعداء لسورية»، معرباً عن استغرابه من أن تكون سورية هدفا للصحف القومية المصرية «في هذا الزمن العربى العصيب بالذات».

وأشار الأحمد إلى أنه أكد لصلاح أن بلاده لن تتعامل مع هذه الحملة، ولم يصدر عنها أي رد فعل اعلامي او سياسي حيالها، «لأنها تعتبر أن العلاقات مع مصر تمر اليوم بسحابة سوداء ولا بد أن تنقشع لما فيه مصلحة البلدين الشقيقين والأمة العربية». وقال ان «سورية تفضل مصلحة العلاقات الثنائية العربية، ولا تؤثر الإساءة وترفض أي تدهور في العلاقات العربية»، مضيفا أنه «في ظل هذه الظروف العصيبة ومن خلال تتبع مجريات الأحداث على الساحة العربية، وخاصة الفلسطينية والعراقية والتداعيات الخطيرة للحصار المفروض على غزة، فانه يصعب على اي نظام في العالم ان يسيطر على عواطف وانفعالات الشارع السياسي والشعبي»، معتبرا أن هذا الأمر انسحب على كل المظاهرات التي شهدتها عواصم عربية واسلامية كثيرة.

واختتم السفير السوري بيانه عما دار في اللقاء مع السفير صلاح في الخارجية المصرية بالقول «إن أية علاقة لها طرفان وبالتالي فان استقرارها وتوازنها وتفعيلها يتطلب فعلا مشتركا من كليهما، وإلا كان الأمر ضد طبيعة الاشياء. واذا كان الطرفان المصري والسورى متفقين فى التحليل والاستنتاج على ضرورة الحفاظ على هذه العلاقة فلا بد أن يكون هناك جهد من كليهما من اجل تحصين هذه العلاقات ضد اي تعكير او تدهور»، معتبرا أن لقاءه بالمسؤول المصري كان مناسبة لتبادل التعبير عن القلق تجاه الامور التي تم بحثها». وارتفعت حدة التوتر بين القاهرة ودمشق الشهر الماضي بعد انتقادات سورية لمصر في اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب عقد في القاهرة في 26 نوفمبر( تشرين الثاني) الماضي. وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال هذا الاجتماع انه يتعين على الوسيط المصري في الحوار بين حركتي فتح وحماس «الوقوف على مسافة واحدة» من الطرفين، ملمحا الى تأييد مصر لحركة فتح. وقال ان «نجاح الحوار الوطني الفلسطيني يتطلب توفيرَ معطيات اساسية؛ وأولها وقوف الوسيط على مسافة واحدة من اطراف الحوار، وان يضع أمام اطرافه اطراً ويترك لهم مسألة الاتفاق عليها عبر حوارهم». وردت القاهرة على الفور ببيان رسمي اصدرته في اليوم التالي للاجتماع، واكدت فيه ان «منطق الامور والعديد من المواقف والتصرفات والحقائق المعروفة تقتضي ان توجه هذه الدعوة الى سورية ذاتها»، في اشارة الى دعم سورية لحركة حماس.