البحرية الألمانية تنقذ سفينة شحن مصرية من قبضة القراصنة الصوماليين

الحادث يعزز من توجه مصر نحو المشاركة في الجهود الدولية للقضاء على الظاهرة

TT

أعلنت وزارة الخارجية المصرية أمس أن سفينة بحرية ألمانية أنقذت سفينة شحن مصرية تعرضت للاختطاف على أيدي قراصنة صوماليين في خليج عدن، قبالة السواحل الصومالية، وتوقعت مصادر مصرية مطلعة، أن تعجل مصر بخطوات مساهمتها في الجهود الدولية الرامية إلى مكافحة أنشطة القرصنة قبالة السواحل الصومالية، وذلك في أعقاب تعرض إحدى بواخر الشحن المصرية لمحاولة اختطاف وإصابة أحد أعضاء طاقمها.

وقال السفير أحمد رزق مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية والمصريين في الخارج في تصريحات صحافية، «إن مركز عمليات قطاع النقل البحري بوزارة النقل أبلغ وزارة الخارجية أن سفينة الشحن المصرية «وادي العرب»، كان علي متنها 31 بحارا مصريا ويقودها الربان إبراهيم إسماعيل خضر، تعرضت في العاشرة من صباح أمس لمحاولة استيلاء من جانب قراصنة قبالة السواحل الصومالية، وتم قذفها بمقذوف «آر بي جي»، إلا أن قطعة بحرية عسكرية ألمانية تدعى «carlsruhe» كانت مرابطة بالصدفة بالقرب من موقع سفينة الشحن المصرية، تعاملت مع القراصنة واستطاعت إنقاذ السفينة المصرية من الخطف.

وأضاف الدبلوماسي المصري أن السفينة المحررة موجودة حاليا في حراسة الوحدة البحرية العسكرية الألمانية، وطائرة هليكوبتر، وهي في طريقها الآن إلى كوريا الجنوبية. مشيرا إلى أن طاقم السفينة بخير، ماعدا مهندس ثالث المركب وائل سعيد السيد بركات وهو من محافظة كفر الشيخ (شمال دلتا مصر)، الذي أصيب بطلق ناري في فخذه، وهو يتلقي العلاج حاليا. وأكد محفوظ طه، المستشار السابق لوزير النقل المصري لـ«الشرق الأوسط» أن من شأن هذه الواقعة أن تعزز وتعجل بالخطوات المصرية للمساهمة في الجهود الدولية الرامية إلى القضاء على هذه الظاهرة، وأشار إلى أنه ليس من المتوقع أن يؤثر هذا الحادث على عدد السفن المصرية عبر هذا الطريق الملاحي الدولي الهام. ملمحا إلى أن الجهود الدولية، رغم وفرتها، إلا أنها تفتقر إلى الإشراف الجامع والاتفاق على قواعد الاشتباك المشترك. وأوضح أنه لا بد من المضي قدما في الخطوات العربية الهادفة إلى تنسيق الجهود المشتركة على ذات الصعيد لأن من شأن الإهمال في هذا الأمر تعريض الدول العربية والخليجية بوجه خاص لخطر إنشاء منفذ للتهريب إلى شبه الجزيرة العربية.

ويبلغ عدد طاقم السفينة المصرية واحدا وثلاثين عضوا، وأوضحت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن القراصنة عمدوا إلى مطاردة السفينة لعدة أميال مستخدمين زورقا بخاريا. وأفاد مركز بلاغات أعمال القرصنة بالمكتب الدولي للملاحة بأن سفينة تصادف مرورها لاحظت تحركات الزورق المشبوه فأبلغت المكتب الذي يقع مقره في كوالا لمبور بماليزيا، فقام الأخير بدوره بإبلاغ القوات الدولية في المنطقة للمساعدة. وقد استجابت سفينة ألمانية على الفور وأرسلت مروحية عسكرية للمساعدة، حسبما روى نويل تشونغ المسؤول في المكتب الدولي لإيلين إن جي مراسلة الأسوشييتد برس. وقد نجحت المروحية في إحباط عملية القرصنة وأكرهت القراصنة على التراجع، ولكن بعد أن أطلق المهاجمون قذيفتهم فيما كانوا يحاولون اعتلاء السفينة.

وتجدر الإشارة إلى أن جهاز المخابرات المصرية كان قد نجح في السادس والعشرين من شهر سبتمبر (أيلول) العام الجاري من تحرير الباخرة «المنصورة» من قبضة القراصنة، الذين كانوا قد استولوا عليها في أوائل الشهر ذاته، بعد مفاوضات شاقة.

وأوضح رزق أن سفينة الشحن تتبع شركة الملاحة الوطنية، كانت قادمة من ميناء أوديسا بأوكرانيا وتحمل شحنة من القمح تبلغ ستة وخمسين ألف طن، وتعتزم تفريغها في أحد موانئ كوريا الجنوبية، وقد عبرت قناة السويس ومنها إلى مضيق باب المندب متوجهة صوب المحيط الهندي.

وتحرس الآن أكثر من اثنتي عشرة سفينة حربية الخليج الشاسع. ولكل من بريطانيا والهند وإيران والولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وألمانيا، إما قوات تعسكر في تلك المنطقة أو أن قواتها ماتزال في الطريق إلى هناك. ومع ذلك، فقد بلغت هجمات القراصنة خلال العام الجاري في خليج عدن مائة وعشر هجمات، من بينها اثنتان وأربعون عملية تم فيها الاستيلاء على سفن. وقد تم الإفراج عن معظم السفن التي جرى الاستيلاء عليها بعد دفع مبالغ الفدية، وماتزال حتى الآن أربع عشرة سفينة، على متنها مائتان وأربعون فردا هم أعضاء طواقمها، في قبضة القراصنة.

وبالرغم «من دوريات الحراسة البحرية المتزايدة، إلا أن القراصنة مايزالون يواصلون هجماتهم على السفن، لأن السفن الحربية ليس بإمكانها أن تكون في كل مكان في ذات الوقت». حسبما يقول تشونغ الذي أكد أيضا استبشار المكتب خيرا بالمساعدة الفورية التي أبدتها القوات الدولية في هذه الواقعة.

وقد أعلنت اليابان أول من أمس أنها تدرس إرسال قطع بحرية عسكرية للانضمام إلى قوات التحالف الدولي في مجابهة خطر القرصنة. ومن المقرر أن يصل أسطول عسكري صيني صغير إلى المنطقة اليوم.