الحكومة الغينية انتقلت إلى ثكنة عسكرية.. وزعيم الانقلابيين يؤكد: لا أرغب في السلطة

العسكر أمهلوا أعضاء الحكومة وكبار الضباط 24 ساعة قبل القيام بعملية تمشيط

زعيم الانقلابيين يلوح للحشود في حين يعبر موكبه شوارع كوناكري (رويترز)
TT

وصل رئيس الوزراء الغيني احمد تيجان سواري على رأس قافلة فريقه الحكومي امس الى معسكر الفا يايا ديالو في كوناكري، تنفيذا لامر الانقلابيين الغينيين، الذين امروهم بالتوجه الى هذه الثكنة. في حين سعى زعيم الانقلابيين الى احكام قبضته على السلطة في البلاد، لكنه أكد انه لن يخوض انتخابات الرئاسة.

وقد وعد زعيم الانقلاب بأن يكون الحكم العسكري مؤقتا وان ينتهي بإجراء انتخابات حرة وشفافة. وقال كامارا لرئيس الوزراء احمد تيجان سواري مخاطبا اياه بلقب سيدي الرئيس «سنعود الى ثكناتنا» بعد الانتخابات. وكان سواري وعد بالولاء لكامارا. وتوجه سواري ووزراؤه الى القاعدة العسكرية في كوناكري بدعوة من كامارا.

وطمأن كامارا سواري وغيره من مسؤولي الحكومة «أنتم في امان معنا» وحثهم على مساعدة نظامه. واضاف «بالامس كنتم في السلطة، واليوم جاء دورنا». واضاف «تستطيعون العودة الى العمل، ودعونا نتجنب نزاعا مسلحا سيجر البلاد الى حرب بين الاخوة». وتابع ان «تسلم الجيش للسلطة هو مرحلة انتقالية وستثمر عن انتخابات حرة وشفافة سنعود بعدها الى ثكناتنا». واكد «نحن لسنا طموحين، وندعو الله ان يبعدنا عن الظلم والقبلية والفساد».

وقال كامارا في تصريحات نقلتها اذاعة «راديو فرانس انترناسيونال» الفرنسية، «ليس لدي طموح في أن أصبح مرشحا في انتخابات الرئاسة»، مضيفا «ليس لدي أي طموح في السلطة». وكان المجلس العسكري قد دعا في وقت متأخر أمس وزراء الحكومة وجنرالات الجيش للتوجه الى قاعدة عسكرية، وأمر أيضا بتعيين قادة عسكريين محل المسؤولين الاقليميين الذين عينهم كونتي.

وقال ضابط في الجيش، في بيان بثه التلفزيون الحكومي، «سيتم تنظيم عملية تنقية في أنحاء البلاد». وأغلق العديد من أماكن العمل أبوابه امس ونظم الجنود دوريات في الشوارع، لكن الباعة الجوالين مارسوا عملهم بشكل طبيعي، وتحرك الناس والسيارات بحرية، كما نقلت وكالة رويترز. ودان الاتحاد الافريقي والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الانقلاب الذي وصفوه بأنه أحدث فشل للديمقراطية في افريقيا، بعد انقلاب عسكري في موريتانيا في أغسطس وأعمال عنف بعد الانتخابات في زيمبابوي وكينيا ونيجيريا.

وكان الانقلابيون العسكريون في غينيا قد امروا كل كبار الضباط في الجيش واعضاء الحكومة بالتوجه الى ثكنة عسكرية خلال 24 ساعة، محذرين من انهم سيقومون بحملة تمشيط في البلاد عند انتهاء هذه المهلة. وقالت اللجنة الوطنية للديمقراطية والتنمية، التي يقودها الكابتن موسى داديس كامارا، في بيان تلي عبر الاذاعة، ان «كل جنرالات الجيش وكل اعضاء الحكومة السابقة مدعوون الى التوجه الى ثكنة الفا يايا ديالو (في كوناكري) في الساعات الـ24 القادمة».

واضافت اللجنة، التي تضم 32 عضوا، بينهم 26 عسكريا، «بعد انتهاء هذه المهلة، ستنظم حملة تمشيط في كل الاراضي الوطنية». ودعت اللجنة ايضا «الامناء العامين لادارات الوزارات الى تولي مهام الوزراء حتى تشكيل حكومة جديدة (...) وقادة الحاميات الى تولي مهام قادة الشرطة».وكان قائد الانقلاب في غينيا الكابتن موسى داديس كامارا، قد اعلن للصحافيين مساء أول من امس، انه رئيس الجمهورية الجديد. وقال كامارا، الذي قاد الانقلاب الذي وقع بعد وفاة الرئيس لانسانا كونتي، في اول مؤتمر صحافي له، «انني على اقتناع وثقة بانني رئيس الجمهورية، رئيس المجلس الوطني للديمقراطية والتنمية».

واضاف قائلا في معسكر الفا يايا في كوناكري، وهو اكبر معسكر في البلاد، «ان حركة التأييد الواسعة التي ظهرت من المعسكر الحربي حتى القصر الجمهوري في غنى عن اي تعليق».

وكان كامارا يتحدث بعد ساعات من هتافات رددها جمهور من سكان كوناكري خرجوا الى الشوارع لتوجيه التحية الى مئات من العسكريين الذين كانوا يختالون باسلحتهم قائلين «يحيا الرئيس الجديد»، «تحيا غينيا الجديدة».

وسئل كامارا عن مصير الفريق الحاكم قبل الانقلاب، فقال «لست اعلم حتى الان ما اذا كان عضو واحد في الحكومة قد اعتقل».

وردا على اسئلة ملحة من الصحافيين الغينيين لمعرفة ما اذا كان اعضاء في الحكومة قد اعتقلوا، قال قائد الانقلاب «حتى الان لم يعتقل منهم احد. فقد توجه الرجال (للبحث عنهم) ولكنهم لم يجدوا احدا في منزله». واستطرد الكابتن كامارا، اقول لكم، انني لم اصل الى الحكم بالصدفة، ولكن لصفات كثيرة، فانا وطني (...) وهناك ثلاث حوادث تعاقبت وانا الكابتن داديس الذي احتوى هذه الحوادث».

ولم يحدد بوضوح هذه الحوادث، لكنه اشار الى «اوقات فراغ في السلطة»، خلال عهد لانسانا كونتي، الذي كان مريضا في اغلب الاحيان. كما اشار الى «الاضراب الاول» للجنود في ربيع 2007، الذي ادى حينئذ الى عزل رئيس اركان الجيش ووزير الدفاع. واشار بايجاز الى دوره في حماية هنرييت كونتي زوجة الرئيس الذي مات. واضاف «لقد ضحيت بحياتي من اجل السيدة الاولى. وقلت اذا اهنتم هذه السيدة فاقتلوني، واذا اردتم دخول قصر الرئاسة فان غينيا لم تعرف ذلك، وسوف يكون ذلك مهانة كبرى. وقد عاد تراجع الرجال بفضل شهامتي وروحي الوطنية».

ولم يشر قائد الانقلاب من قريب او بعيد في هذا المؤتمر الصحافي الى ادانات المجتمع الدولي لهذه المحاولة الانقلابية.

ويحظى حكم الانقلابيين العسكر بدعم كبير من الشباب، الذين يعتبر قسم كبير منهم ان هؤلاء العسكريين الشباب، هم وحدهم القادرون على اجتثاث الفساد الذي يعبث بمقدرات البلاد.