إسرائيل تمهل حماس 48 ساعة.. وتفتح معابر غزة

تل أبيب تتوعد بتوجيه ضربة قاسية لمقدرات الحركة ومخازن سلاحها والأنفاق

TT

أمهلت إسرائيل حركة «حماس» والفصائل المسلحة الأخرى في قطاع غزة 48 ساعة لتجنب عملية عسكرية إسرائيلية في القطاع. وذلك بوقف الصواريخ، كما قالت مصادر عسكرية إسرائيلية بعد إطلاق صواريخ وقذائق هاون صباح أمس باتجاه مناطق النقب. وبينما سمحت إسرائيل بفتح 3 معابر تجارية أمس، لإدخال بضائع أساسية ووقود وأدوية للقطاع، بدأ الجيش الإسرائيلي يستعد لاحتمال تنفيذ عملية عسكرية محدودة الأهداف والوقت خلال الأيام المقبلة وتهدف إلى ايقاع أقصى قدر من الدمار في مقدرات حماس.

وذكرت الشبكة العامة للتلفزيون الإسرائيلي أن قرار إدخال مساعدات، جاء تلبية لدعوات دولية صدرت خصوصا من فرنسا وبريطانيا ومصر التي زارتها وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي لفني.

وقال مصدر عسكري ان حوالي 100 شاحنة تنقل مواد غذائية ومحروقات يفترض ان تدخل الى قطاع غزة. اما حماس فقالت ان اسرائيل أغلقت معبر ناحل عوز بعد إدخال كميات قليلة من السولار الصناعي والغاز الطبيعي، (450 ألف لتر من السولار الصناعي، و42 ألف طن من الغاز). ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس، عن مصادر حكومية، قولها إن «عملية محدودة» ستبدأ خلال ايام ستشمل هجوما جويا مع عدد من العمليات البرية المحدودة ضد حماس، ومجموعات مسلحة أخرى. الا ان الصحيفة رجحت ألا تبدأ مثل هذه العملية قبل انتهاء المشاورات التي سيبدأها رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت غدا مع كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين خلال اجتماع للمجلس الوزاري المصغر في إسرائيل. وكان المجلس اجتمع الأربعاء الماضي، لكن تعتيما فرض على نتائجه، رغم ما سربته مصادر من انه أعطى الضوء الأخضر لتنفيذ عملية عسكرية. ومن المتوقع ان تتناول الاجتماعات التي سيعقدها اولمرت غدا، ثلاث مسائل، الأولى هي تحضير الجبهة الداخلية، وتحصين المنازل، والمسألة الثانية تتعلق بالوضع الإنساني في غزة وما هو حجم المساعدات الانسانية التي سيسمح بدخولها، لضمان عدم اندلاع ازمة انسانية في القطاع خلال العملية العسكرية. والمسألة الثالثة تناقش التغطية الإعلامية الإسرائيلية للحملة خارج اسرائيل، وذلك بهدف «توسيع الشرعية الدولية المؤيدة لعملية عسكرية ضد حركة حماس».

وعقد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك امس، في مكتبه جلسة مشاورات خاصة بمشاركة كبار قادة الجبهة الداخلية تتناول استعدادات الجبهة وقدرتها على امتصاص الضربات الصاروخية في حال تنفيذ عملية عسكرية في قطاع غزة.

وقالت مصادر إسرائيلية ان المشاورات تناولت الاستعدادات في المناطق البعيدة عن مدى الصواريخ الفلسطينية وذلك في ظل الاعتقاد بان حماس سترد بتوسيع دائرة الاستهداف الصاروخي في حال نفذ الجيش تهديداته ضد غزة.

وتخطط اسرائيل لعملية ستلحق أقصى قدر من الدمار بقدرات حماس. وليس بالضرورة ان توقف اطلاق الصواريخ. وقد تطلق حماس صواريخ تتجاوز مدى الصواريخ المستخدمة حاليا، والبالغ 20 كيلومترا. وكتب محلل الشؤون العسكرية والاستراتيجية في صحيفة «يديعوت احرونوت» الاسرائيلية اليكس فيشمان امس، ان الجيش الإسرائيلي تلقى في هذه المرحلة «الاوامر بالبدء في دحرجة العملية العسكرية التدريجية، التي ترمي الى توجيه ضربة فعالة لحماس وإضعافها من اجل التوصل في آخر المطاف الى اتفاق تهدئة بشروط محسنة». وتناولت الصحف الاسرائيلية امس، ملامح العملية العسكرية المفترضة ضد القطاع، وقالت ان الخطة تتضمن توجيه ضربة قاسية لمقدرات حماس، مثل المكاتب الحكومة، وقواعد الشرطة، ومعسكرات التدريب، ومخازن السلاح، والمنظومات الاقتصادية المختلفة، والأنفاق. وبحسب فيشمان، فانه «في موازاة الضغط العسكري المتواصل من الجو على مئات الاهداف المحددة مسبقا، أعد الجيش خطة لتدخل بري محدود» وأضاف «في المرحلة الاولى ستتواصل العملية لاكثر من اسبوع من اجل الوصول الى الانجاز المطلوب قبل التدخل الدولي». وكانت حماس اعتبرت التهديدات الإسرائيلية الاخيرة، وما قالته وزيرة الخارجية لفني من القاهرة، بانها ستغير الوضع في غزة وتسقط حماس، «تطوراً خطيراً»، وقالت إنها لن تقبل بأن تبقى النار في حجرها وحدها.

وهدد رئيس هيئة اركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غابي اشكنازي خلال تخريج دورة تدريب لطيارين في قاعدة جوية، باستخدام كل القوة وقال «سنستخدم كل قوتنا ضد البنية التحتية الارهابية وسنوجد واقعا امنيا مختلفا في محيط قطاع غزة». وتقول مصادر عسكرية اسرائيلية «ان حالة الطقس تؤخر العملية، وانها قد تتسبب بضحايا اكبر بين السكان المدنيين في غزة. ورغم ان الجيش يعرف كيف يخوض القتال في ظروف جوية سيئة، الا انه لا يكون في فعاليته الكاملة وسيعاني من مشاكل في الدقة».

ومن جهتها تتعهد الفصائل الفلسطينية في القطاع بأنها ستفاجئ الإسرائيليين اذا ما أقدموا على اجتياح غزة، وقالت حماس ان التهديدات لا تخيف الحركة، وإن أي تصعيد إسرائيلي ستكون له آثاره الكبيرة «لأن حماس لن تقبل بأن تبقى النار في حجرها». وقالت سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي «إن بحوزة المقاومة مزيداً من المفاجآت التي ستصعق العدو وستدفعه للندم إذا ما شن أي هجوم عسكري على غزة».

وفي نفس الوقت، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»ان الجيش لا يتردد ولا يخاف دخول غزة، بل ينوي العمل في الظروف المريحة له، لافتةً إلى أن مكتب باراك بحث أيضاً إمكان «الإخلال بالنظام» في الضفة المحتلة في أثناء عملية برية بالقطاع.وتابعت الصحيفة «الخوف الذي يتعاظم الآن في جهاز الأمن هو وضع يبدأ فيه حزب الله بإطلاق النار في جنوب لبنان وقت خروج الجيش الإسرائيلي لعملية في غزة». وجاء ذلك على خلفية الكشف عن 8 صواريخ «كاتيوشا» معدة للإطلاق باتجاه إسرائيل في جنوب لبنان. ونقلت الصحيفة عن مختصين إسرائيليين قولهم إن الصواريخ هي جزء من الترسانة الجديدة التي يقوم حزب الله ببنائها بعد الحرب الأخيرة على لبنان، استعدادا لمواجهة محتملة.