هولندا: الأعياد اليهودية ونشرة الأخبار في المؤخرة

الأعياد الإسلامية في مراكز متقدمة بين لائحة التقاليد

TT

على الرغم من الاعتقاد الشائع لدى البعض، بان لليهود الغلبة والسيطرة والنفوذ في هولندا، سواء في المجالات الاعلامية او الاقتصادية او الحكومية، وهناك من يرى في هولندا مناصرا ومؤيدا لقضايا اليهود، في حين يتعرض المهاجرون المسلمون لاشكال مختلفة من العنصرية والمعاناة من تهجم اليمين المتشدد على الاسلام والقيم والرموز الاسلامية، ولكن استطلاعاً للرأي في هولندا جرى أخيرا، أظهرت نتائجه ان تأثير المهاجر المسلم على المجتمع وعاداته وتقاليده اكبر، والدليل هو وجود الاحتفال بالأعياد الاسلامية في مركز متقدم بين التقاليد التي يحرص الهولنديون على الاحتفال بها، او الالتزام بالمشاركة فيها، بينما تأتي الاعياد اليهودية في المراكز الاخيرة من الترتيب. ووفقاً لاستطلاع رأي أجراه مركز الثقافة الهولندية، فإن عيد القديس نيكولاس الذي توزع فيه الهدايا يوم الخامس من ديسمبر(كانون الأول) كل عام، هو التقليد رقم 1 في هولندا. ووضع المركز لائحة بأهم 100 تقليد واحتفال بهولندا، ونشرت صحيفة هولندية صورة للملكة بياتريكس، وهي تعلق منديلاً هولندياً تقليدياً على حبل غسيل تحت شعار: 2009 عام التقاليد. وتعلق الصحيفة قائلة: «ربما يكون قد مرّ وقت طويل قبل أن تعلق الملكة الملابس بنفسها. لكن هكذا افتتحت الملكة عام التقاليد. وبعدها حذا طلاب من مدينة هيلفرسوم حذوها ونشروا ما يقرب من 100 منديل مكتوب عليها كلمة تقاليد». ومن بين أبرز عشرة تقاليد في هولندا، يوم الملكة في الثلاثين من أبريل (نيسان)، وتناول أول أسماك الرنجة، وتقديم الكعك مع بداية العام الجديد. ولم تقدم لمن شاركوا في استطلاع الرأي أي أمثلة بل طلب منهم أن يتحدثوا عن أفكارهم في ما يتعلق بالتقاليد الهولندية. وجاء عيد الفطر في المرتبة الـرابعة عشرة، مما يظهر تأثير المهاجرين. وفي مرتبة متأخرة من القائمة يقف عيد الأضحى للمسلمين وعيد الغفران أو يوم كيبور المقدس عند اليهود. وحل تقليد التزلج في المرتبة الـ34 وقراءة رسائل البريد الالكتروني في المركز الـ56. وأخيراً جاءت مشاهدة نشرة أخبار الساعة الثامنة في المرتبة الـ100. يذكر انه في الوقت الذي لا يزال رجال السياسة والاحزاب الهولندية، في حيرة من أمرهم لاتخاذ قرار حول اعتبار عيد الفطر المبارك عطلة رسمية في البلاد، قررت ادارات المدارس في معظم المدن الهولندية، وخاصة التي يوجد فيها اعداد كبيرة من الاجانب من أصول اسلامية، اغلاق ابوابها اول ايام عيد الفطر المبارك الذي تزامن مع مطلع اكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لاتاحة الفرصة للطلبة بالاحتفال بالمناسبة، وفي نفس الوقت اتاحة الفرصة لزملائهم مشاركتهم الاحتفال وفي نفس الاطار سبق ان اجرى احد المكاتب المتخصصة، استطلاعاً للرأي بين الهولنديين، حول اعتبار عيد الفطر يوما وطنيا، يضاف الى العطلات الرسمية، وجاءت نتائج الاستطلاع الذي شمل ما يقرب الف شخص، لتظهر ان 77% منهم لا يقبلون اعتباره عيدا وطنيا يضاف الى العطلات الرسمية، في حين رحب 18% فقط منهم بالفكرة، بالرغم من ان ثلث الاشخاص الذين شملهم الاستطلاع كانوا من اصول اسلامية. ويرى 71% ممن يرفضون هذا الامر، ان هولندا بلد ذو تقاليد مسيحية ويهودية ولا يناسبها وجود عيد وطني ذي طابع اسلامي، بينما وجد 10% منهم، انه لا مانع طالما ان هناك عطلات وأيام اجازات كثيرة، وليس هناك ما يمنع من زيادة يوم اخر، بينما طالب 29% باستبدال عيد الاضحى المبارك بأيام او عطلات اخرى، في قائمة العطلات الرسمية والاجازات في هولندا».

يذكر انه يعيش في هولندا حاليا زهاء مليون مسلم؛ معظمهم من المهاجرين المغاربة والاتراك والذي وصل الفوج الاول منهم الى هولندا اواخر الخمسينات ومطلع الستينات للعمل في مجال إعادة إعمار ما دمرته الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945).